مبابي سيعود وسيقطع ألسنة تفوهّت بالسوء

د. يونس الصيادي *

أنت تحدث ضجيجاً بمجرد أنك لا تقوم بإخراس الخصوم بالطريقة اللائقة.. ربما عدم التكيف وربما قدم تضل طريقها وربما المنظومة لا تعمل بالشكل الّذي يخدم موهبتك .. لكن ما يسلي كرة القدم هو أنك لا زلت تركض لا زلت تحاول ، وحتما ستصل.. أما جماهير مدريد فأذكرهم أن طريقة التشجيع على طريقة ذاكرة السمك لا تليق بهم ، أعلم أن نادي ريال مدريد هو أكثر ناد متطلب بالعالم ، يريد منك فقط أن تصل لناصية الإبداع وتظل هناك بدون كلل أو ملل.. وهو نفس الجمهور الّذي صفر على كريستيانو رونالدو ، ولكنّا جميعا نعلم من كريستيانو رونالدو وكيف أجبر تلك الأفواه المعتوهة أن تتحول لآياد صاخبة تصفق رغما عنها… وأعلم أيضاً أنك لست كريستيانو رونالدو ، ولا يمكن للاعب أن يكون مثله بأي حال من الأحوال.. ولكننا نعلم من أنت ومن أين أتيت وكيف تجاوزت كل الصعاب لتصل إلى أعلى درجة ممكنة.. ونعلم كيف أنك لم تستغ أموال قطر المُفسِدة وأتيت إلى قلعة الأحلام البيضاء فقط لأنك رجلٌ يعيش بحلمه.

ربما تأخرت قليلا بالقدم لمدريد .. ليتك أستعجلت قليلاً .. ولكنك قد أتيت ، ويجب أن تفهم معنى وجودك بمدريد وتكون أكثر هدوءاً ولو خذلك كل العالم دفعة واحدة ؛ فالكل يمكن للآخرين أن يخذلوهم وأنت لست إستثناء.. ولو كنت ممبابي.
ربما أنت تائه قليلا ولا زلت تبحثُ عنك.. أنت الكثيرُ دون جدوى.. المتناثر بين أحلامكَ محاولاً جمعها.. الذي خرجتَ مرةً عن صمتكَ فضِعت في أزقة جدار مدريد المرصع بالبطولات والأمجاد… وربما لست متعباً من الركض المبالغ فيه.. لكن لأن الحيلة نفدت منك.. والآخرون يترصدونك…أعتقد أن ما تتذكره.. أكثر بكثيرٍ مما نسيته.. لذلك أنت وعلى ما يبدو ثقيل الخطوةِ صوب بدايةٍ جديدةٍ لوقتٍ لا علاقة له بالذاكرة…
فشلت في تسجيل الأهداف.. هي كرر المحاولة وافشل مرة أخرى ، فالعيب هو ألا تحاول… فالطبيعة الفاسدة للبشر تستلذ وهي لا تدع لمن لم يخدمه الحظ بنعته بالفشل ، ويبدأون بإطلاق الأحكام وبرغبة جامحة لخلعه تماماً من أي موهبة أو إنجاز أو حتى آدمية.

مبابي سيعود، وسيقطع ألسنة تفوهّت بالسوء عنه .. وستكون تلك الألسن وسيلة مثلى لمواراة سوآت متفوهيها… لأننا نعرفه جيداً وكيف دافع عن خطوته وسط جحافل البرابرة واللاهثين وراء المادة بشكل مسعور..فهو نار لم تخضع لمشروع الرماد .. لقد بصق بوجه الخليفي وذهب إلى مدريد .. فهناك موطن الأحلام ، موطن الإنسانية.

هيّا أيها الفتى، لا تيأس … أنت أعظم بكثير مما تعتقد ، الحظ سيقف بجانب المجتهدين ولو أنه يعاندك بالوقت الراهن.. لكنك ستعود لمقابلة حلم الطفل الذي كنتَه، والأحلام وُجدت لتحقق.

  • من حائط الكاتب في فيسبوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى