ما الذي سيفعله ترامب مع الحوثيين في اليمن؟
خالد سلمان
“ترامب لن يقبل باستمرار هجمات الحوثيين على السفن في مياه البحر الأحمر“، هذا ماقاله المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينج في حديثه لقناة الجزيرة، وأضاف “إن ترامب سيضع اليمن ضمن أولى مهامه” أثناء تسلمه منصب الرئاسة رسمياً في العشرين من يناير القادم.
كينج الذي من المتوقع أن يجدد له ترامب مهامه، كدبلوماسي محترف غير منتم للحزبين، حمَّل الجماعة المسؤولية الكاملة في عرقلة وافشال خارطة الطريق، ما يوفر الغطاء السياسي لشن حربه في اليمن، بسقوف مفتوحة تتجاوز واقع الضربات الراهنة، التي لم تذهب نحو العمق لجهة غياب القرار بتسوية ملف الحرب بالحرب، أو ما يعرف بعقيدة ترامب بسلام القوة، أي استخدام القوة القهرية الرادعة، لفرض واقع جديد يقود إلى إلقاء السلاح، أو استبداله خارج الاستقواء بطاولة التفاوض.
مجلس الشيوخ الفرنسي بدوره حمل الحوثي مسؤوليات ما يجري في البحر الأحمر، ودعا إلى تكتل دولي جديد وحقيقي لمواجهة تلك التحديات، بعد أن أقر بغياب استراتيجية واضحة، للتصدي لمخاطر شل التجارة الدولية، وتهديد الملاحة وخرق القانون الدولي، وهو ما يمكن اعتباره متناغماً مع الخط المتشدد لترامب.
كل الحراك الذي نشهده عقب الانتخابات الأمريكية، يجري خارج سياق الدعوات السياسية، يزيحها جانباً ليفسح المجال لخيار عنفي رادع، يضع المنطقة أمام مفترق طريق: إما وقف التهديدات الفعلية للممرات المائية، والكف عن اللعب المغامر في منطقة المصالح الأمريكية، وإما تغيير معادلة القوة ليس في اليمن وحسب، بل وفي عموم الشرق الأوسط، بتقليص مسرح نفوذ إيران من خلال تدمير الوكلاء تباعاً، وإجبارها على تغيير سياساتها العدائية، والكف عن خوض حروبها التوسعية المذهبية بدماء الآخرين، والتوجه نحو الإيمان -خارج وهم استعادة إمبراطوريات تخطاها التاريخ-، بمبادئ تبادل المنافع والعيش المشترك، وعدم المساس بالخارطة السياسية، أو التفكير بتغيير الأنظمة والعبث بالهويات بالعنف وبالأدوات.
ما الذي سيفعله ترامب؟
من واقع رئاسته الأولى لا يمكن التنبؤ بقرارات ساكن البيت الأبيض، ويمكن في الوقت ذاته توقع فعل كل شيء، فترامب ليست لديه حسابات الساسة التقليديين، يمكن أن يبرم الصفقات ويمكن أن ينفذ الاغتيالات، ويمكن أن يمنح كرت مرور لإسرائيل لتوجيه ضربات لمناطق طهران الحيوية، وإيجاد مناقلة من استهداف الوكلاء، إلى ضرب العمق الإيراني مباشرة عقب كل عملية، باعتباره مركز صناعة القرارات، في مسرح البحر الأحمر وغيره في المنطقة.
إذا كان ترامب قد أقر اغتيال قاسم سليماني، بما هو عليه من وزن وثقل بين أوساط المريدين، أسقط الحصانة عنه ودمر سطوته المعنوية بين الأتباع، نحَّى ردود الأفعال جانباً، ووقَّع على شهادة موته، فإن ترامب نفسه يمكن أن يعيد ذات الشيء في اليمن مع رأس الجماعة الحوثية، وهو مقارنة بسليماني شخصية عرضية هشة في حسابات القوة، وهامشية في حجمها ووزنها السياسي.
هل يعيد ترامب عملية سليماني مرة أُخرى في اليمن؟
الحوثي يجيب من خلال تعزيز احترازاته الأمنية:
نعم ممكن