اليمن .. انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي
معين برس | كتب : أسعد أبو الخطاب*
تعريف الشذوذ الحنسي:
وهو السلوك الجنسي القائم على التراضي بين أشخاص من نفس الجنس ينتهك الحق في الخصوصية والحق في التحرر من التمييز، وكلاهما مكفول بموجب القانون الدولي، ويضع الدول في حالة خرق جوهري لالتزامها بحماية حقوق الإنسان لجميع الأشخاص بصرف النظر عن الميل الجنسي أو الهوية الجنساني.
حيث تتزايد حالات الشذوذ الجنسي في المجتمع اليمني خبراء يحللون الظاهرة طبيب نفسي: “مرض” وليس انحرافا سلوكيآ.
من وجهة نظري، إن الشذوذ الجنسي “مرض” وليس انحرافا سلوكيا ويدخل ضمن الانحرافات الجنسية التى يبلغ عددها 14 انحرافا، ويمكن علاجه في حالات معينة إذا توافرت الإرادة التامة والاستعداد النفسي والعقلي لدى المريض نفسه (الضحية)، ويكون العلاج نفسيا.
وأضاف “عادل سلطان” أحيانا يقولون إن هناك خللا هرمونيآ قد يؤدي إلى تحول الشخص وخصوصآ إلى “سالب” ولكن في معظم الأحيان لا تكون الأسباب راجعة إلى وجود خلل هرموني ولكنها لأسباب ترتبط بالنشأة الاجتماعية والتربية الاسريه، ولا سيما فى سنوات الطفولة المبكرة، مشيراً إلى أن العامل الوراثي ليس له دور على الإطلاق فى الشذوذ الجنسي.
وأضاف “همام سعيد صالح” أن معظم الشواذ أصبحوا شواذ لأنهم تعرضوا للاغتصاب فى الصغر ولم يتولى المسئولون عليه علاجه والإشراف عليه وتدعيمه نفسيا ليتخطى هذه المشكلة، وأن هناك أيضا أسباب أخرى تؤدي إلى الانحراف الجنسي منها مداعبة الأم لابنها فى الصغر وتركيزها على منطقة من المناطق الحساسة فى جسده التى يترتب عليها تحويل تلك المنطقة إلى منطقة جذب له للاستلذاذ.
يقول “أسعد ألاسعد” إن الشاذ جنسيآ تتسم مكونات شخصيته بالعنف، فهناك الشخص السلبي الذي لديه قدر عال من التلذذ واستمراء تعذيب الآخرين ويبتهج بالقسوة وهو ما يسمى بـ”السادية”، وهناك الشخص الإيجابي الذى لديه رغبه فى تعذيب الذات أي يحب أن يوجه له الضرب والقهر والإهانة ويستلذ بشكل الدم ويعيش اللذة بإحساسه بعذاب وتعب الآخر وتسمى بـ”الماسوشية”، فغالباً عندما يتقابل النوعان تنتهى بوقوع جريمة، لذلك ترتبط تلك العلاقات غالبا بالجرائم، ومن الممكن أيضآ أن ترتبط تلك الجرائم من أجل عائد مادي لديه، أو من أجل مصلحة معينة، وهناك أناس أصبحوا محترفين فى هذا ألنوع.
وعن العوامل النفسية التي يتعرض لها الشواذ.
أن الشواذ جنسيا نوعان أحدهما، من لديهم مشاعر وإحساس بالذنب عال وأنه على الضد من كل الناس ومشاعر بتعذيب الذات وكراهيتها تبلغ إلى حد احتقار النفس وهذا النوع لديه رغبة دائما فى العلاج، والنوع الآخر الذى يتطابق مع هذا الانحراف ويعتبره جزءا من مكوناته النفسية، وقدر من الأقدار أنه شاذ جنسي، لذلك تجد لديه قناعة تامة بأنه ليس مريضا وصعب يمكن علاجة.
