المهمشون.. وقود حرب تحتطبهم إليها مليشيا الحوثي
معين برس – خبر للأنباء:
تحت شعارات زائفة أشبه ما تكون بيعاً للوهم والسراب، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية استغلال الوضع المادي المتردي لشريحة المهمشين وتجنيدهم للزج بهم في الصفوف الأولى لجبهات القتال في محافظة الحديدة (غربي اليمن).
وبحسب وكالة سبأ “النسخة الحوثية”، عقد كبار مسؤولي المليشيا الحوثية، الأحد 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2020م، اجتماعا ناقش تجنيد دفعة جديدة من مهمشي محافظة الحديدة وإرسالهم إلى جبهات القتال.
واعترفت الوكالة بأن رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ محمد بن محمد علي مرعي ونائبه علي العضابي حضرا اجتماع الحوثيين لتجنيد مهمشي المحافطة.
وتوعدت المليشيا بتجنيد كتائب حوثية للقتال لديها في جبهات الحديدة بعد أن تكبدت خسائر بشرية صادمة ربت عن 400 صريع ما بين قيادي وعنصر ميداني، خلال أربعة أيام من المواجهات التي شهدتها جبهة الدريهمي وغيرها بذات المحافظة، ذلك ما يمثل خرقا جديدا وواضحا لاتفاق السويد التي جددت ترحيبها مؤخرا بالالتزام بتطبيقه وتنفيذ بنوده.
مصادر محلية في 5 مديريات بالحديدة، كشفت عن مقتل 143 عنصراً من أصل 2200 “مهمش” تمكنت المليشيا الحوثية من تجنيدهم والزج بهم إلى جبهات القتال خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ووفقا للمصادر، من بين المجندين المهمشين أو ممن تطلق عليهم الميليشيا الحوثية “أحفاد بلال” في محافظة الحديدة وحدها، قرابة 400 مجند حدث، وهو ما يعد جريمة ثانية تضاف إلى جرائم استغلال المليشيا لهذه الشريحة.
وكانت المليشيا قد أرسلت أولئك المجندين السابقين إلى معسكرات تدريب سرية تابعة لها في مديريات “برع وباجل واللحية” شرق وجنوب شرق الحديدة، ومن ثم دفعت بهم لاحقاً إلى جبهات القتال التي صعّدت من عملياتها خلال يوليو وأغسطس وسبتمبر وحتى مطلع أكتوبر الجاري.
تدخل فوري
من جانبه دعا رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين نعمان الحذيفي، الأمم المتحدة ومبعوثها في اليمن مارتن غريفيث والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحماية هذه الشريحة من التصفية العرقية التي يتعرضون لها كواجب أخلاقي وحق إنساني وأممي أكدت عليه التشريعات والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.
وأكد الحذيفي، في حديث مع “الثورة نت”: أن مليشيا الحوثي تقوم بدفع المغرر بهم من الأطفال والشباب ذوي البشرة السوداء كدروع بشرية من خلال تقديمهم في الصفوف الأمامية للقتال وعناصرها في مؤخرة الجبهة، وهو ما أدى إلى وقوع الكثير منهم قتلى وجرحى.
وتشيع مليشيا الحوثي عشرات القتلى يوميا في صفوفها منذ سنوات، الأمر الذي أدى لفقدانها قوة من قدرة الحشد، ولجأت إلى فئات المهمشين الضعيفة لتجنيدهم واستغلالهم في حربها على اليمنيين.
حرب مفتوحة
مراقبون أكدوا لوكالة “خبر” أن المليشيا لجأت إلى تجنيد المهمشين بعد أن تعرضت لاستنزاف كبير في مختلف جبهات القتال وخصوصا تلك التي تشهد احتداما في المواجهات في الحديدة والجوف ومأرب.
وأوضحوا بان اضطراب المليشيا ولجوءها إلى تحشيد وتجنيد المهمشين واغراقهم بشعارات زائفة من خلال تسميتها لهم بـ”احفاد بلال” ليس إلا واحدة من منهجيات غسل عقول البسطاء والتلاعب بهم نفسيا نزولا عند تطبيق رغباتها الدموية، وسبق وان استخدمت ذات الطرق بتجنيدها المئات من المهاجرين الافارقة.
ولفتوا إلى ان المليشيا تحاول ان تحافظ على من تبقى من عناصرها بعد أن تعرضت لموجة انتقادات واسعة من قيادات الصف الأول لديها، إثر الخسائر البشرية الفادحة، وكذلك تراجع المشايخ القبليين الكبير في الدفع بابنائهم وابناء القبائل للقتال مع المليشيا بعد ان ادركت ان ابواب الحرب ستظل مفتوحة امام صلف المليشيا وعنصريتها واقصائها لكل من لا ينحدرون من ذات السلالة.
واعتبروا الصمت الأممي مؤشر إيحاء للحوثيين باستمرار ارتكاب جرائمهم ومخالفاتهم للمعاهدات والاتفاقات الدولية بهدف استثمار ذلك لاحقا في إذكاء نار الحرب التي اصبحت بالنسبة لجميعهم مصدرا مدرا للمال.