المقاومة أخلاق
معين برس : بقلم / أحلام القبيلي
رسالتي اليوم موجهة لكل من يعتبر نفسه مقاوما من هذا الطرف أو ذاك
فكل طرف يدعي انه مقاوم ويقاوم ومقاومة
المهم عليكم أن تعرفوا
إن المقاومة أخلاق قبل أن تكون حملا للسلاح وقتلا وقتالا وهجوما ودفاعا
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أصحابه قبل تحرك الجيش لخوض المعركة بالأخلاق والإنسانية والرحمة
قالت لي إحدى صديقاتي إنها ذهبت إلى تعز لتفقد منزلها هناك وكانت الرحلة شاقة ومتعبة ومخيفة
ورغم ذلك كله كان شوقها لتعز وسعادتها بزيارتها أكبر من كل المشاق والتعب
وما جعلها تتألم هو ما رأته في مدينتها الغالية على قلبها
قالت:
دخلت منزل جار لنا للاستراحة فيه قبل أن أذهب لتفقد منزلي وكانت المفاجأة
وجدت بعضاً من أثاث منزلي وأجهزتي الكهربائية عندهم بل وأثاث بعض الجيران الذين كانت تربطني بهم صلة وثيقة
فلما قلت له: هذه الأجهزة لي
أنكر وقال ان أحدهم تركها عنده أمانة؟
حينها دعت الله بحرقه (الله يجعل له لغم ماشينهب بيوت الناس)
هذا وقد أخبرها البعض أن هذا الشاب المحسوب على المقاومة وإلى جانبه بعضاً من شباب الحارة قد استأجروا مخزناً لما ينهبونه من أثاث الحارة التي يحرسونها
وعلى قولة المثل( من سرقك يا فارس ؟ قال الحارس!
ومن المضحك المبكي إنهم منعوها من إخراج إبريق الشاي بحجة إنها (لازم تطلع تصريح)
شعرت أنا بالألم والحزن والخيبة
وأيقنت أن الفرج بعيد وأن الحرب ستطول
فالله لا ينصر أحداً إلا إذا صدقت نيته
وأخلص عمله
وكان من المتقين
فالله لاينصر الخائنين ولا ينصر الظالمين
وما فائدة أن تحارب وتنتصر على عدوك ثم تمارس ما كان يمارسه العدو ( يعني كل ما حدث مجرد ديمة خلفنا بابه أو كيف)
وعلى قناة بلقيس وغيرها من قنوات المقاومة يشكو أبناء تعز من الأفعال الإجرامية التي تمارس في حقهم من قبل من ينتسبون للمقاومة من تعسف تقطع ونهب وسرقة وتكسير أقفال واحتلال المنازل
وفرض والجبايات على المحلات والمطاعم والتجار واستحداث نقاط لتفتيش السيارات وفرض الأتاوات عليهم بالترغيب تارة و بالترهيب تارة أخرة
وهنا لابد أن نذكركم
إن للإختلاف أخلاق
وللحرب أخلاق
وللمقاومة أخلاق
وليس كل من حمل السلاح مقاوم
وليس كل من قُتل شهيد
وتذكروا أن نَفَرٌ مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أقبلوا عليه فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ. فُلاَنٌ شَهِيدٌ. حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا: فُلاَنٌ شَهِيدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و سلم: «كَلاَّ. إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ. فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا. أَوْ عَبَاءَةٍ»
غلها أي اخذ من الغنائم قبل توزيعها.
فيا خطباء ويا علماء ويا أهل الإعلام والأدب
الله الله في نشر الفضائل والأخلاق والقيم.