أما أسباب انتشاره في اليمن: بسبب أن الانهيار فى البناء الاجتماعي داخل اليمن سبب انتشاره، فهناك شىء يسمى بـ”اللا معيارية” وهى التغيرات الاجتماعية الكاسحة والمقصود بها هو البعد عن البناء القيمي والثقافي والتقاليد، وأن هذه التغيرات تؤدي إلى هذه السلوكيات بالإضافة إلى ثقافة الإنترنت وعدم مراقبة الصغار بدخولهم لمواقع (أباحيه)، وكمان غلاء المهور وتعسر الزواج ليس له علاقة بالشذوذ الجنسي، لأن الشاذ جنسيآ من الممكن أن يكون متزوجاً ولديه أطفال ويملك أن يتزوج أكثر من امرأة ولكنه يفضل أن يجد ما يهتم به جنسيآ وسلوكيا بعيدا عن الزواج بالشكل التقليدى.
أن الشذوذ الجنسى ليس وراء الجريمة، ولكن الانحراف فى السلوكيات (اغتراب سيكولجي) التى يتبناها الشاذ منذ الطفولة، كالعنف والاعتداء على الآخرين والسرقة وتعاطي بعض أنواع المخدرات هي السبب وراء الجريمة، فعندما يتعاطى الشاذ ذو الشخصية العدوانية والمنحرف فى سلوكياته للمخدرات يفقد قدرته على التحكم فى الأمور، ويمكن أن يمارس العدوان أيضآ مع شريكه على شخص آخر.
إن 93% من حالات اغتصاب الأطفال تكون من داخل منزله وإذا كان سن المغتصب أقل من 5 سنوات ينجح علاجه نفسياً بنسبة 100% لدرجة أنه لا يتذكر ما حدث له إلا إذا كانت الأسرة تتكلم كثيراً أمام الطفل عن هذا الأمر، أما فى حالة الطفل الأكبر من 5 سنوات فنسبة النجاح فيها تكون متوسطة بسبب وعيه لما حدث له فمن الصعب أن نحذفه من ذاكرته، وإذا كان الطفل لديه سلوكا عدائيآ يتوافق معه الاغتصاب، فيتحول إلى شاذ جنسياً.
أن الشواذ يمكن علاجهم إذا توافرت الإرادة بداخله وهذه بتكون نسبة ضعيفة جداً لأن معظم الشواذ لا يحاولون العلاج
الشذوذ الجنسي، إن الشذوذ الجنسى أصبح إدماناً مثله مثل المخدرات في أليمن، فيجعل المريض به يفتعل أشياء غير سوية مما يجعله يرتكب أي جريمة.
أما سبب ارتباط “الشذوذ الجنسى” بالجريمة أنه من الممكن أن يحدث ابتزاز من قبل أحدهما كالتصوير مثلاً أو امتناع أحدهما فى توقيت رغبة الآخر هذا فضلا على أنه بالتأكيد إنسان غير سوى فتحدث الجريمة ويمكن لحدهما أن يستغل الأخر.
أن أسباب انتشار جرائم الشذوذ الجنسى فى الفترة الأخيرة في اليمن، بسبب حالة الفوضى الأمنية والاضطراب الذى تشهده البلاد، وكمان انشغال الأسرة بالحالة الاقتصادية وتحملها عبء المعيشة والابتعاد عن التربية السليمة، مشيراً إلى أن الشذوذ الجنسي كان منتشراً فى العشوائيات ولكن فى الفترة الأخيرة نرى أنه انتشر وسط الطبقة الثرية من الأغنياء أو أبنائهم، وكمان سبب انتشار جرائم الشذوذ الجنسى في أليمن في هذا الفترة الأخيرة له عدة عوامل أهمها حالة الانفتاح الإعلامي التي تشهدها البلاد الذى هو مسرح لاستيراد كل العادات الغربية إلى مجتمعاتنا، بالإضافة إلى انتشار الانترنت فى معظم المنازل إن لم تكن كلها، وكمان تدنى الأخلاق وعملية التجرد الأخلاقى وانهيار القيم وضعف الوازع الديني والحالة الاقتصادية وراء انتشار الجريمة فى الفترة الأخيرة.
