النزيلي يكتب عن| غدير خم..

سعد النزيلي

▪️التعريف:

الغدير:
في اللغة العربية مادة الغين والدال والراء، أصلٌ صحيح يدلُّ على تَرك الشيء.

والمحتفلون بيوم الغدير تركوا الدين والأخلاق والعهود والمواثيق والآداب والأعراف والعادات والحميدة.

والغدير “مياه راكدة، قليلة العمق”

▪️المكان والتسميات:

يوم الغدير يتخذه الشيعة عيدا، ويسمّى بعيد الولاية أيضا، وهو نسبة إلى المكان الذي وقعت عنده الخطبة، قريب من الجحفة في المدينة.

▪️البدع والمحدثات فيه:

يعتقدون أن النبي-صلى الله عليه وسلم- وصّى بالخلافة والحكم لعلي بن أبي طالب في هذا اليوم.

من الخرافات اعتقاد أن صيام يوم الغدير يكفر ذنوب ستين سنة.

ومن الخرافات أنهم يصلون ركعتين فيه، طمعا في ثواب 100 ألف حجة.

وعندهم دعاء يسمّى ب”الندبة” وأن قائل هذا الدعاء هو الإمام الثاني عشر.

وقالوا: في يوم الغدير من اغتسل وصلّى ركعتين قبل أن تزول الشمس، وقرأ في كل ركعة بالحمد والأحد ١١ مرة وآية الكرسي ١٠ مرات وسورة القدر ١٠ مرات، كان هذا العمل عند الله يعدل ١٠٠ ألف حجة، و١٠٠ ألف عمرة، وقضى الله حوائجه.

وكل هذا بدع ومحدثات، وهو من الكذب على الإسلام

▪️الحكم:

لم يوصي النبي-صلى الله عليه وسلم- للخلافة لعلي في يوم الغدير.

لا يوجد في الإسلام عيد بهذا الاسم.

يوم الغدير، يتخذه الشيعة للغدر بالإسلام وأهله، فهو بدعة ضلالة، تم انشاؤه لنشر الفتنة بين المسلمين، وأكل أموال الناس بالباطل

جعل يوم الغدير يوم عيد للمسلمين، وإظهار شعار العيد فيه، يعدّ هذا من التشريع مع الله تعالى.

▪️محاوره:

يزعم الحوثيون أن يوم ١٨ من ذي الحجة، هو يوم عيد غدير خم، وبالتالي يخصّونه بعبادات واحتفالات، وبه يستحلون أوال الناس ظلما، وهنا عندنا لهم سؤال واحد:

نقول لهم: هل احتفل النبي-صلى الله عليه وسلّم- بهذا اليوم وكذا علي-رضي الله عنه- أم لا؟

فإن قالوا: نعم، نقول لهم: كذبتم فلا يوجد دليل صحيح ولا ضعيف ولا أثر عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- ولا عن علي بن أبي طالب فيه أنهم احتفلوا بهذا اليوم، ولو فعلوه لنقل لنا كما نقل لنا يوم غدير خم نفسه، وما فيه من خطبة.

وإن قالوا: لا، لم يحتفل به النبي-صلى الله عليه وسلّم- ولا علي، ومن باب الفائدة العلمية إن أول من احتفل به هم “سلاطين بني بويه في منتصف القرن الرابع الهجري”.

فنقول لهم: ألا يسعكم ما وسع النبي-صلى الله عليه وسلّم- وعلي بن أبي طالب من عدم الاحتفال به؟!

▪حديث الغدير:

اعلم أنه لا يوجد دليل في الكتاب ولا في السنّة يدّل على ولاية علي رضي الله عنه نصاً أو تلميحاً، أو أنه أحق بالخلافة بعد موت النبي-صلى الله عليه وسلم- وغاية ما في الأحاديث ذكر فضائل لعلي ابن أبي طالب، الأمر الذي لا ينكره أهل السنّة والجماعة، مثله مثل كثير من الصحابة الذين ذُكرت لهم فضائل وبُشر عدد منهم بالجنّة.

-عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا. بماء يدعى خما. بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه. ووعظ وذكر. ثم قال “أما بعد. ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به” فحث على كتاب الله ورغب فيه.
ثم قال “وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي”.
فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟
قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: وهم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. رواه مسلم (٢٠٤٨)

▪️الزيادات على الحديث خارج صحيح مسلم:

1-جاء عند الترمذي (٣٧١٣) وأحمد (٩٦١) والنسائي في الخصائص (٩٣) والحاكم (٦٤٣٥) بزيادة « من كنت مولاه فعلي مولاه »

2-وجاء عند أحمد (٩٦١) والنسائي في الخصائص (٩٣) بزيادة « اللهم وال من والاه و عاد من عاداه »

▪️هذه الزيادات مختلف في صحتها سندا:

قال الزَّيْلَعِي: ( وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه وهو حديث ضعيف كحديث “من كنت مولاه فعلي مولاه”) تَخْرِيجِ الْهِدَايَةِ 1/189
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وأما قوله “من كنت مولاه فعلي مولاه” فليس هو في الصحاح لكن هو مما رواه العلماء وتنازع الناس في صحته.
فنقل عن البخاري وإبراهيم الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه… وأما الزيادة وهي قوله اللهم وال من والاه وعاد من عاداه الخ فلا ريب انه كذب) منهاج السنة 7/319.
وَقَالَ الذَّهَبِي: ( وَأَمَّا حَدِيثُ : “مَنْ كُنْت مَوْلاهُ” فَلَهُ طُرُقٌ جَيِّدَةٌ ) .
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1750.

