ثقافة السلام والتعايش هي الحل الوحيد

آزال الصباري

الورقة التي قدمتها في #مؤتمرمعالأجلاليمن التي عقدها #الائتلافالوطني_اليمني والتي مثلت فيها الاتحاد العام العالمي للسلام والتي كانت عن دور الكيانات الداعية للسلام وتوعية الشعب.

” ثقافة السلام والتعايش هي الحل الوحيد لخلق وعي وإدراك حقيقي لخطورة الاستمرار في الخلاف، ولن نؤمن بلغة السلام مالم ندرك ما أفرزته الحرب من مخاطر لايمكن حصرها في ورقة أو مئة ورقة، فقد افرزت الحرب الكثير والكثير من السموم القاتلة، سأتناول هنا بعض تلك الخطورة.

*الفقر وهو أخطر وأبرز إفرازات الحرب، باعتباره البؤرة لكل الكوارث الاجتماعية التي حاصرت المجتمع وستحاصره لعقود قادمة إذا لم تقام دولة مواطنة تتوقف فيها كل الصراعات.

*الهجرة الشبابية سواء أيد عاملة أو كوادر في مختلف التخصصات ، فمنذ اشتعال الحرب أرتفع معدل الهجرة بشكل خطير إذا أصبح الهروب من الوطن حلم كل مواطن، والهجرة رغم إنها ترفد اليمن بالعملة الصعبة وتساعد على عدم انهيار الاقتصاد إلا أنها تسبب بنمو وعي خاطئ عند طلاب المدارس الذين أصبحوا يستهترون بمقاعد الدراسه من خلال نظرتهم لتجربة سابقيهم، وهذا يرفع مستوى الجهل.

*ظهور طبقة مترفة وطبقة فقيرة جدا والأخير أوسع وأكبر، وهذا النمو الغير متوازن نتج عنها انشقاق مجتمعي كارثي يرفع مستوى الجريمة وتتشعب بسببه أخطر المشكلات الإجتماعية.

*الحرب شجعت الطبقية الاجتماعية وأعادت العنصربة الطائفية والمهذهبية والقبلية وهذا التمايز الاجتماعي يخلق فجوة خطيرة لن تحمد عواقبها، كما أنه يهدم أعمدة القانون ويلغي أدواته التشريعية ويعيدنا لمجتمع قبلي لايقبل بدولة النظام والقانون حتى أن فكرة القضاة بالوراثة بدأت تعود بعد أن كان هناك جانب أكاديمي يتخرج منه قضاة المحاكم.

*هيمنة القطاع الخاص على الجانب التعليمي الذي ورغم حسناته الكثيرة إلا أنه أقل من جودة التربية والتعليم ومخرجاتها لا سيما التربوية بعد إضعافه لمكانة المعلم واسقاط هيبته، يرجع هذا لأن القطاع الخاص يغلِّب مصلحته المالية على نجاح مخرجات التعليم وأيضا لأن من يديرون تلك المدارس هم من الطبقة المترفة التي أفرزتها سنوات الحرب والتي تفتقر كثيرا للجانب المتخصص في التربية والتعليم وهم في الغالب فئات قبلية وهذا يعد كارثة تهدد المستقبل اليمني القادم.

*نمو ثقافة العنف وحمل السلاح وانتشار مبدأ بطولة الاستقواء بين الشباب، وإلغاء الآخرة وتفاقم ثقافة الخلاف لمجرد الاختلاف بالفكرة، واتساع هذه البؤبرة الخطيرة يجعل من اليمن منطقة مختلة اجتماعيا.

وبذلك يجب أن ينتشر الوعي بأهمية السلام وأن تُخلق بيئة تعايش وسلام أبدي وهذا ما يجب أن يسعى إليه الجميع أفراد وجماعات، ويتحقق ذلك من خلال:

*نشر ثقافة التعايش وتقبل الاختلاف المذهبي والسياسي والإيمان بأن الوطن أنا وأنت معا وإنه سيغرق بنا جميعا أو ينجو بنا جميعا.

*توعية الشباب بأن السلام والحوار اليمني اليمني هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة وأن الطرق الأخرى ستجر اليمن من السيء إلى الأسوأ وتجارب الأمم غير برهان.

*توعية الشباب أن الحرب التي اق ت ت ل فيها اليمنيون لسنوات ماهي إلا صراعات أقليمية تديرها دول كبرى لتحقيق مصالحها، وإنما اليمن ساحة حرب تدار فيها تلك الصراعات، وليس في صالحنا من نخوضه من خلافات وصراعات أوجدته تلك الدول وخططت لها منذ سنوات طويلة.

*توعية الشباب أنهم هم الوقود لكل الحروب التي دارت وأن انجرارهم هنا أو هناك ماهو إلا غباء وجهل وتغفيل، ويجب عليهم الالتحاق بسلم العلم لا السقوط في فوهة الهلاك.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى