مانع سليمان يكتب | هكذا أقنع الهاشميون اليمنيين بأنهم لا يصلحون للحكم
#معين_برس | بقلم : مانع سليمان
لقد رسخت #الإمامة جذور استعبادها لليمنيين عن طريق تفتيت نسيجهم السياسي والاجتماعي والقبلي منذ الغزو الأول الذي حدد ثغرات غاراته الهادي #يحيى_الرسي ورسم خرائط خطاب التفتيت لليمنيين منذ اللحظة الأولى لدخوله لليمن ، وتمكن من ذلك عبر خلق النزاعات القبلية داخل النسيج الاجتماعي لليمنيين والدخول لحلها بشكل يعمقها بما يمكن #السلالة الغازية من التحكم بتلك الصراعات للوصول إلى الحكم وذلك هو الذي حدث بالضبط.
تمكن يحيى بن حسين الرسي من خديعة اليمنيين الذي دخل إليهم فاراً من بني عمومته بشكل راهب مسكين لا حلم له سوى الحصول على موطن آمن في الوقت الذي كان ينصب لهم كمائن التفتيت بشكل خبيث ليدعي بعد ذلك أحقيته بحكم البشر كونه الراهب الأكثر أمناً على مصالحهم في الوقت الذي كانت جميع أيامه بمعية بقايا الفرس محشوة بالقتل والنهب والسلب ، وتناسلت جينات خبثه الدمار لليمن من ذلك الحين إلى اليوم.
وبعد أن ثار اليمنيون على سلالته الموبوأة بكلما يهد الحياة العامة للناس في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، انصهرت تلك السلالة في الواقع السياسي الجديد ليتحول جميع عناصرها إلى جواسيس وعناصر اختراق لكل مؤسسات الحكم الجمهوري والتي أسسها اليمنيون على نهر من التضحيات الجسام ، اخترقوا الوزارات والإدارات والأحزاب والجماعات والمنظمات والجمعيات وحتى الأشخاص قاموا باختراقهم ، ليمارسوا من خلال ذلك مهارة التحريش بين اليمنيين واثارة الصراعات فيما بينهم وهذا هو الذي حصل بالضبط.
لقد خلق الهاشميون لليمنيين صراعات مذهبية وأججوا نزاعات قبلية وحزبية وجعلوا من أنفسهم وسطاً بين كل ذلك ، في عملية إعداد لأنفسهم حٓكٓمٌ قادر على تسوية تلك النزاعات أو بديلاً لمن كانوا يسربون إلى ذهنية اليمني بأنهم لا يصلحون للحكم ، فيدفعون المؤتمريين عن طريق الهاشميين المخترقين للمؤتمر إلى تبني خطاب يدعي بأن المشترك لا يصلحون للحكم ( جزء من اليمنيين ) ، وتنطلق كل مؤسسات الإعلام والثقافة لدى المؤتمر بما فيها مؤسسات التوعية للدولة لتجذير تلك القناعة لدى شريحة واسعة من اليمنيين بأن جزء كبير من اليمنيين لا يصلحون للحكم ، ويدفعون من في المشترك عبر العناصر الهاشمية المخترقة للمشترك إلى تبني خطاب يدعي بأن المؤتمريين لا يصلحون للحكم ( الجزء الآخر لليمنيين ) ، وتنطلق كل المؤسسات الثقافية والإعلامية لدى المشترك لتجذير تلك القناعة وترسيخ ذلك المعتقد لدى شريحة واسعة من اليمنيين بأن جزء كبير من اليمنيين لا يصلحون للحكم!!! وأصبحت النتيجة الحتمية الكراثية لذلك الخطاب بأن كل اليمنيين لا يصلحون للحكم!!!
لقد كانت تلك الخطابات المتبادلة بين اليمنيين تخترق وعي اليمنيين بصورة حادة ، وكان كل منهم حريص على إقناع اليمنيين بأنهم لا يصلحون للحكم ، كانت تلك الخطابات تتأجج في العمود الثقافي والفكري لليمنيين في الوقت الذي كان الهاشميون يوحون لليمنيين بأنه لا حل لهم إلا بأن الحكم من حق أبناء النبي وأنهم وحدهم الصالح للحكم ( البطنين ) ، تلك الفكرة كانت تغزو العقل الباطن بسرعة فائقة لما قد مهده الهاشميون في الذهنية اليمنية بأن جميع شرائح اليمن ومكوناته وقبله غير صالحة للحكم ، وهي النتيجة الطبيعية لخطاب اليمنيين الذي تبناه اليمنيون بشكل ساذج ، والذي كان صنيعة هاشمية بامتياز ، فإذا كان المؤتمر وحلفاؤه لا يصلحون للحكم والمشترك وشركاؤه لا يصلحون للحكم فمن يصلح له إذن ؟
النتيجة الحتمية هي (السيد )!!!
لقد تبنى اليمنيون عملية إقناع أنفسهم بأنفسهم بأنهم لا يصلحون للحكم ، وساعدوا السلالية الهاشمية في إقناع الوسط الشعبي اليمني بأن تلك السلالة هي البديل الأنسب لحكمهم والقيام على مصالحهم ، والكارثة أن تلك العملية لا تزال سارية إلى يومنا هذا ، فلا تزال المكونات اليمنية تمارس عمليات التحريض السياسي ضد بعضها بشكل ساذج إلى اليوم ، وتدير ذلك غرف سلالية هي التي تصنع قوالب الخطاب التحريضي للجميع وهي التي تحدد مساراته ، ولو تفحصنا صناع ذلك الخطاب والقائمين عليه ، والذي يحرص من في مأرب على من الساحل الغربي والمحرض لمن في الساحل الغربي على من في مأرب لوجدهم هاشميين لا يريدون لليمنيين أي تقارب ويقومون بإسكات أي خطاب يستنهض الذات اليمنية ويسعى لإقناعها بأنها الذات الحضارية التي غابت ذائقتها الحضارية وإرادتها النهضوية حينما غابت عن قيادة الحكم والتحكم بمساراته.
ما نحتاجه اليوم هو عودة كل المكونات اليمنية إلى رشدها ، تتبنى فيها فكرة اليمني ودولته لا فكرة الحزبي وحزبه ، فإذا عادت كل المكونات إلى ذلك فإني أبشركم بنصر ساحق الإمامة وإلى الأبد .
* #سليمانيات