طريق_مجنون!

فتحي بن لزرق

تخيل بالله عليك! وسط كل هذا الخراب الذي نعيشه في اليمن، في ليالي شهر رمضان المبارك، حيث سيجاهد الشعب للحصول على ما تيسر من ضوءٍ ووضوءٍ وكسرة فطور، يجد نفسه أمام مسلسل تلفزيوني يحمل اسم “طريق إجباري”!
في بلدٍ غارقٍ في العتمة، حيث الدولة غائبة، والرواتب منهارة، والأمان ضائع، واللصوص يملأون الأفق، يريد صُنَّاع هذا المحتوى التلفزيوني إقناعنا بأن توكل كرمان، قبل 14 عامًا، قادت معركة بطولية ضد الرئيس علي عبدالله صالح لإنقاذ الشعب اليمني، وخرجت منتصرة!
ما هذا العبث؟ وما هذه الدراما التي تفوق الخيال؟
بدلًا من أن تقدم توكل كرمان اعتذارها للشعب اليمني عن المصير الذي أسهمت في رسمه له، وعن الخراب الذي صنعته هي وكثيرٌ من رفاق الطريق الملعون، تمضي اليوم في إعادة إنتاج تاريخٍ لم يكن، وحياكة بطولات وهمية ممولة بمئات الآلاف من الدولارات!
عذرًا يا توكل كرمان…
لن تنجح دراما هزيلة في صياغة تاريخ مغاير للحقيقة، ولن يمحو مسلسلٌ بائس حقيقة أن الوطن الذي تسببتم بضياعه لا يُستعاد بمشهد تمثيلي، ولا بحوارٍ كاذب، ولا ببطلة مزيفة.
اعتذري لهذا الشعب…
اعتذري لمن أطفأتِ نور بيوتهم بثورتكِ، وسلبتِ أرزاقهم، وألقيتِ بهم في ظلامٍ لا ينتهي، حتى باتوا لا يملكون التيار الكهربائي لمشاهدة مسلسلك أصلًا!
والحقيقة انه ان كانت هناك من دراما يجب ان تُروى فهي حكاية الناشطة اليمنية التي تحولت الى احد اثرياء العرب على حساب شعبها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى