واشنطن | الحوثيون لا يريدون إيقاف الحرب وإيران تدعمهم بالاسلحة
معين برس – ترجمة خاصة خبر للأنباء:
أعربت السفيرة الأمريكية لدى الامم المتحدة كيلي كرافت في احاطتها امام مجلس الامن عن قلقها البالغ تجاه توقف التقدم على الجبهة السياسية في اليمن بسبب “فشل الحوثيين في الوفاء بالتزاماتهم” الذي اظهره هجومهم المستمر على مأرب، وكذلك التصعيد العسكري الاخير في محافظة الحديدة (غربي اليمن). مشيرة الى ان جماعة الحوثي تسعى إلى المزيد من سنوات الحرب والبؤس للشعب اليمني.
وفي حين باركت “كرافت” اطلاق سراح الاسرى من الطرفين، إلا انها لم تخف قلقها العميق “من توقف التقدم على الجبهة السياسية بسبب فشل الحوثيين في الوفاء بالتزاماتهم”، مؤكدة “يظهر هجومهم المستمر على مأرب أنهم غير مهتمين بالعملية السياسية، ويريدون فقط المزيد من سنوات الحرب والبؤس للشعب اليمني”.
واوضحت “كرافت” في احاطتها (حصلت وكالة خبر على نسخة منها)، أن “مأرب هي موطن لكثير من النازحين في اليمن وأصبحت ملجأ لليمنيين الفارين من القتال طوال الحرب”. وإن “اعتداء الحوثيين على هذا الملجأ مقلق للغاية، وندعو الحوثيين إلى وقف هذا العمل فوراً”.
وأكدت “كرافت”، “أن الحل السياسي وحده هو الذي سيعيد الاستقرار والسلام والازدهار إلى اليمن. مستدركة بالقول “ومع ذلك، للأسف، كان الحوثيون راضين طوال هذا الصراع عن خسارة عشرات الآلاف من المقاتلين في ساحة المعركة”.
وكشفت عن الدور الذي تلعبه ايران في حرب اليمن وتزويدها جماعة الحوثي بالاسلحة وغيرها، حيث قالت “بالطبع، الحوثيون لا يفعلون ذلك بمفردهم، فقد تم توثيق صادرات إيران المستمرة من الأسلحة إلى الحوثيين في انتهاك لحظر الأسلحة على نطاق واسع، بما في ذلك تقرير الأمين العام الأخير عن القرار رقم 2231”. مشيرة “ولا يخدم دور إيران في هذا الصراع، الذي يتحدى عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أي غرض آخر سوى تفاقم هذه المأساة الإنسانية وإطالة معاناة الملايين. لقد استمر هذا الوضع المروع المزعزع للاستقرار لسنوات”.
كما أكدت على أعضاء المجلس ان كانوا “يسعون حقا إلى تسوية عن طريق الوساطة لهذا الصراع، فيجب عليهم الانضمام إلى الولايات المتحدة وغيرها في دعوة إيران إلى وقف كل دعم للحوثيين على الفور”. لافتة إلى انه في الوقت الذي “يبذل العالم قصارى جهده لإنهاء هذه الحرب، فإن تقديم إيران للمساعدات الفتاكة والتدريب للحوثيين لا يفعل شيئا سوى ضمان حرب لا نهاية لها”.
وذكرت “كرافت” في مستعرض إحاطتها عن مخاطر استمرار جماعة الحوثي منع فريق الامم المتحدة من الوصول الى ناقلة النفط صافر التي ترسو قبالة ميناء راس عيسى في محافظة الحديدة، وتقييم حالتها وصيانتها.
وقالت “أود أيضا أن أتحدث أكثر عن الناقلة صافر، التي -على الرغم من الجهود المتضافرة لمارتن وفريقه- لا تزال تهدد البحر الأحمر والشعب اليمني بعواقب وخيمة- بما في ذلك الحد بشدة من استيراد المواد الغذائية التجارية والمساعدات الإنسانية، وضرر بيئي دائم وتدهور اقتصادي شديد”.
وفي الشهر الماضي، خلال الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة، دعا الأعضاء الخمسة الدائمون في هذا المجلس بالإضافة إلى ألمانيا والسويد والكويت الحوثيين إلى “تسهيل الوصول غير المشروط والآمن لخبراء الأمم المتحدة لإجراء مهمة تقييم وإصلاح الناقلة”. وهذا المجلس أيضا كان يدعو الحوثيين ويحثهم ويضغطون عليهم وينذرونهم للقيام بذلك منذ شهور.
وتضيف “كرافت”، “لكن لا يزال الحوثيون يماطلون، لقد وضعوا مطالب وشروط وعقبات جديدة لخبراء الأمم المتحدة – أولئك الذين يمتلكون الخبرة والموارد لتجنب كارثة خطيرة. إن استعداد الحوثيين للمخاطرة بكارثة بالنسبة لملايين اليمنيين – الذين يعتمدون بشكل كبير على الغذاء والوقود والسلع الأخرى المستوردة عبر موانئ البحر الأحمر – لكسب نفوذ سياسي يدل على قسوة قيادة الحوثيين. انهم عديمو الرحمة”.
وتساءلت، لماذا سنتوقع أي شيء مختلف، بالنظر إلى كيفية استمرار الحوثيين في عرقلة المساعدات الإنسانية الدولية لليمنيين المحتاجين بشدة؟! وقد أدى إغلاق الحوثيين الأخير لمطار صنعاء الدولي إلى إعاقة حركة الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة والموظفين الأساسيين المطلوبين في المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن”.
وذكرت بأن “إجراءات الحوثيين هذه منعت استيراد 2.4 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي لمناطقهم، بالإضافة إلى أكثر من 200 طن متري من الإمدادات الطبية المتعلقة بكورونا”.
وحثت الحوثيين على “إنهاء سياسة حافة الهاوية التي يتبعونها وإعادة فتح المطار أمام رحلات الأمم المتحدة بشكل دائم”.
وجددت تأكيدها بان “هذا العائق الذي يمارسه الحوثيون غير معقول، لا سيما وأن اليمنيين يواجهون تهديدات إضافية تتمثل في ارتفاع الأسعار وانعدام الأمن الغذائي. لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن نصمت في وجه هذا العناد غير المسبوق”.
ولم تستبعد “كرافت” في سياق احاطتها، “وجود احتمالية واقعية للمجاعة في اليمن في حالة توقف استيراد الغذاء لفترة طويلة”، حاثة على تشجيع “جميع الجهات المانحة على توفير الموارد للاحتياجات المستمرة والناشئة الآن”.
وطالبت “جميع أطراف النزاع – وخاصة الحوثيين – تمكين الجهات الفاعلة من تنفيذ البرامج الهامة المنقذة للحياة”.
واشارت في نهاية احاطتها إلى انها في احاطاتها السابقة أمام المجلس، دعت الحوثيين للإفراج الفوري عن المواطن اليمني المعتقل ظلماً، ليفي سالم موسى مرهافي، الذي يعاني من تدهور صحي مستمر، “ولا يزال محتجزا ظلما على الرغم من أمر المحكمة الحوثية، بالإفراج عنه في سبتمبر 2019”.
ودعت الحوثيين إلى “احترام الحرية الدينية، والتوقف عن قمع السكان اليهود في اليمن، والإفراج الفوري عن السيد مرهافي”.