ترشيد الخطاب الديني

عبدالمجيد السامعي

دخلت أحد المساجد لأداء صلاة المغرب وإلقاء خاطرة ، وبعد أن صلينا المغرب والسنة البعدية جلس أحد المشايخ علي كرسي التدريس جوارالمحراب، وبعد أن حمد الله أخذ يقراء ويشرح من كتاب حول تراجم مشايخ اهل السنة، وكان الدرس تلك الليلة عن الشيخ إبن عثيمين ، حيث أسهب المدرس في ذكر مكان ميلاده وطفولته ، واين كان طلبه للعلم،وتنقلا ته ايام صباه ، بل وذكر حتى شكل ملابسه،وطريقة مأكله ،ومشربه إلى غير ذلك.

قلت في نفسي اليمن غنية بالعلماء والمصلحين قديما وحديثا، من أمثال الإمام الحداد صاحب السلسلة، وبافضل صاحب المقدمة الحضرمية، وباعباد صاحب الحوطة، والشوكاني، وبن الأمير، والمقري، والبيحاني، والعمراني ،والحبيب ابوبكرالعدني… لماذا لا يحدثونا عن تراجمهم وكتبهم وسيرهم الخالدة ؟!

بعد الدرس تناقشت مع أحد طلبة العلم هناك والذي شك أني من المتأثرين بمنهج أهل التصوف ،حيث أخذ يشرح لي مخالفات الصوفية وعقيدتهم الأشعرية، وانهم يطوفون على القبور ويتوسلون بالاولياء والصالحين، وانهم يعطلوا بعض صفات الله إلى غير ذلك، وأخذ يشرح لي أن هذه البدع والشركيات تستوجب منا تفعيل بوصلة الولاء لأهل الحق، والبراء من أهل البدع والمنكرات.

وجدت نفسي مرغما لأعطيه نبذة مما كتبه الباحث محمد عبدالله الأصواني الذي قال: أن الوهابية فرقة خرجت على حين ضعفٍ وفُرقت بين المسلمين ، خرجت في آخر الزمان ، تركت قتال أهل الأوثان، وقاتلت أهل الإسلام واعتبرتهم مشركين، ما لم يكونوا وهابية ويهاجروا إلى دار هجرتهم نجد وذلك في بداية دعوتهم كما أثبت ذلك الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي في معرض رده على أخيه محمد في كتابه [ الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ] .

هذه الفرقة أخذت تكفّر هذا وتطعن في ذاك، حتى حكمت على غالب الأمة بالشرك الأكبر والضلال المبين، ولم يبق مسلم واحد على ظهر الأرض يخالفهم إلا وأخرجوه من حظيرة الإسلام.

إن هذه الفرقة هي الوهابية التي لا تؤمن إلا بالسيف البتار والدرهم والدينار فحكمت على المذاهب الأربعة بأﻧﻬم ليسوا بأهل سُنَّة مطلقًا، وأنه لا يجوز تسميتهم بذلك ما داموا على عقيدة الأشاعرة الزائغة على حد زعمهم ، وسموهم بالصوفية والمعطِّلة.

ورأوا أن التسمية بأهل السنّة غير لائقة أصلا بل الواجب أن يتحول الناس إلى فريقهم ويتسمَّوا بالسلفية، ولقد تناول الوهابية أعراض علماء الأمة ممن رفعوا لواءها وهم عند ربهم ، فتهجموا عليهم كما فعلوا مع الإمام ابن جرير الطبري والحافظ الترمذي والإمام الغزالي صاحب إحياء علوم الدين.

فهذه الجماعات الضالة قد اضلت الكثير من الشباب حتى أضحى هؤلاء يسيئون الأدب مع علماء الإسلام وفى التحدث عن الأمة والعلماء والفضلاء مع قلة علمهم وفساد عقيدتهم وتكفيرهم سواد المسلمين ولا يعلمون هؤلاء أن التكفير فى هذه الأمة لم يقل به الا الخوارج والذين شهد عليهم النبى صلى الله عليه وسلم ” أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ”.

ولقد اجمع اغلب علماء الإسلام على ان الوهابية كان لهم دور بالغ فى تفريق كلمة المسلمين، وهناك الكثير ممن ردوا عليهم فى مسائل كثيرة خرجوا فيها عن الإجماع.

استطاع الأعداء أن يجندوا من أبناء الإسلام من يحدثوا أحداثا جساما وأن يعوقوا مسيرة الأمة الإسلامية وأثاروا الفتن بين المسلمين , فهؤلاء القوم لا يقل خطرهم عن الشيوعيين والبهائيين والإرهابيين وغيرهم من الطوائف المنحرفة بل خطرهم أكبر من هذه الفرق.

الخلاصة:
‏نحن بحاجه إلى خطاب راشد يجمع ولا يفرق ، يرتق ولا يمزق ، يصلح ولا يفسد ، يبني ولا يهدم .والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى