الحكومة ومليشيا الحوثي تكافحان “كورونا” بالضجيج

معين برس – خبر للانباء:

شلل تام يصيب جميع أركان الحياة في اليمن، في الوقت الذي اكتفت الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي الإرهابية، بتبادل التهم، والضجيج الإعلامي الذي يخلو من أي مبادرة حقيقية على الأرض، ما ترك انطباعاً سلبياً لدى المواطن المغلوب على أمره، وأخذ يندب حظه العاثر بين رمضاء ونار الطرفين.

شن السفير اليمني مصطفى النعمان هجوماً لاذعاً على الطرفين، وقال إنهما يغلبان مصالحهما واطماعهما على مصالح الوطن والشعب.

وأكد النعمان، في مقال له، أنه “لم يتمكن أحد من مغتصبي السلطة في صنعاء ولا في الشرعية الرخوة، من الارتفاع أخلاقيا ليعلن عن وقف العمليات العسكرية لمواجهة كارثة كورونا.”.

وتساءل النعمان: “كيف يمكن للسلطتين الزعم بأنهما تعبران عن الوطن؟ متى يصحو ضميرهما؟ متى تشعران انهما منبوذتان من الناس؟ لم يشهد اليمن مثل هذا الانحطاط الأخلاقي!”.

وفي ظل استمرار تصعيد المليشيا للعمليات العسكرية، لم يستبعد النعمان أن “يضرب فيروس كورونا بلادنا، واذا ما حدث فإن كارثة الحرب العبثية ستبدو تبعاتها ضئيلة”.

غياب المسؤولية

وبينما يعتبر مواجهة فايروس كورونا المستجد، واجبا انسانيا بدرجة اساسية، غاب ذلك بشكل واضح للعيان لدى الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، وأيضا الامم بجميع منظماتها، على رأسها منظمة الصحة العالمية، واكتفي مكتب الاخيرة في اليمن بنشر تنويه على حسابها الرسمي في “فيسبوك” رصده محرر وكالة “خبر”، قالت ان السيد الطف موساني، ممثل المنظمة في اليمن سيقدم احاطة في الساعة الثانية بتوقيت صنعاء، من مساء اليوم الاحد، حول آخر مستجدات فيروس كورونا المستجد واستعدادات المنظمة لااستجابة.

وكما يقال، “لا يوسف ولا قميصه”، بعد ان مضت اكثر من خمس ساعات، فيما صمت مطبق يخيم على مكتب المنظمة، ومخاوف الانتشار تزيد المواطنين رهبة، فيما المئات من مخازن الادوية تعلن عن نفاد ابسط احتياجات المواجهة من كمامات ومطهرات وغيرها.

تحذيرات

مراقبون ومتخصصون وسياسيون، اجمعوا على ان اليمن مهددة بكارثة قد تنفجر بشكل مفاجئ خلال الايام القادمة، وعدم تسجيل اي من صنعاء او عدن لاي حالة اصابة بفيروس كورونا لا يعني خلو البلاد تماما من انتشار الوباء، خصوصا مع استمرار التدفق عبر مطار صنعاء الدولي، لموظفي المنظمات الدولية، العاملين في اليمن. فضلا عن عشرات الايرانيين والعناصر الحوثية القادمة من ايران سواء عبر المطار او السواحل اليمنية.

حجر جماعي

تقارير صحفية، متطابقة، رجحت انتشار كورونا في اليمن تزامنا مع زيارات متبادلة حوثية إيرانية من صنعاء والى طهران مع تفشي الفيروس في إيران بشكل مخيف وقد ينتقل الى صنعاء في ظل وضع صحي متدهور للغاية.

ومع استمرار المخاوف وارتفاع حدة التحذيرات، غاب الدور الرسمي عن مسؤوليته بسرعة انشاء محاجر صحية عاجلة، وتجهيزها بالاجهزة والمتطلبات الضرورية، لتكشف حجم تلك الكارثة صور تداولها ناشطون على شبكات التواصل، اظهرت كلية علمية بمديرية رداع، بمحافظة البيضاء، حولت مليشيا الحوثي “حوشها” الى حجر صحي جماعي، حشرت بداخله مئات المسافرين العائدين إلى محافظاتهم نحو صنعاء وذمار وإب وغيرها.

مصادر طبية، وصفت الحجر الجماعي بـ”الانتحار”، مؤكدة ان شخصا واحدا حاملا للفايروس -لا سمح الله- قد ينقله الى العشرات خلال ساعات، ومنهم ينتقل الى المئات من ابناء المحافظات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى