قبائل خولان وسحر الخولاني: الكرامة المهدورة والعار الباقي

سندس الخولاني

لطالما كانت قبائل خولان رمزاً للكرامة والشجاعة في التاريخ اليمني، حيث اشتهرت بمواقفها الصارمة تجاه الظلم والخضوع. لكن ما حدث مع المرأة الحرة سحر الخولاني كشف عن خذلان وغياب للمروءة لدى البعض ممن انحنى للظلم وتجاهل نداءات النخوة والكرامة.

سحر الخولاني، المرأة التي وقفت بصلابة ضد جبروت الحوثيين، تجسد اليوم رمزاً للكرامة المهددة، فرفضها الخضوع والرضوخ جعلها تدفع الثمن غالياً، حيث أصبحت أسيرة في سجونهم، بينما صمتت قبيلتها عن نصرتها، بل تركوها تواجه مصيرها وحيدة، وكأنها ليست ابنة أرضهم ولا شرفهم.

لقد بات تخاذل قبائل خولان في الدفاع عن سحر وصمة عار تطاردهم. كيف يُترك رمز الكرامة في أيدي أعداء الإنسانية دون أدنى محاولة لاسترجاعها أو حتى مناصرتها؟ لقد أظهرت هذه الحادثة تراجعاً مخزياً عن قيم القبيلة، التي كانت دائماً تنصر المظلوم وتحمي الشرف.

سحر الخولاني ليست مجرد امرأة، بل هي صوت كل يمني حرّ يأبى الخضوع. هي عنوان لرفض الذل والمهانة، وتركها في السجن ليس عاراً على خولان وحدها، بل هو عار على كل من ينتمي إلى قيم القبائل العربية الأصيلة.

ومن هنا نقول:
إذا كانت قبائل خولان قد قبلت بهذا الخذلان، فإنها فقدت الحق في أن تتباهى بماضيها. لا يمكن لأي خولاني أن يرفع رأسه بعد اليوم دون أن يتذكر أن “سحر”، المرأة الحرة، بقيت تواجه مصيرها دون أن تجد من يناصرها أو يحررها.

يا قبائل خولان، أين الشهامة؟ أين النخوة؟ إذا كانت امرأة واحدة قد أثبتت أنها أقوى وأشجع من قبيلة بأكملها، فإن سحر الخولاني اليوم ليست ابنة خولان فقط، بل هي رمز لكل يمني غيور على شرفه وكرامته.

الكرامة لا تُشترى، والشرف لا يُباع. عاركم سيبقى شاهداً عليكم، وسحر ستظل رمزاً لكل الأحرار في اليمن والعالم.

  • الصورة للاعلامية المختطفة سحر الخولاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى