صنعاء القديمة.. الهوية اليمنية في مواجهة تجريف الحوثيين وتحذيرات “اليونسكو”
معين برس – خبر للأنباء – تقرير خاص:
حذّر سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” محمد جميح، من قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بإجراء تغييرات في مباني صنعاء القديمة، معتبراً إياها مخالفة صريحة لوضع المدينة التاريخية المصنفة في قائمة التراث العالمي.
وقال جميح، في تغريدة على صفحته بموقع “تويتر”، رصدها محرر وكالة “خبر”، إنه “بدلاً من أن تمنع ميليشيا الحوثي أي استحداثات أو بناء حديث في صنعاء القديمة، سمحت للتجار بشراء بعض البيوت وهدمها وتحويلها إلى متاجر”.
وأكد أن “هذا العمل مخالفة للوائح اليونسكو في الحفاظ على المدن التاريخية”. وهو ما لم تكترث له مليشيا الحوثي التي تسعى نحو طمس الهوية اليمنية والتاريخ الضارب في الاعماق، مطلقا تحذيراته من “أنهم يدمرون تراث صنعاء”.
توجيهات بالهدم
مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء، كانت قد تحدثت لوكالة “خبر”، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن توجيهات صادرة عن أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بهدم حوالى أحد عشر منزلاً أثرياً، غربي الجامع الكبير، في مدينة صنعاء القديمة.
وبررت المليشيا الحوثية هدم تلك المنازل، التي يتجاوز عُمرها أكثر من ستمائة عام، إلى عدم قابليتها للصيانية، في وقت كانت قد أعلنت -سابقاً- تخصيصها مبلغ ثلاثمائة مليون ريال لترميم وإنقاذ بيوت صنعاء الأثرية الأشد تضرراً، لكنها بدلاً عن صيانتها تقوم بإزالتها.
وفي حين طالب ناشطون ومهتمون بالآثار المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو بالضغط لإيقاف سلطة الأمر الواقع “الحوثيين” عن هدم المنازل الأثرية والعمل على معالجة المخاطر التي تهدد عشرات المباني في المدينة التاريخية، اعتبرتها جريمة في حقها وتراثها الإنساني العالمي.
اليونسكو تُحذَّر
ومدينة صنعاء القديمة التي تضم قرابة 103 مساجد و14 حماما وأكثر من 6 آلاف منزل، يعود بناؤها إلى ما قبل القرن الحادي عشر، وفق مؤرخين، تمتاز بطابع معماري فريد، أهلها لتكون ضمن المدن التاريخية العالمية، وتم إدراجها عام 1986 ضمن قائمة التراث العالمي، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”.
ومنذ سيطرت المليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء وعدد من مناطق المحافظات اليمنية في سبتمبر/ أيلول 2014، عمدت إلى إهمال المدينة وغيرها من المدن الاثرية والتاريخية وتجاهلت صيانتها الدورية، نجم عنه تلقي المدينة تحذيرا شديد اللهجة، العام الماضي، من منظمة (اليونسكو) بإخراجها من قائمة التراث العالمي.
مبان أسمنتية
وأفاد الأمين العام لليونسكو في اليمن أحمد المعمري، أن تحذير المنظمة العالمية لصنعاء بسبب المخالفات الفنية التي تغص بها المدينة، والتي مثلت استحداثات غيّرت الصورة التي دخلت بها المدينة قائمة التراث العالمي، مثل تجاوز طوابق كثير من المباني العدد المسموح به، واستحداث مبان إسمنتية، مثلت خروجا صارخا على النمط المعماري للمدينة.
وشهدت العاصمة صنعاء، خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، أمطارا غزيرة وتدفقا للسيول ألحقت أضرارا واسعة بمئات المنازل التي افتقرت إلى صيانة طيلة السنوات الست الأخيرة التي أوقعتها تحت سيطرة مليشيا الحوثي، والتسبب بانهيار أكثر من 111 منزلا أثريا بشكل كلي وجزئي، وكذلك سورها التاريخي.