هل استخدم الحوثيون الطائرات اليمنية المختطفة في رحلتهم إلى بيروت؟ فضيحة سياسية تستدعي تحركًا عاجلًا!

د. علي العسلي
لم يكن حضور وفد مليشيا الحوثي في تشييع جنازة أمين عام حزب الله اللبناني مجرد مشاركة بروتوكولية، بل رسالة سياسية تكشف عن تحدٍّ واضح للمجتمع الدولي، خاصة أنها تتزامن مع دخول تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية حيّز التنفيذ. لكن الأمر لا يتوقف عند حدود المشاركة، بل يتعداه إلى تساؤل جوهري حول كيفية وصول الوفد الحوثي إلى بيروت، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة تتعلق باستخدام الطائرات اليمنية المختطفة في هذه الرحلة.
التقارير الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الطائرات الأربع التي اختطفتها المليشيا العام الماضي قد تكون الوسيلة التي استخدمها الحوثيون في تنقلهم إلى لبنان. إذا صحّ هذا الادعاء، فنحن أمام فضيحة سياسية وأمنية كبرى تكشف مدى استهتار الحوثيين بالقوانين الدولية، وعجز الحكومة الشرعية عن حماية مقدرات الدولة. فكيف يمكن لطائرات مختطفة أن تُستخدم في رحلات دولية دون أي تدخل رسمي؟ وهل هناك تواطؤ من جهات إقليمية أو دولية، أم أن الأمر مجرد نتيجة طبيعية لضعف الشرعية اليمنية؟
هذه الحادثة، إن تأكدت، تعكس تطورًا خطيرًا في نفوذ الحوثيين، فهم لم يعودوا مجرد جماعة مسلحة تحكم مناطق في اليمن، بل أصبحوا طرفًا إقليميًا قادرًا على التنقل والتواصل مع حلفائه دون عوائق. كما أنها تضع الحكومة الشرعية أمام اختبار صعب، فإما أن تتحرك سريعًا لاستعادة الطائرات وفق القوانين الدولية، أو تثبت مجددًا أنها لا تملك القدرة على حماية السيادة الوطنية.
المطلوب اليوم ليس مجرد تصريحات إعلامية، بل تحرك دبلوماسي وقانوني جاد. يجب على الحكومة اليمنية التحقق فورًا من صحة التقارير، والتواصل مع السلطات اللبنانية لمطالبتها بالتحفظ على أي طائرات مختطفة وإعادتها إلى الحكومة الشرعية. كما أن على المجتمع الدولي، ممثلًا بالمنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) والأمم المتحدة، التدخل لوضع حد لهذا التجاوز الصارخ. فاستمرار صمت الحكومة سيؤدي إلى مزيد من الانتهاكات، وسيرسّخ واقعًا خطيرًا يتمثل في استخدام الحوثيين لمؤسسات الدولة كأدوات تخدم أجندتهم الإقليمية.
ما يحدث اليوم ليس مجرد حادثة عابرة، بل مؤشر على انهيار هيبة الشرعية اليمنية أمام الحوثيين. فإذا لم يكن للحكومة القدرة على حماية أسطولها الجوي، فكيف يمكنها استعادة الدولة؟ وإذا لم يكن لديها النفوذ لمنع الحوثيين من استخدام طائرات مختطفة، فكيف ستقنع الشعب بأنها قادرة على إدارة اليمن؟ هذه ليست مجرد أسئلة نظرية، بل واقع يفرض نفسه، والمجتمع الدولي يراقب، فهل ستتحرك الحكومة أم ستواصل لعب دور المتفرج على سيادتها تتآكل يومًا بعد يوم؟