حوار | مدفعية المقاومة الوطنية: “السويد” طعنة أحقاد الحوثي والإخوان.. وسنحرر الحديدة
معين برس | عدن:
في أول حواراته مع قيادات ألوية ووحدات المقاومة الوطنية، استضاف “نيوزيمن” اللواء عبدالله الراعي، قائد مدفعية المقاومة الوطنية، للحديث عن المقاومة الوطنية وهُويتها ورسالتها وعلاقتها ببعضها وبحلفائها، ورؤيتها للمعركة مع الذراع الإيرانية، وللسؤال عن جيش الجمهورية اليمنية الذي تتشكل ألويته في الغالب من بعض قياداته وجنوده.. أين ذهب وما هو مستقبل المعركة الوطنية الكبرى؟
وعن العلاقة العربية التي قاتل هو تحت رايتها في العراق، ضد ذات المؤامرة التي ينتمي لها الحوثي ووجهه الآخر “الإخوان”..
المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية.. الجندية والرسالة
ـ أغلب ضباط المقاومة الوطنية قناعتهم قناعة كاملة أننا هنا (في الساحل) من أجل استعادة وطن وإعادة الجمهورية، بما تعنيه الكلمة، ليس فقط يرفع علما جمهوريا وهو جالس يعبئهم تعبئة غير وطنية تعبئة “لِطام الوجيه” تعبئة الصرخة.
شعاراتنا هي، الله.. الوطن.. الثورة.. تحيا الجمهورية اليمنية، هذه. والسلام الوطني وتحيا الجمهورية اليمنية، وبالروح بالدم نفديك يا يمن، هذا الذي تعلمناه وعشنا عليه ونموت عليه، وهذا ما تؤمن به المقاومة الوطنية. على استعداد للقتال في أي مكان على الأرض لأجل الوطن.
تقسيم الجيش.. إسقاط للبلد
ـ للأسف لقد تم شق الجيش اليمني في 2011، لقد هاجموا الجيش وقسموه، بتهم، عائلي مناطقي حزبي، وكل واحد كان يطلق مسميات فرقتنا، وحين يتم تدمير الجيش تتحكم بالبلاد الصراعات الطائفية المذهبية المناطقية، وقد طعنوا الجيش طعنة كبيرة والآن يطعنون الجيش بسلاح آخر، وهو التعيينات على أساس حزبي، حيث إنهم أتوا بعناصرهم الذين لا يفهمون ما معنى الجيش م امعنى القتال.
التعبئة الوطنية وأطماع القيادات الحزبية
ـ استهداف الجيش بدأ مبكراً، وأول من طعن الجيش هم الذين ألغوا خدمة الدفاع الوطنية لأن خدمة الدفاع الوطنية كانت تُعرّف الناس بالجيش عبر الخدمة الوطنية الإجبارية، حيث كان يتعرف الملتحق بها ما معنى الجندية، ما معنى الخدمة، وماذا يحدث داخل المعسكرات، ويدرك الروح الوطنية التي تحكم الجيش، وحين توقفت الخدمة الوطنية تولى الإخوان استقطاب الشباب بعد التخرج من الثانوية وبدل المعسكرات دخلوهم الجوامع وعبأوهم تعبئة عكسية جنينا ثمارها السيئة الآن. والآن حينما يعينون قادة غير مؤهلين للقيادة، بدلا من أن ينظروا للجندي في الميدان، أصبح الواحد منهم ينظر للمبنى وكم سيقع له، وكم الصرفيات، وكم الربح والخسارة، ما يحسب ان الربح والخسارة قد فلتنا حقنا كلنا الذي في بيوتنا، فلتنا ما ملكنا، ما عمَّرنا 30 سنة.
دمي ليس أغلى من دم أى جندي.. حكاية الإصابة:
ـ استشهد عليَّ واحد وجرح اثنان، ولدي وبزيي، الذين كانوا بجانبي، وهذه طبيعة المعركة، ودمي ليس أغلى من دم أي جندي، ولا أغلى من دم الشبلي، ولا أبو حورية.. أنا ما نزلت إلا وأنا جندي، لم أنزل كقائد، قد كنا قادة ألوية أيام الزعيم، وقد اكتفينا من القيادات، ما نزلنا هنا إلا للدفاع عن قضية، دفاعاً عن أرضنا، نحرر الوطن ونستعيد بيوتنا ونعيش بشرف، لن نعيش مغطين وجوهنا، ولا نشاهد ما بنيناه في 30 سنة ولا في 40 سنة يُنهب أمامنا ونحن نتفرج، هذا من العيب وهذا هو ما طمحنا له.
