مصطفى محمود يكتب عن | الزنبيل…. معنى ودلالة
مصطفى محمود
زنبيل: وعاء , سلّة. والزنبيل كلمة كانت معروفة وشائعة , وممثلة بذلك الوعاء المتنوع الأحجام المصنوع من سعف النخيل وجريدها , والذي يحمل الطعام ويتجول في الأسواق. والزنبيل كان عنوانا للهدايا ” الصوغة” , كالبيض والدجاج , والتمر والأثمار وغيرها من طيبات الحياة , والنفوس التي كانت تمارس صدق السلوك.
هذا الزنبيل تكدّرت أحواله , وتعسّرت أيامه وغاب كيانه , من بعد مجيئ السلاليين فصار موضعا لسيئاتهم وموبقاتهم وشرورهم , فتحول من وعاء خير إلى حاوية نفايات عدوانية بغضاوية معفرة بالدم والجرائم وبالضغائن والأحقاد… الزنبيل. جاء الذين إجتهدوا بتعبئته بالكراهيات المتنوعة , وتوزيعه على اليمنيين لكي يحترقوا بما فيه من مؤججات النفوس الأمّارة بالسوء والعدوان على الناس .
لقد كان زنبيل محبة وألفة وأخوة وطيبة ورحمة وغيرة وحمية ونخوة ,وعمل وبناء وإذا به يصبح اليوم زنبيل جرائم وآثام وكراهية وإنتقام , ووعاء لؤم وخصام , واليمنيين حيارى , الزنبيل مُدان!! الزنبيل الذي تناسيناه حشوه السلاليون بما لا يليق بأمة ذات عراقة وحضارة وتاريخ وارسالات سماويه واديان !! الزنبيل يسألنا عمّا يضع فيه , وما يضعه السلاليون خبيث وكريه!! فهل سيعود الينا زنبيل وجودنا ونملأه بالنبيل؟!!