تحقيق | يمنيون ممنوعون من دخول أمريكا علقوا في اثيوبيا
تحقيق | يمنيون ممنوعون من دخول أمريكا علقوا في اثيوبيا
معين برس | اديس أبابا: سامي الشاطبي
يبدو ان المبادئ المحفورة على قاعدة تمثال الحرية في الولايات المتحدة خاصة باللاجئين الاوروبيين فقط!
فخاخ امريكية:
حين خرق رئيس الولايات المتحدة الامريكية هذه المبادئ في عدة قرارات فرضت قيوداً على اللاجئين إلى أمريكا وحظراً على دخول اللاجئين من 11 دولة معظمها عربية منها اليمن تحقق انكفاء مبادئ امريكا على اللاجئين الاوروبيين.
خلّفت هذه القرارات اثاراً سلبية تاركة انعكاسات كارثية على الكثير من اللاجئين في دولة ثالثة ولديهم تأشيرات للجوء لأمريكا..وكان من بين الضحايا يمنيين لاجئين في دولة ثالثة ويستعدون للسفر الى الولايات المتحدة وانتهى مصيرهم كعالقين في الدولة الثالثة…فماذا عن هؤلاء اليمنيين العالقين ومعظمهم في جمهورية اثيوبيا الديمقراطية الشعبية..؟
يتناول هذا التحقيق مصير اليمنيين العالقين، بعضهم منذ العام 2017م ومآلاتهم في ظل استمرار قرار الحظر الامريكي ورفعه الوهمي مدة اربعة اشهر، والتعرّف على حجم معاناتهم، والى أين وصلت قضاياهم، ورصد التطورات التي واكبت معاناة بعضهم ممن اضطر الانتقال إلى القاهرة أو الصومال وبلدان ذات كلفة معيشة منخفضة، واخيرا اراء السلطات المعنية فأهلاً وسهلاً بكم :
خطة ترامب للهجرة:
وتقتضي خطة امريكا فرض قيود للحد من المهاجرين وقد منحت المحكمة العليا في الولايات المتحدة قبل شهر موافقتها على خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحد بصورة كبيرة من قدرة المهاجرين على طلب اللجوء.
من هذه الاجراءات والتي وردت في الأمر التنفيذي رقم 13769، والمعنون ب”حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب إلى الولايات المتحدة” فرض رسوم على طلبات اللجوء ومنع البعض من العمل بشكلٍ قانوني في الولايات المتحدة من قبل منحهم أي إعفاء أو حماية من الترحيل، بالإضافة الى حرمان اللاجئين من حق اللجوء بإصدار أمرٌ نهائي بترحيلهم وتجرَّيدهم من تصريح العمل.
يمانيون عالقون:
يصادف المرء في شوارع اديس ابابا العشرات من اللاجئين اليمنيين ممن اضطرهم ظروف الحرب في بلدهم اليمن الى اللجوء لأثيوبيا ..بعضهم كان قد حصل على التأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة، لكن قرار ترامب ادى إلى كارثة احاقت بمصيرهم ..فماذا عن اليمنيين العالقين؟
عالقة حداثية:
اليمنية ريم راشد عبدي وهي احدى العالقات في اثيوبيا توجز قصتها بالقول..زوجي يعيش في امريكا ..حين اندلعت الحرب في بلدي اليمن غادرتها لاجئة الى اثيوبيا على امل ان يتمكّن زوجي من الحصول على تأشيرة لسفري لأمريكا..وصلت اثيوبيا وسجلت في منظمة “un ” كلاجئة وحصلت على البطاقة الزرقاء، وظل زوجي لثلاث سنوات يحاول استخراج تأشيرة لي وبعد عشرات المحاولات نجح، ولكن نجاحه لم يكن تاما كاملا حيث ظهرت الكثير من العقبات….قامت سلطات المطار بإعادتي بدعوى ان عليّ تسديد غرامات تتعلق بالفيزا التي دخلت بها اثيوبيا من يوم انتهاء مدة فيزا دخولي اثيوبيا وحتى اللحظة وهي تساوي حوالي دولار 2662 دولار!