كنت أنتظر متى سأتقاعد وأجلس في بيتي ومزرعتي وقد كملت الخدمة، لكن جاء نداء وطن، ولذا ما كان همي أجرح أو أستشهد، وحين جرحت كان تفكيري بأن الذي في المعركة أحق بوجودي معه، ولم أكمل أسبوعاً إلا وقد عدت إلى الجبهة.
الشبلي وأبو حورية أول شهداء الحديدة.. تفاصيل البطولة
ـ (مع بدء معركة تحرير الحديدة) وصلت مستشفى 22 مايو وما معي إلا جريحين وشهيد، لكن فيما بعد دخول شباب تهامة (وهم حديثو التدرب العسكري) حصل ارتباك وسقط شهداء وأول شهيد من قادة الكتائب كان الشهيد الشبلي، رحمه الله، ثم أبو حورية.
”السويد”.. طعنة أحقاد سياسية وحزبية
ـ كانت الخطة أن اللواء الثاني سيشكل النسق الثاني، بعد أن يتم الهجوم ويتمكن المهاجمون من تأمين موطئ قدم، سيبقون هم في المناطق التي حرروها وسنواصل نحن التقدم إلى مواقع جديدة، تعثرت الخطة وتأخر المهاجمون، فغيرنا الخطة ودخلنا نحن اللواء الثاني من اتجاه شارع الخمسين وما كنا سنهاجمه من الشرق اقتحمناه من الغرب، وأعان الله والحمدلله، ثم حصل قصور كبير، فقد كنا نطمح إلى دخول الحديدة، ولكن للأسف طُعنا، من الذي يدعي أنه الشرعية، وأنه يدافع عن اليمن.
نحن نعرف أنه دائماً ما يطلب الصلح إلا من لديه نقص في المعركة أو ضعف أو مهزوم، لأن الهزيمة تجعلني أطالب بالصلح، لكن نحن منتصرون.. اختلاف القرار السياسي والقرار العسكري أوقف المعركة، ولو كان القرار السياسي والقرار العسكري في خط اتجاه واحد لما توقفنا.
كان قائد المقاومة يريد إنجاز المهمة، ولكن من سيقنع الخط السياسي أن لا يتخذ قراراً بإيقاف إطلاق النار إلا إذا طالبت قيادته في الميدان، إذا انهارت ولم تستطع أن تقاتل، كما حدث في الحرب العالمية الثانية والأولى، فاليابان وألمانيا لم تستسلما إلا بعد انهيار جيوشهما. أما نحن كيف نسلم ونوافق على شروط ونحن منتصرون في الأرض، والنصر لنا.
على الأقل إذا وقفنا لا نتوقف إلا بشروطنا، لأني مسيطر وأنا لي النصر، لكن للأسف كانت طعنة سياسية، وطعنة حزبية، وطعنة أحقاد حزبية، أما الشعب اليمني فكلنا إخوة، لكن المنظرين الحزبيين هم الذين طعنونا هذه الطعنة.
وهي طعنة كبيرة للشعب اليمني كله، فالشعب كله كان منتظراً بفارغ الصبر دخول الحديدة، وسيأتي الجميع، وسيكون النصر الكبير، ويمكن أننا الآن قد كنا في صنعاء لو كملنا الحديدة.
جبهاتنا قوية والرافد مستمر وتحرير الحديدة عقيدتنا
ـ الحمدلله الرافد مستمر، الدماء الجديدة مستمرة، ففي نظام المقاومة الوطنية لا يوجد عندنا شيء اسمه اللواء هذا حق فلان.. هناك نظام يكفل استبدال الغياب أو الانقطاع، وما نقص رفدناه، ولذا ما زالت القوة ممتازة في الميدان، وجميعنا منتظر ينقضوا اتفاق السويد، وأضمن ضمانة أن الناس كلهم مندفعون اندفاعاً كاملاً وبقناعة، يحيى من يحيى ويستشهد من يستشهد.
حروب إيران.. ومدرسة الإخوان وألوية العروبة
ـ نحن قاتلنا هذه الفئة وهي لا تزال في إيران فقط، لم تكن قد ظهرت في لبنان أو في سوريا، وهي مدرسة واحدة، درست الشيعة أو درست الإخوان المسلمين.
دخلنا من اليمن عشرة ألوية تقاتل مع العراق ضد هذه المدرسة، كل سنة كان ينضم لواء، فقد كان الزعيم، رحمه الله، يطالب بإعادة تفعيل بند الدفاع المشترك في بنود الجامعة العربية.
مفتاح الخميني وسلسلة الحوثي وقهر الشعب
ما كنا نلقاه من الإيرانيين هو نفس ما نلقاه الآن، فالخميني كان يصرف لهم مفتاح الجنة، والحوثي يصرف لهم الصرخة ويربط السلسلة في يده.
