بعد سنوات من الصمت | لجنة تحقيق عسكرية تكشف عن نوعية الصواريخ التي يستخدمها الحوثيين وطريقة إدخالها
معين برس | مأرب- تقرير:
بعد ان التزمت الصمت طيلة ست سنوات، إمَّا لعجز في جهاز استخباراتها العسكري ووزيرها، أو لكون جهاز الاستخبارات #الحوثي نجح باختراق هرم الوزارة بذاته بعد ان طفت فضيحة خلية التجسس التي تضم ضباط كبار لديها، خرجت وزارة الدفاع اليمنية وكشفت عبر تقرير لجنة تحقيق عسكرية مكلفة من قبلها، وكشفت عن نوعية وتركيبة الصواريخ التي استهدفت أحياء سكنية في مدينة مأرب، شمال شرقي #اليمن.
وبحسب موقع “سبتمبر نت”، كشفت لجنة تحقيق عسكرية تابعة لوزارة الدفاع اليمنية، اليوم الأحد 6 ديسمبر 2020م، عن معلومات حول الصواريخ الحوثية التي استهدفت أحياء سكنية في مدينة مأرب.
وأكدت اللجنة، أن إحدى اللجان العسكرية المكلفة بالتحقيق في جريمة أحد الصواريخ التي أطلقتها مليشيا الحوثي في وقت سابق، على حي سكني بالمدينة، وتسبب بمقتل وإصابة عدد من المدنيين، عثرت على أدلة تؤكد أن الصواريخ إيرانية الصنع.
وقالت لجنة التحقيق، إنها اكتشفت أدلة تثبت تورط المليشيا وداعمتها إيران، من خلال فحص بقايا جسم الصاروخ الذي تم التحقيق فيه.
وتم العثور في موقع سقوط الصاروخ على شظايا وضعت في مقدمته، عبارة عن مكعبات مركبة من الحديد الصلب، بغرض إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
وأشارت إلى أن تلك الشظايا وضعت بداخل جسم الصاروخ، لكون الجسم الخارجي للقسم المتفجر في الصاروخ غير متشظٍ.
وتبين من خلال الفحص والتدقيق في جسم الصاروخ وجود حروف وأرقام مكتوبة باللغة الإنجليزية وبخط اليد، بواسطة حبر طلاء حراري على جسم الصاروخ، كما أنه تم العثور على مسامير بولتات boults تستخدم للتثبيت بين الجسم الخلفي التي ركبت عليه زعانف التوازن مع جسم محرك الصاروخ مكتوب عليه احرف باللغة الانجليزية (H- D- W).
ووفقا للجنة التحقيق، جميع الأدلة تؤكد أنه تم تركيب الصاروخ في مناطق سيطرة المليشيا بعد أن وصل إليها قطعاً مفككة.
وتأكيداً على دخول الصواريخ الإيرانية إلى البلاد مفككة الأجزاء، قالت اللجنة إنها عثرت على بعض قطع بقايا الصاروخ صدأ وخاصة مناطق الربط والاتصال، تكونت نتيجة عدم حفظها بصناديق خاصة للحفظ وبشكل مجزأ.
وتوصلت إلى أن تصنيع أجزاء هذا النوع من الصواريخ، لا يتم إلاّ في معامل أو مصانع خارج اليمن، متخصصة في صناعة الصواريخ والمعدات الحربية في اماكن مختلفة.
كما أن بعض القطع التي تم فحصها صُنعت في مصانع غربية وأدخلت إلى اليمن مجزأة وعبر البحر وبوسائل حفظ غير مناسبة ليتم إعادة تركيبها بواسطة خبراء متخصصين.
وأوضحت، أن الصاروخ باليستي من نوع أرض أرض، وذا مدى متوسط 110 إلى 150كم، إلاّ أنه زود بنظام توجيه متقدم ومن المرجح أن نظام التوجيه هو من نوع أنظمة الباحث الذكي (الكتروبصري) والتي لا تمتلكها إلا الدول المتقدمة وعلى الأرجح أن المزود في إيران.
وأكدت أن الصاروخ تم إطلاقه بواسطة منصة ثابتة على الأرض وتحت إشراف خبراء أجانب.
ومن خلال القرائن والاستنتاجات التي خرجت بها اللجنة، وبالرجوع إلى مواصفات وخصائص #الصواريخ، التي تمتلكها بعض الدول الإقليمية، رجحت بأن الصاروخ الذي أطلق على المنزل بحي الروضة هو من نوع بدر f الذي تمتلكه مليشيا الحوثي والتي أعلنت عنه في أبريل 2019 وتم تزويدها بمكونات تلك الصواريخ وتكنولوجيا توجيهها من إيران وتم إطلاقه من الجهة الغربية لمأرب.
يذكر أن وزارة الدفاع كانت قد عرضت الساعات الأخيرة الماضية، اعترافات لخلية تجسس تعمل لصالح مليشيا الحوثي، بينها قيادات عسكرية رفيعة في ذات الوزارة وعدد من منتسبيها، وآخرون تم تجنيدهم عبر تلك الخلية.
واعترفت الخلية باضطلاع قيادات كبيرة في المليشيا، في الاستهداف المباشر بالصواريخ عبر أجهزة يديرها خبراء إيرانيون وآخرون من جنسيات أخرى ترفع لها الإحداثيات من قبل الخلايا التجسسية.
في السياق، تساءل محللون عسكريون عن سر صمت وزارة الدفاع اليمنية طيلة سنوات الحرب الست تجاه الخلايا التجسسية التي زرعتها المليشيا الحوثية عبر ضباط وافراد وعناصر ينحدرون من ذات السلالة ومتوغلون في مفاصل الوزارة والدولة والحكومة ككل؟
ولم يستبعد المحللون اضطلاع ضباط ذات مناصب ارفع ممن تم ضبطهم حتى الان، خصوصا وقد وسبق ان سلم الجيش التابع للشرعية مواقع عدة بين الحين والآخر في جبهات شرقي صنعاء “الجوف- مأرب”، بما في ذلك مخازن اسلحة وآليات عسكرية وغيرها.
ويرى المحللون ان جهاز #الاستخبارات_العسكري لدى الشرعية اليمنية متهم اساسي فليس من السهل رفع احداثيات عسكرية حساسة ومعلومات دقيقة عن القوة البشرية والعسكرية في كل جبهة وتحركاتها اولا بأول دون اكتشاف ذلك، وان كانت امكاناتها اضعف فتغييرها ضرورة حتمية.