تدفق الأسلحة الإيرانية للحوثيين يقلق المجتمع الدولي والمليشيا تصعِّد عسكرياً بالحديدة
معين برس – خبر للأنباء- تقرير خاص:
في الوقت الذي بدأ المجتمع الدولي يعرب عن قلقه حيال استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى ذراعها الطولى في اليمن، جماعات الحوثي الارهابية، صعَّدت -الأخيرة- من عملياتها العسكرية وجرائمها الإنسانية في محافظة الحديدة، وبعض الجبهات الجنوبية، فضلاً عن ذلك فرضها عمولات على العملة المحلية، وقيود على المساعدات الإنسانية.
وفي تفاصيل رصدتها وكالة خبر، أعربت كل من أمريكا وبريطانيا، عن قلقهما من استمرار إيران في إرسال أسلحة لمليشيا الحوثي، في تأكيد واضح على ضرورة اتخاذ قرار دولي حيال هذه المليشيا الإرهابية لطالما والمجتمع الدولي أصبح مدركا حجم هذا التدفق العسكري.
وأكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت استمرار إيران بإرسال أسلحة متقدمة إلى مليشيا الحوثي في اليمن بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن.
ولفتت كرافت، في كلمة لها خلال جلسة خاصة بمجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، مساء اليوم الثلاثاء، إلى أن مواصلة طهران نقل الأسلحة إلى مليشيا الحوثي يُظهر نيتها لزعزعة استقرار المنطقة، معربة في ذات الوقت عن قلق بلادها إزاء العمولات التي فرضها الحوثيون على العملة في مناطقهم.
وأكدت أن “فرض مليشيا الحوثي قيودًا على المساعدات الإنسانية لا يضر إلا الشعب اليمني”. ودعت الحوثيين إلى السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى ناقلة “صافر” للنفط وإصلاحها.
من جانبها، أعربت كارين بيرس، مندوبة بريطانيا خلال جلسة مجلس الأمن عن قلق المملكة المتحدة من إرسال إيران أسلحة متقدمة إلى المليشيا الحوثية في اليمن.
كما عبرت هي الأخرى عن قلق بلادها إزاء العنف الجنسي ضد المرأة في مناطق الحوثيين والقيود المفروضة من قبلهم على إيصال المساعدات للمحتاجين
خروقات وانتهاكات
وفي الوقت الذي بدأ المجتمع الدولي يستدرك حجم خطر التصعيد الحوثي في نهم والجوف، شرقي البلاد، غض طرفه عن مئات الخروقات والانتهاكات العسكرية والإنسانية للمليشيا الحوثية في غربي البلاد.
وكشفت مصادر عسكرية عن توثيق مئات الخروقات الحوثية في محافظة الحديدة، غربي البلاد، شملت عمليات قنص مدنيين، وقصف مدفعي وتمركز في منازل المواطنين.
وفي أحدث الخروقات الحوثية، أحبطت، اليوم الثلاثاء، وحدات من القوات المشتركة، هجوماً واسعاً لمليشيا الحوثي، مسنوداً بقصف مدفعي، نحو مواقع تتمركز فيها وحدات الأولى، وفك حصار عن مليشياتها التي تحصنت بعدد من منازل المدنيين في مدينة الدريهمي، بمحافظة الحديدة.
مصدر في الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أكد أن المليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا، نفذت محاولة تسلل انتحارية باتجاه مواقع القوات المشتركة في الدريهمي، في خرق فاضح لاتفاق السويد.
وتمهيدا لتنفيذ مهمة التسلل الحوثية، وفك الحصار عن عناصرها المتحصنة بالمدينة، نفذت قصفا مدفعيا أدى إلى استشهاد فردين وجرح ثلاثة آخرين من القوات المشتركة المرابطة في الدريهمي.
وبحسب المصدر، تصدت القوات المشتركة المرابطة في الدريهمي، بحزم لمحاولة التسلل وأخمدت نيران المليشيا الحوثية وكبدت المهاجمين خسائر فادحة على المستويين البشري والمادي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن التصعيد الحوثي هذا يأتي متزامنا مع حالة التخبط التي تعيشها المليشيا الحوثية في الحديدة والساحل الغربي، في ظل تصعيد حوثي متزايد وانتهاكات عسكرية وإنسانية تؤكد تنصل الكهنوت عن الالتزام باتفاق ستوكهولم.
وكان الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة، اعلن مساء الثلاثاء، اسقاط طائرة مسيرة حوثية مفخخة في سماء مدينة الدريهمي بالحديدة.
واعلنت، في وقت سابق، القوات المشتركة في الساحل الغربي اليمني، عن مقتل 217 مدنياً وجرح 2152 آخرين، جراء خروقات ميليشيا الحوثي للهدنة الأممية في الحديدة، غرب البلاد، منذ إعلانها في 18 ديسمبر 2018 وحتى ديسمبر 2019م.
تصعيد حوثي بالضالع
وعلى نفس الصعيد الميداني، عادت المواجهات المسلحة بشراسة إلى الواجهة في جبهات شمال غربي الضالع، جنوبي البلاد، منذ الـ8 من أكتوبر الماضي، في ظل تصعيد حوثي كبير، تخللته حزمة من الانتهاكات الإنسانية التي تنوعت بين تهجير المدنيين، وحملات الاعتقالات والاختطافات، وجمع الجبايات، وقمع الحريات، وزراعة العبوات الناسفة المتفجرة في الطرقات وأمام المساكن وغيرها.
وفي سياق الخسائر البشرية، أشار القيادي في المقاومة الجنوبية، العميد عبدالله مهدي، أن عدد الشهداء في جبهة الضالع بلغ 2011 شهيداً، فيما بلغ عدد الجرحى حوالي 4000 جريح بينهم 48 مقعداً من الذين تم رصدهم حتى الآن.
وتشهد معظم جبهات الحديدة، والضالع، والبيضاء، ونهم، والجوف، وصعدة، مواجهات مسلحة شرسة، قد تنحسر في بعضها، إلا أنها تبلغ ذروتها في أخرى.