وهؤلاء هم العقائديون، لكن لا يمكن أن يكون الشعب معهم. نحن نتواصل بأصحابنا بقبائلنا يقولون لك يا أخي أنا مضغوط. أحدهم يقول أنا مجبر..
العقائديون الذين معهم ولهم أجندات هم قلة قليلة، حتى لو قلنا الهاشميين ليسوا كلهم معهم، هناك هاشميون أعرفهم أنا حق المعرفة بيت فلان، وبيت فلان، وبيت فلان، هم مضطرون مضغوطون مغلوبون على أمرهم، يا رحمتاه. ولهذا لا نلومهم ولا نحملهم وزر الحوثي.
مظالم الحوثي ضد الناس تعبئة كافية
- كل من يأتون إلى الساحل لديهم تصورهم الفكري الكامل ضد الحوثي، ثم يستمر في السماع ما يحصل في البلاد، فهو يومياً يتصل بأهله وناسه ويعرف سوء الحوثي.
وكلما ضيق الحوثي على الناس، وصل المقاتل هنا صدى الجرائم، ولهذا لم أعد بحاجة لتعبئته ضد الحوثي، قد مرته وولده وأخوه ونسبه وعمه وأبوه ينقلون له ما يفعل الحوثي، وكل جهدنا في التعبئة هو تجاه إخوانه في الجبهات أنه أنت أخوتك العمالقة، اخوتك التهاميون. نحن هنا محررون وليس مستعمرين، جئنا نناصر الناس المظلومين، ولا نقبل الاعتداء على أحد ولا البطش بالناس.
تعب الجبهات لا يساوي شيئاً أمام قهر الحوثي
- احياناً يشعر العسكري بالضيق، لكن حينما يقارن الأحوال، ويدرك أنه هنا يعيش معركته بحريته يعارض من يريد، ويصيح فوق من يريد، ويرسل لأولاده مصروفاً، فهو مستعد يضحي لأجل معركتنا.
وقفة السويد أثرت في نفوس المقاتلين، والواحد منهم يتساءل: متى نعود بلادنا. سنتين ونحن بين الحمى (مش متعودين على الحمى)، ولكن بعدها يتصل لأسرته ويدرك أن المعاناة تحت سلطة الحوثي أقسى، ولهذا لا يزال الأفراد ينزلون عندنا إلى اليوم.
صحيح سيتحمل عناء السفر.. عناء المطاردة.. عناء الإخفاء، حتى لا يضايقوا أولاده، والآن هناك الحرب الاقتصادية التي تأخذ مبالغ كبيرة عن أي مبلغ يرسله لأولاده، كل هذا يؤثر في نفسيته، لكن بعد ذلك يعزم أن الحل الوحيد هو الانتصار، وحين يسمع من القائد يبشر بقرب تحرير الحديدة، ترجع لهم المعنوية، ولذا فالمنضمون مستمرون، والرافد موجود، والدم موجود، وإلا لكانوا قد توقفوا، وكلهم يأتون لخدمة الوطن، يقدم دمه وروحه، وليست المسألة معاشاً ولا سيارة.
منازلنا.. وطننا وجمهوريتنا وصية لأولادنا
ـ أفرادنا لا يوجد لهم بيوت في المناطق الحامية، وإذا وجد فهو نادر، المقاومة الوطنية عشرة ألوية، ومن يسكنون هنا مع عائلاتهم ليسوا حتى عدد سرية واحدة.
ولا يمكن لمقاتل جاء ليستعيد وطنه ويعود إلى بيته أنه يتهبش، هو أمله يرجع بيته يرجع بلاده.
نحن أملنا كلنا نرجع بيوتنا بكرامتنا بعزتنا، ولا بد ما نرجع. ما جئنا نلعب، سنأخذ بدل كل غرفة صادرها الحوثي فلة، أنا عمري لم أدخل بيت أحد ولن أدخل بيوت الناس، ولكن ما يفعله الحوثي يجب معاقبته عليه، وإذا أخذ الله أمانته فقد أوصيت عيالي، وأديتها يمين ما عذر ما يجر من بيوت الحوثة كل فلة مقابل غرفة في بيتي ما عد أرجع إلا بشرف، هذه وصية ما عنفلتها وسنقاتل.
كلمة أخيرة: أيها السياسيون.. دعونا نقاتل
ـ أرجو من السياسيين أن يبعدوا المعركة من الحسابات السياسية والحزبية ويتركوا الحسابات السياسية جانباً. ويتضاربون على مصالحهم.. على كراسيهم، لكن المعركة يتركوها. هي معركه لوطن يقاتل في مارب أو في صعدة أو في ميدي أو أي مكان يتركوهم يقاتلون ويكونون فريقاً واحداً، ويتركون العنصرية والمناطقية.. نحن مستعدون نقاتل في أي مكان.