عدن – ما هي أسباب ظهور قناديل البحر في ساحل أبين؟ باحث متخصص يميط اللثام عن التفاصيل..
معين برس | متابعات:
ظهرت خلال الأيام الماضية العديد من قناديل البحر على ساحل أبين بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
واثار ظهور القناديل العديد من التساؤلات حولها واسباب ظهورها وما يعنيه ذلك من مخاطر للبيئة؟
وفي السياق، يجيب الباحث والإعلامي المتخصص في مجال الثروة السمكية “رشيدي محمود” حول تلك التساؤلات أشار فيه إلى أن قناديل البحر كائنات بحرية ظهرت في ساحل أبين وظهورها هذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
وقال محمود، تحدث الكثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ظهور اجسام صغير تتخذ شكل دائري في ساحل أبين قبال مديرية خورمكسر، وتلك الاجسام ذات ملمس لزج اي تمام مثل الچيلي، فتلك الكائنات البحرية هي نوع من أنواع (قناديل البحر)…(Jelly Fish)، وهو نوع غير سام، وظهورها هذا ظهور طبيعي ولا يدعوا للقلق، حيث وإن مثل هذا النوع من قناديل البحر قد ظهر في ساحل منطقة خورعميرة وهي منطقة ساحلية تابعة لمحافظة لحج، وذلك قبل حوالي شهرين ونصف من الآن، والمعروف عن هذه الكائنات البحرية بأنها تقوم بعملية هجرة موسمية في كل عام، إلا أنه وتحديداً من شهر أكتوبر من العام الماضي ولغاية يومنا هذا حصلت العديد من الهجرات الموسمية والغير موسمية لقناديل البحر، وبشكل كثيف جداً، ولأنواع مختلفة تم التطرق لذكرها ونشر صور لها في أكثر من مرة، إذ أنها لم تظهر في وقت واحد.
واضاف، قد يكون السبب إلى هذه الهجرة الكثيفة مرتبطة بعدت عوامل ناتجة عن متغيرات مناخية تشهدها بحار ومحيطات العالم، ومنها قوة التيارات البحرية، وكذا أرتفاع درجات حرارة البحر، والتي لا تستطيع هذه القناديل العيش والتأقلم فيها، كما تراجع كميات السلاحف في بحار ومحيطات العالم قد جعل من قناديل البحر هذه تتكاثر بشكل كبير جداً، خاصة وأنها تعتبر الغذاء المفضل لسلاحف، وبما أن التيارات البحرية هي التي تعمل على تحريك مثل هذه الكائنات البحرية في اغلب الأحيان، فهي ليس لها القدرة على دفع نفسها بقوة والسبب هو أنها لا تملك زعانف قوية لهذا تجد التيارات البحرية هي التي تسيرها، بينما هناك انواع أخرى منها، وهي بأحجام ضخمة تستطيع السير من خلال دفع نفسها وتكون حركتها من خلال عملية دفع الماء والسير للخلف وذلك عبر عملية فتح وإغلاق جسمها، وهنا تحدث عملية دفع مياه البحر فتبدأ بالسير والحركة.
ولفت “وبما أن مياه خليج عدن هذه الأيام هي أخرى تشهد تغير في مناخها وبيئتها البحر، إلا أن ذلك التغير ليس بشكل متسارع مثل باقي المحيطات والبحار المفتوحة، والتي تأثرت بسبب الأعاصير والفيضانات، فمياه خليج عدن أيضاً شهدت تأثر نتيجة تلك الأعاصير، وكذا ما حدث قبل أيام حيث تم رصد هزة أرضية في قاع البحر وعلى مشارف مدخل مياه خليج عدن في عمق 10 الف متر وعلى بعد 176 كيلو متر من الساحل….كل هذه العوامل الطبيعية المتغيرة عملت على هجرة هذه الكائنات البحرية بكميات كبيرة من الأعماق والمحيطات إلى مياه خليج”.
واكد، وعندما تصل إلى القرب من الساحل فإن ظهورها هذا يصادف حالة المد وبما أنها كائنات بحرية تحركها التيارات البحرية، فهي تسير نحو الساحل مع حالة المد وهنا تقوم الأمواج بقذفها محو اليابسة بالقرب من الساحل، الرغم من أن ظهورها هذا أمر طبيعي مثله مثل اخضرار البحر الا انها عندما تتواجد بكميات كبيره فإنه يضع العديد من التساؤلات التي تحتاج فعلاً إلى رصد ومتابعة مستمرة حتى يتم تحديد ومعرفته تلك المتغيرات المناخية التي تشهدها مياه خليج عدن وذلك منذُ العام 2015م اي بعد إعصار تشابالا تحديداً.
الجدير بالذكر هو أن هناك الكثير من المنشورات والمقالات التي تحدث فيها سابقاً عن ظهور قناديل البحر في مياه خليج عدن، وذلك منذُ شهر يناير من العام الحالي، حيث كانت لي متابعة مع عدد من الصيادين حول ظهور وتواجد قناديل البحر في مياه خليج عدن من شهر أكتوبر من العام الماضي، وكنت قد تطرقت لذكرها في أكثر من مرة والبعض منكم يعلم ذلك، ولله الحمد فقد كنت اول من تحدث عنها وأظهر بأن تواجدها بكميات كبيرة وبأنواع مختلفة يجعلنا نضع العديد من التساؤلات حول تواجدها هذا…وهو هل هذا هجرة موسمية طبيعية ام هجرة استيطان لقناديل البحر هذه، والتي قد تتخذ من مياه خليج عدن موطناً لها بعد إن وجدت البيئة البحرية الملاءمة لها وذلك من خلال التيارات البحرية المعتدلة وكذا مصدر الغذاء المتكون من الهوائم التي تقوم بإمتصاصها وتتغذاء منها.
يذكر بان رشيدي محمود، إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن-إختصاصي أبحاث ودراسات إرشاد سمكي بوزارة الثروة السمكية.