▪️هذه الزيادات من حيث المعنى-إن صحت- لا تدّل على الولاية:

قال المبارك فوري(قيل معناه: من كنت أتولاه فعلي يتولاه من الولي ضد العدو. أي من كنت أحبه فعلي يحبه.

وقيل معناه: من يتولاني فعلي يتولاه ذكره القارىء عن بعض علمائه.

وقال الجزري في النهاية قد تكرر ذكر المولى في الحديث وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو (الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وبن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه)
وأكثرها قد جاء في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه وقد تختلف مصادر هذه الأسماء فالوَلاية بالفتح في النسب والنصرة والمعتق) والوِلاية بالكسر في الإمارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم ومنه الحديث “من كنت مولاه فعلي مولاه” يحمل على أكثر الأسماء المذكورة.

قال الشافعي رضي الله عنه يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم) وقول عمر لعلي (أصبحت مولى كل مؤمن) أي ولي كل مؤمن. وقيل سبب ذلك أن أسامة قال لعلي لست مولاي إنما مولاي رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه انتهى.

قال الطيبي لا يستقيم أن تحمل الولاية على الإمامة التي هي التصرف في أمور المؤمنين لأن المتصرف المستقل في حياته هو هو لا غيره فيجب أن يحمل على المحبة وولاء الإسلام ونحوهما انتهى كذا في المرقاة) تحفة الأحوذي شرح الترمذي حديث 3713 بتصرف .

▪️سببه:

حديث غدير خم له سببان:

١-وطئ علي بن أبي طالب للجارية، مما سبب في نفوس البعض:

فعند البخاري (٤٠٩٣) عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: (يا بريدة أتبغض عليا).
فقلت: نعم، قال: (لاتبغضه له في الخمس أكثر من ذلك).

٢-أنه عندما ذهب إلى اليمن، وأمّر أحدهم على الغنائم، تعجل بعدها إلى الحج ، ومن الحج رجع ليستقبل القادمين من اليمن، وجدهم قد ركبوا الإبل ولبسوا الكسا والحلل، فأمرهم بنزعها فوقع هذا أيضا في نفوسهم:

قال ابن كثير-رحمه الله تعالى-(عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة قال: إنما وجد جيش علي بن طالب الذين كانوا معه باليمن، لأنهم حين أقبلوا خلّف عليهم رجلا وتعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فعمد الرجل فكسا كل رجل حُلّة، فلما دنوا خرج عليهم علي يستقبلهم، فإذا عليهم الحلل.
قال علي: ما هذا؟
قالوا: كسانا فلان: قال: فما دعاك إلى هذا قبل أن تقدم على رسول الله فيصنع ما شاء؟
فنزع الحلل منهم.
فلما قدموا على رسول الله اشتكوه لذلك، وكانوا قد صالحوا رسول الله، وإنما بعث عليا إلى جزية موضوعة.
قلت: هذا السياق أقرب من سياق البيهقي.
وذلك أن عليا سبقهم لأجل الحج وساق معه هديا وأهل بإهلال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمره أن يمكث حراما.
وفي رواية البراء بن عازب أنه قال: له إني سقت الهدي وقرنت.
والمقصود أن عليا لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة، واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه، وعلي معذور فيما فعل لكن اشتهر الكلام فيه في الححيج، فلذلك – والله أعلم – لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجته وتفرغ من مناسكه ورجع إلى المدينة فمرّ بغدير خم قام في الناس خطيبا فبرأ ساحة علي ورفع من قدره ونبه على فضله، ليزيل ما وقر في نفوس كثير من الناس).

▪️إذا حديث غدير خم كان له أسباب من جود بعض الشيء على تصرّفات علي بن أبي طالب، فوجدوا في أنفسهم عليه، وكثر القيل والقال، هنا ناسب أن يقول النبي-صلى الله عليه وسلم- لأصحابه (أذكركم الله أهل بيتي) بمعنى استوصوا بهم خيرا، وقاله قرب المدينة بمعنى أن مشاكل يمكن حلّها في إطار ضيق، ولو أراد له الحكم والولاية لقال ذلك في الحج، وفي محضر جميع الناس، فليس فيه أي إشارة لمعنى ولاية الحكم أو الوصية بذلك.

وقال البيهقي ـ رحمه الله تعالى ـ : (وأما حديث الموالاة فليس فيه -إن صح إسناده – نص على ولاية عليٍّ بعده، فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي – صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك، وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثُرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه، فأراد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه، ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته). الاعتقاد (ص 354).

وقال ابن حجر الهيتمي: (وسبب ذلك كما نقله الحافظ شمس الدين الجزري عن ابن إسحاق أن عليًّا تكلم فيه بعض من كان معه في اليمن، فلما قضى – صلى الله عليه وسلم ـ حجّه خطبها تنبيهًا على قدره، وردًّا على من تكلم فيه: كبريدة؛ لما في البخاري أنه كان يبغضه). الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (1/109).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى