كيف احتفلت المرأة اليمنية في يومها العالمي في زمن الحوثي؟!
معين برس | متابعات:
انتهاكات صارخة تعرضت لها المرأة اليمنية خلال الخمس السنوات الماضية من زمن الحرب التي افتعلتها الميليشيات الحوثية، كانت قيادات هذه الجماعة في صدارة مرتكبيها، وفقا لتقارير حقوقية.
وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف، اليوم الأحد، 8 مارس من كل عام، حولت المليشيات الحوثية المدعومة من إيران مظاهر الاحتفال بهذة المناسبة إلى انتكاسة كبيرة للنساء اليمنيات اللاتي تعرضن للكثير من الانتهاكات من قبل الحوثيين.
وواصلت مليشيا الحوثي انتهاكاتها ضد كافة شرائح المجتمع منذ انقلابها على الحكم في 21 سبتمبر 2014، وصعدت من انتهاكاتها بشكل غير مسبوق منذ اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في أوائل ديسمبر 2017، وكان للمرأة النصيب الأكبر من تلك الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكشفت منظمات حقوقية محلية، أن قيادات وعناصر مليشيات الحوثي حولت عشرات الفلل والمنازل في العاصمة صنعاء إلى سجون وحشية للمئات من النساء اليمنيات، ترتكب فيها جميع أشكال الجرائم والانتهاكات ضد النساء المناهضات لها.
وتتنوع انتهاكات المليشيات بحق النساء اليمنيات بين الاعتداء الجسدي واللفظي والنفسي، والإقصاء من الوظائف، وانتهاك الحريات، والتعذيب والاختطاف والإخفاء القسري والاغتصاب والضرب وإجبارهن على ممارسة الجنس، والابتزاز والاستغلال بأشكال مختلفة، والذي أدى إلى إعاقة العديد منهن وانتحار أخريات.
ووثقت تقارير حقوقية اعتقال ميليشيا الحوثي آلاف الفتيات اليمنيات، تم اختطافهن من شوارع العاصمة صنعاء ومن الكافيهات وتم اعتقال الكثير منهن من داخل منازلهن بصنعاء ومدن أخرى، ويتعرضن فور الاعتقال للإخفاء القسري لمدة طويلة والتعذيب والاعتداء الجسدي والجنسي، وإدخالهن دورات طائفية إجبارية، وتلفيق تهم باطلة ضدهن اغلبهن يتم إلصاق تهم “الدعارة” والتشهير بهن، مما يلحق الأذى بهن ويتسبب في قتلهن حال الإفراج عنهن على أيدي أهاليهن.
ويتعرض أهالي المختطفات المعتقلات لدى الحوثيين لعمليات ابتزاز مالي من قبل مشرفي وقيادات المليشيات مقابل مقابلة ذويهن ولا يتم الإفراج عن الفتاة إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة متفاوتة ما بين 500 ألف ومليون ريال لقيادات الميليشيات.
وأكدت إحصائية حقوقية حديثة، ارتكاب مليشيات الحوثي أكثر من 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ما بين القتل والإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف وبالأخص في المدن والمناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.
جاء ذلك خلال مداخلة مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، عن ممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المـرأة اليمنية، أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان، ضمن الجلسة المخصصة لمناقشة البند 3 المتعلق بعقد جلسة الحوار التفاعلي مع المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة أسبابه وعواقبه.
وتمثلت تلك الانتهاكات، وفق مؤسسة ماعت، في وجود أكثر 20 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ما بين القتل والإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف خلال 6 أشهر فقط، وخلال تلك الفترة تم قتل 129 امرأة، وإصابة 122 أخرى، واختطاف 23 امرأة جراء الهجمات والأسلحة النارية وسلاح القناصة والألغام، كما أن ميليشيا الحوثي اعتقلت أكثر من 300 امرأة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وما زال داخل السجون نحو 288 امرأة وسط ظروف احتجاز سيئة.
كما شكلت ميليشيا الحوثي جهازا أمنيا خاصا بالنساء يسمى “كتائب الزينبيات” أغلب قياداتها تنتمي للسلالة وظيفتهن المشاركة في اقتحام المنازل وتفتيشها، واعتقال النساء واستدراجهن وجمع معلومات ميدانية عن الخصوم، وشملت مواقع إخفاء النساء أماكن مهجورة تستخدم للتحقيق والتعذيب النفسي، وبيوت وفلل مواطنين تم إجبار أصحابها على تركها، وأقسام شرطة تسيطر عليها ميليشيا الحوثي.
وقال تقرير حديث لخبراء الأمم المتحدة، إن الجهاز الاستخباراتي الحوثي “الزينبيات” ارتكب انتهاكات جسيمة ضد النساء المحتجزات في أمكان سرية، ومارسن الاعتداء الجنسي على النساء المحتجزات ومكنّ رجالا من اغتصابهن.
ونظمت المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام وتحالف رصد مؤخرا في جنيف وقفات تضامنية احتجاجية ضد انتهاكات مليشيا الحوثي بحق النساء والأطفال تهدف إلى إيصال صوت النساء وتوضيح الواقع الذي تعيشه تلك النساء وما يتعرضن له من انتهاكات وجرائم وممارسات، بالإضافة إلى حثّ المجتمع الدولي والفاعلين في مجال حقوق الإنسان للتدخل لإيقاف تلك الانتهاكات.