الحديدة.. ستة ايام حسوما .. إختراق وتقدم وإنهيار
معين برس: خاص
ستة أيام لم تكن بردا وسلاما على ميليشيا الحوثي الإنقلابية المحتلة لمدينة الحديدة الساحلية, حولتها القوات اليمنية المشتركة إلى سقر, ذرتهم رياح آلياتها, ومزقت احشاءهم قضية ابطالها الوطنية.
وأطلقت القوات اليمنية المشتركة، بدعم وإسناد من التحالف العربي، في الثاني من نوفمبر الجاري، عملية عسكرية واسعة لإستكمال تحرير وتطهير مدينة وميناء الحديدة من مسلحي ميليشيا الحوثي الإنقلابية .
وأستطاعت القوات المشتركة بإسناد من مقاتلات التحالف العربي، خلال الساعات الأولى من إختراق دفاعات المليشيات في منطقة كيلو 16 مروراً بشارع الخمسين وصولاً إلى دوار يمن موبايل، وأحكمت سيطرتها على كلية الطب، ووصلت إلى الأسوار الغربية لجامعة الحديدة الواقعة على «خط الكورنيش» غرب المدينة، بعد معارك عنيفة ضد الميليشيات التي تكبدت خسائر فادحة .
وتوغلت القوات المشتركة باتجاه منزل الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، أهم المواقع العسكرية للميليشيات بعد جامعة الحديدة مباشرة، ويطل على الخط البحري الرئيس.
وتمكنت القوات خلال الأيام الماضية من التقدم إلى مشارف أحياء وسط مدينة الحديدة، بعد بسط سيطرتها على أحياء عدة في شرق المدينة وجنوبها وغربها، واقتربت كثيراً من الميناء، وواصلت تقدمها عبر عدد من الجبهات انطلاقاً من الجهة الجنوبية .
كما تمكنت القوات المشتركة خلال الأيام الستة، من تحرير مناطق مدينة المنصري، والربصة، والجريئة العليا والسفلى والزعفران، ومنطقة دير حسن والمكيمتية، في مديرية الحالي، إحدى مديريات مدينة الحديدة الواقعة جنوب غرب المدينة .
وتقدمت عبر المحورين الشمالي الشرقي والشرقي متجاوزة أحياء 7 يوليو ومستشفى 22 مايو ومستشفى الكويت، وبدأت بالتعامل مع عناصر قناصة الميليشيات المنتشرين في المباني المحيطة بتلك المناطق السكنية، كما اقتربت كثيراً من ميناء الحديدة الاستراتيجية وباتت على بعد أقل من أربعة كيلومترات فقط منه.
كما واصلت تقدمها عبر طريق التسعين باتجاه المناطق الشمالية للمدينة في محاولة منها لإطباق الحصار على عناصر الميليشيات في مدينة الحديدة من جميع الجهات، وتمكنت خلالها من فرض سيطرتها على ورش شركة هيونداي ومتجر سيتي ماكس .
وأمام هذا التقدم المتسارع إنهارت العناصر الإنقلابية التي بدأت بالفرار من مواقعها أو الإستسلام للقوات المشتركة، فيما لجأت قيادات الميليشيات إلى الإحتماء بالأحياء السكنية وإتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، ونشرت القناصات على أسطح المباني، بالتزامن مع زرع أعداد هائلة من الألغام والعبوات الناسفة التي تمكنت القوات من إبطال معظمها ومواصلة تقدمها .
وكانت القوات المشتركة قد بدأت بعملية إقتحام لأحياء الحديدة من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية، ولكن حرصها على حياة المدنيين الذين تحتجزهم الميليشيات جعلها تتراجع، بهدف إستدراج العناصر الإنقلابية إلى خارج الأحياء السكنية .
ودفعت القوات المشتركة إزاء ذلك بـ400 مقاتل متخصص بحرب الشوارع والاقتحامات للمشاركة في الدخول إلى أحياء المدينة للقضاء على عناصر الميليشيات، وتجنيب السكان المدنيين خسائر كبيرة.
وحالياً تواصل القوات المشتركة التي تشمل (المقاومة الوطنية “حراس الجمهورية، وألوية العمالقة، والقوات التهامية) تقدمها عبر المحاور الثلاثة بعد سيطرتها على مداخل المدينة، بهدف إطباق الحصار على الميليشيات المتحصنة بالأحياء السكنية وإجبارها على الإستسلام أو الإنسحاب من المدينة .