الوجه الحقيقي للزنداني

سالم المنصوري

أثار نفي وزير الخارجية اليمني، الدكتور شايع الزنداني، خلال لقائه مع نظيره العراقي، عاصفة من الاستياء في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن تعمد تجاهل التحذيرات الواضحة والصريحة التي أطلقها معالي وزير الإعلام والثقافة الأستاذ معمر الإرياني بشأن أنشطة ميليشيا الحوثي الإرهابية في العراق.

لقد جاء تحذير الإرياني استنادًا إلى معلومات دقيقة ورؤية أمنية ناضجة، تعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المشروع الحوثي وخطورته العابرة للحدود. كما أنه لم يكن تحذيرًا عابرًا، بل نتيجة متابعة دقيقة لامتدادات الجماعة في الخارج، وخاصة عبر عناصرها التي سبق أن شاركت في القتال بسوريا، والآن تُنسق مع فصائل عراقية، ضمن مشروع إقليمي مشبوه.

غير أن الزنداني، وبشكل يثير الريبة، اختار أن يُسقط هذه التحذيرات، ويتبنى خطابًا مغايرًا يفتقر إلى الحد الأدنى من التنسيق الحكومي، وكأنه ينصب نفسه وصيًا على القرار السيادي والإعلامي للدولة، متجاوزًا اختصاصات وزارة الإعلام، التي تُعد الجهة الرسمية المخولة بإصدار التوضيحات والتحذيرات باسم الحكومة اليمنية.

إن ما قام به الزنداني لا يمكن تفسيره إلا على أنه خروج عن الموقف الرسمي للحكومة الشرعية، ومحاولة مكشوفة لإرباك الخطاب السياسي اليمني في لحظة فارقة، تتطلب أعلى درجات التماسك والوضوح. وكان الأحرى به، إن كان صادق النية، أن يطلب إيضاحات من الوزير الإرياني، لا أن ينقض تصريحاته في منبر خارجي، مما يُضعف الموقف اليمني، ويخدم أعداء الدولة والجمهورية.

ما صدر عن الزنداني ليس مجرد اجتهاد دبلوماسي خاطئ، بل انحراف خطير عن المسار الوطني، ويطرح علامات استفهام حول توجهاته وموقعه الحقيقي من معركة اليمنيين ضد المشروع الإيراني الحوثي.

في هذه اللحظة المصيرية، يجب أن نسمّي الأشياء بأسمائها: تغريد الزنداني خارج السرب الحكومي لا يخدم سوى المليشيات الإرهابية، ويُسيء إلى تضحيات شعب كامل يناضل لاستعادة دولته من براثن الانقلاب والكهنوت.

وها قد انكشف الوجه الحقيقي للزنداني.

  • الصورة للوزير الزنداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى