كيف تفوقت فائقة
عادل البرطي
حين أستمع للعظيمة جوليا بطرس وهي تغني (ياحبيبي ياجنوب) تخطر على بالي الكثير من الماجدات اللائي سطرن البطولات على التراب اليمني وجلهن من الجنوب وبطولاتهن لم تقتصر على الجوانب المدنية فقط كما سيخطر على بال أحدهم بل في شتى الجوانب فمنهن القاضية والضابط والطيار والمهندس والطبيب والكاتبة وفي السياسية كانت فائقة السيد احدى هؤلاء الماجدات التي آمنت بقضية وطن وكانت نصيرا للشعوب المظلومة والمقهورة وخاصة شعب فلسطين الذي منذ أن طرقت باب النضال والدفاع عن الإنسانيه لم تخلع وشاح قضيتها لا لكي لا تنساه بل لتزداد إصرارا على مواصلة النضال من أجل قضية العرب والجرح الدامي في الوجدان العربي..
فائقة السيد الآتية من تراب الحبيبة عدن التسامح ومن بيئة بدوية وحضرية هي حضرموت التاريخ لا تهن ولا تركع إلا لبارئها وتنتصر في حين الهزيمة، هزمت كل الظروف كبيئتها البدوية الكريمة ولم تستسلم لعادات او تقاليد فترقت أعلى المناصب السياسية وتجنبت أن تغتال قضيتها وطريقها مناصب الدولة فعافتها وتعافت منها فكانت بحق يسارية الضمير مؤتمرية الفعل والإنتماء يمانية القلب عروبية القضية.
غالبا ما نكرر مصطلح غبي حينما نمدح تيار سياسي ما أثبتوا ولائهم للوطن والتزامهم بمبادئ الوظيفة العامة فنقول عنهم رجال دولة لكن المتفوقة فائقة اثبتت وبالدليل القاطع أن للدولة اليمنية نسائها أيضاً، وقد يكن أكثر إيجابية من الرجال كما كانت بلقيس واروى وماجدات سطرن باحرف من ذهب تاريخ تليد على طاهر التراب اليمني فقبل سنة تقريبا عرقل عدد من الطلاب اليمنيين مبتعثين إلى إحدى الدول المستضيفة ولم تستطع سفارتنا في القاهرة ان تقدم شيئ لهم عدا خبط الكف على الكف لتأتي فائقة وبعلاقاتها الدبلوماسية والشخصية لتزيح عن كاهل أبنائها تلك الغمة وينالون مرادهم باقل من 24ساعة بينما عجزت وزارة الخارجية ونتوءها في القاهرة عمل شيء.
اليوم أيضا تتفوق فائقه الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ففي حين تتهافت جرذان الظلام على إنشاء المشاريع الصغيرة لهدم عضد الدولة والإتجاه نحو اللا قانون بانشاء مكونات مشبوهة وعميلة للخارج القصد منها وأد التحرير وامتصاص ثروات الوطن ومأرب تحديدا لجيوبهم المنتفخة أصلا من اموال الشعب الغير مكتفية بما نهبت نجد فائقة هناك في قلعة التحدي وحامية الشرق موسكو تقاتل وبشراسة من أجل ابناء شعبها لتكفيهم كفاف الجوع القادم للعالم بسبب توقف القمح عن التصدير ولأنها لا ترى للهزيمة موقعا في قاموس حياتها فقد انتصرت وانتزعت من براثن القيصر بوتن أطنان القمح هدية مجانية للشعب اليمني وهنا تجسد فعلي للوطنية فالوطنية لدى فائقة ليست شعارات وأقوال وخطابات تلقى وتذر احرفها الرياح بل موقف يتجلى صدقه بالفعل وإيمان يتبعه العمل.
فائقة السيد أثبتت لنا وبالدليل قطعي الدلالة أن الحياة أنثى والموت ذكر والضياء من شمس اصيل أنثى والعتمة من ليل ذكر وهاهي الفائقة شجرة اصلها يمنية الثبات اتت اكلها وما زالت ولن نستطيع شكرها مهما اجزلنا في الحروف.