القفز من المراكب المحروقة
مبروك المسمري
حين تقرأ صفحات التاريخ اليمني وتحديداً تاريخ الصراع اليمني مع سلالة بني هاشم ، تستنتج شيئاً مشتركاً واضحاً في نهاية كل مرحلة من مراحل الصراع الممتد طوال ١٢٠٠ عام.
انتهت أغلب جولات الصراع بثورة شعبية يمنية تُنهي حكم إمام ذلك الوقت ويستعيد اليمنيون زمام المبادرة مرة آخرى ويحكمون بلادهم لفترة من زمن ويظهر إمام جديد بطرق ووسائل جديدة ويأخذ الحكم في لحظة غفلة من اليمنيين وهكذا ، ويلاحظ ايضاً في تاريخ ذلك الصراع أن أغلب الأُسر المنتمية لسلالة بني هاشم ما إن تلاحظ وتشاهد غروب شمس ذلك الإمام وانتهاء حكمه حتى تبادر بالقفز من داخل ذلك المركب المنتهي والإنضمام إلى صفوف الشعب اليمني ، وفي أغلب الجولات كانت تساهم تلك الأسر في التسريع باسقاط حكم الأئمة و عودة اليمنيين للحكم.
في جولة الصراع الحالية التي يخوضها الشعب اليمني ضد سلالة بني هاشم منذ عام ٢٠٠٤م وحتى ٢٠٢٤م ،تتكرر تلك السيناريوهات والأساليب ، وما إن بدأت مؤشرات نهاية حكم أسرة آل الحوثي حتى بدأت الأصوات ترتفع وتتهيئ للقفز من سفينة عبدالملك الحوثي.
خلال فترة الهدنة المستمرة منذ مايقارب عامين ونصف وتوقف الحرب في اليمن ، ظهرت اصوات كثيرة من أُسر هاشمية كبيرة تعلن برائتها من مسيرة بن بدرالدين ، تُبرر هذة الأصوات انها كانت معه ضد ماتسميه “العدوان” فقط ، في إشارة إلى تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ،
وتؤكد هذة الأصوات انه لا دخل لهم بمسيرة عبدالملك ، تعرف هذة الأُسر المصير الذي ربطهم به بن بدرالدين ، ويعرفون جيداً نهاية المغامرة ، وانهم في الأخير سيصطدمون مع الشعب اليمني بأكمله مهما طال عُمر تلك المسيرة.
هذة الأصوات تزعج عبدالملك الحوثي وعيال عمه وتُربك مسيرتهم ويخشون من الإنقسام والصراع فيما بينهم نتيجة ارتفاع تلك الأصوات ومعارضتها لسياسة أُسرة الحوثي ،
لذلك يعتقد عبدالملك واقاربه أن أحسن حل لإسكات تلك الأصوات وعودتها إلى حضيرة المسيرة هو عودة الحرب والغزوات ، حتى لا تُترك أي فرصة لمثل هذة الأصوات ولا أن تعلو أكثر ، وهذا مايفسر تحركات الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية ، حيث حشد الحوثي الكثير من المغرر بهم من أبناء القبائل إلى جبهات مأرب وشبوة والساحل الغربي والحدود في صعدة ، منتظرين إشارة البدء لجولة جديدة من الحرب.
السؤال، هل ستقبل تلك الأُسر الهاشمية التي تعلن بوضوح معارضتها لمسيرة الحوثي استمرار مغامرة فتى بني هاشم ضد اليمنيين أم سيكون لها موقف مغاير وتعلن انضمامها مع صوت الشعب اليمني الرافض لإستمرار تلك المغامرة ؟! أم هي حيلة جديدة كما يراها آخرون ويفسرونها بأنها دور مرسوم تنفذه تلك الأُسر في ظل تكتيك متفق عليه بينهم لإستمرار سيطرة السلالة الهاشمية على مناطق شمال اليمن منذ مايقارب عقد من الزمن؟!
في الصورة تغريدة لصوت أسرة آل زيد ، عبرت عنها سُكينة بنت حسن زيد ، وأوضحت موقف اسرتهم من مسيرة عبدالملك!