بالكاد وبصعوبات كبيرة تمكّنت من دفع الغرامات وتجاوز هذه العقبة وحين استعديت للانطلاق لأمريكا ظهرت العقبة الثانية التي كسرت ظهري وظهر زوجي وقذفت بي عالقة في اثيوبيا..صدر قرار ترامب بحظر السفر واللجوء لعدد من البلدان منها بلدنا .
اتذكر ذلك اليوم المشئوم يوم الاثنين 29 أبريل/نيسان 2019، والذي اعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطتهً لإجراء تغييرات شاملة على الهجرة تستهدف المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في أمريكا استهدافاً مباشراً اصابنا في مقتل.
تنهدت متابعة … وها أنا عالقة في اثيوبيا ..بلا أمل ولا أهل ولا أقارب..
دولة رابعة :
يقول اللاجئ يحيى حمود علي الكبسي بانه قد لجئ إلى مصر وتمكّن من اخراج عدد من ابناءه للولايات المتحدة وتحت وطأة ظروف شخصية غادر مع بقية ابناءه الى اثيوبيا ..حصل ابناءه على التأشيرات للجوء إلى الولايات المتحدة وحين كان ابناءه يستعدون للسفر لأمريكا صدر قرار ترامب بفرض قيود على اللاجئين..
“اولادي بصّموا وحصلوا على التأشيرات وتنفسنا الصعداء بان سفرهم اقترب، ولكن قرار ترامب اهلكنا تماماً ..لا اخفي عليك بان الجميع، سواء المعنيين في الحكومة الاثيوبية والمنظمات الدولية وقفوا إلى جانبنا، لكن من اخذو منا التأشيرات قالوا لنا بالحرف الواحد ..انسوا أمريكا.
علقنا في اثيوبيا ..غير قادرين على العودة لليمن لأننا مسجلين في منظمة “اليو ان” كلاجئين ولا قادرين على السفر لأمريكا بسبب قرار الحظر..يشعر الانسان بانه ضائع بلا مستقر..
واختتم حديثه عن امله باللجوء الى دولة رابعة وتقديم التماسات وطلبات لحكومة الولايات المتحدة عبرها ..وبانتظار جلاء السحب تركت العالق يحيى الكبسي .
يمني عالق:
ويقول مصطفى السقاف احد اللاجئين اليمنيين في اثيوبيا وممن علق في اثيوبيا بسبب قرار ترامب.. بداية سافرت إلى اثيوبيا رفقة اختي التي جاء زوجها من استراليا واخذها معه ..بقيت انا، ومع طول بقائي وتقديمي للعشرات من الطلبات لدى الجهات المعنية تم الموافقة على لجوئي إلى الولايات المتحدة ..وما ان انتهيت من اجراءات السفر واللجوء لامريكا حتى منحت المحكمة العليا في الولايات المتحدة موافقتها على خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحد بصورة كبيرة من قدرتنا على اللجوء..هذه الخطة اللعينة والتي اقتضت بان على الأشخاص الذين يصلون عبر بلد ثالث يجب أن يطلبوا اللجوء هناك قبل الوصول إلى حدود الولايات المتحدة.
صدمت ..يجب ان أكون لاجئاً في اثيوبيا وهذا يتطلب اجراءات والاجراءات تتطلب اموال ووقت طويل!
واكد مصطفى السقاف بان امله الوحيد الان يتمثل في ترحيب اثيوبيا مرارا بكونها “دولة ثالثة” للولايات المتحدة، ما يجعلها ملزمة ببحث طلبات اللجوء من الراغبين في دخول الولايات المتحدة.. راجيا استمرار الأصوات المطالبة برفض القرار.
مجلس التحدي:
ورغم ان المجلس الأمريكي للحريات المدنية، سعى لتحدي القرار أمام القضاء، بدعوه تضييقه بصورة كبيرة لمن يحق لهم اللجوء وتقديمه لعدة التماسات، الاّ ان مساعيه لم تنتهي إلى نتيجة ايجابية تذكر، اذ ما ما زالت طلبات اللجوء ترُفض..ومع الرفض والاخذ والرد تستمر معاناة اليمنيين العالقين في اثيوبيا!.