رأى علماء الدين الاسلامي وموقف الشريعة الإسلامية من الشذوذ الجنسي:
يقول علماء الإسلام إن الشريعة الإسلامية كانت صريحة فى حكمها عن “فعل قوم لوط” و”السحاق”، قبل أن نبدأ أريد أن أوضح معلومة أنه من الخطأ الذى يقع فيه الكثير هو لفظ “اللواط”، فإننا بهذا ننسب هذا الفعل لسيدنا لوط عليه السلام، وهذا محال، ولكن يجب أن نقول “فعل قوم لوط” مشيراً إلى أنه لم ترد لفظة “لواط” فى القرآن الكريم بشكل مباشر، إنما ورد ذكر حكم قوم لوط عليه السلام الذين اجتمعوا على ارتكاب هذه الفاحشة، وقد ورد أيضاً وصف لحالتهم وسوء فعلتهم بقول الله عز وجل: “ولوطاً إِذ قال لـقومه أتأتون الفَاحشةَ ما سبقَكم بِها من أَحدٍ من العالمين * إنَكُم لتأتون الرِجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مُسرِفون”، كما جعل سبحانه عملهم من الخبائث بقوله: “ولوطاً آتيناه حكماً وعلماً ونجيناهُ من الـقَرية الَّـتى كانت تعمل الخبائثَ إنّهم كانواْ قوم سؤ ٍ فاسقين”، وبيّن أيضا أنّ ما يعملونه عملا منكرا، ووصفهم بالإفساد والفساد، قال تعالى: “أَئنّكم لـَتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون فى ناديكم المنكر فَما كان جوَاب قَومه إلا أَن قَالوا ائتنا بعذاب اللَّه إن كنت من الصادقين * قَال رب انصرنى على الـقَوم المفسدين”، ووصفهم الله تعالى بالظلم بقوله: “ولَما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إِنّا مهلكُو أَهل هذه الـقَرية إن أَهلها كانوا ظالمين”.
إضافة إلى ذلك بين الله سبحانه وتعالى أن أول عقاب وقع على قوم لوط هو طمس العيون، يقول تعالى: “ولقَد راودوه عن ضيفه فَطَمسنا أَعينهم فذوقُوا عذابى ونذرِ”، والعقاب الثانى هو الفيضانات.
فقال تعالى: “وأَمطَرنا عليهم مطَراً فَانظُر كيف كان عاقبةُ المجرِمين”.
هذا فى القرآن الكريم.. أما فى السنة النبوية الشريفة، فإن الأحاديث التى وردت فى اللواط عديدة، منها قوله صلى الله عليه وسلم “ملعون من عمل عمل قوم لوط “، وقوله صلى الله عليه وسلم “لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط “.
أما أصحاب رسول الله فقد اتفقوا على أن من يعمل عمل قوم لوط فإن جزاءه القتل، وحجتهم فى ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به”، وجاء الخلاف بين أصحاب رسول الله فى كيفية قتله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وجماعة من الصحابة والتابعين: يرمى بالحجارة حتى يموت أحصن أو لم يحصن، وقام 4 من الخلفاء، أبو بكر الصديق، وعلى بن أبى طالب، وعبد الله بن الزبير وهشام بن عبد الملك، بحرق من فعل هذا الفعل، وقال عبد الله بن عباس: “ينظر إلى أعلى ما فى القرية فيرمى منها منكساً، ثم يتبع بالحجارة، وأخذ ابن عباس هذا الحد من عقوبة الله لقوم لوط”.
وموقف الشريعة الإسلامية من السحاق، فلم ينص القرآن الكريم صراحة عن حكم “السحاق”، أما فى السنة النبوية الشريفة فهناك أحاديث كثيرة تحرمه وتنهى وتحذر من عواقبه، فقال صلى الله عليه وسلم “السحاق بين النساء زنا بينهن“ رواه الطبرانى.. وقال صلى الله عليه وسلم “إذا استحلت أمتى ستاً فعليهم الدمار.. إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى النساء بالنساء والرجال بالرجال” رواه الطبرانى فى الأوسط.
هذا وقد استند فقهاء الإسلام على هذه الأحاديث من أجل تحريم السحاق واعتباره من الكبائر، وأوجبوا عليه التعزير، واعتباره معصية لا حد فيها ولا كفارة.
* ناشط حقوقي