مسابقة البعداني نافذة النور
آزال الصباري
مسابقة البعداني نافذة للنور الثقافي في اليمن، بعد الركود الذي أصاب المسابقات الثقافية الحكومية وغيرها، ونحن لانهمش بقية المسابقات ولكن الحديث هنا يخص مسابقة البعداني، التي أصبحت مؤخرا حدث ينتظره الجميع، لا سيما الشعراء، تنال المسابقة احتفاء واسع وكبير في كل موسم، وهي لاشك ستتربع الوسط الثقافي، وسترتقي إلى الأفضل في المواسم القادمة.
مسابقة البعداني التي تستمر وستستمر بفضل الله ثم راعيها الرسمي الفنان عبدالاله البعدانيAbdulelah Albadani وذلك مالمسناه خلال الموسمين السابقين، وتظهر هذا العام في دورتها الثالثة في أبهي حلة،منظمة، مُحكمة الخُطى ، وهذا الحدث المهم يستدعي أن سنتحدث عن أمور مهمة جدا تميز الجائزة سنورد بعض تلك الأمور التي رأيناها من زاويتنا ونترك لمن لديه إضافات أن يوردها في سطوره إن أراد.
أول تلك الأمور أن المحكمين القائمين عليها متخصصون وأكاديميون وأصحاب تجارب كبيرة سواء في الشعر الفصيح أو الشعبي، والمحكمون الذين أُوردت أسماءهم في إعلانات الجائزة تم اختيارهم دون اعتبار للتقسيمات التي فرضتها الحرب مؤخرا (شمال جنوب) ولا أي تقسيمات أخرى، فلا يستطيع أحد يكيل بمكيال يقلل فيه من مصداقية اللجنة التحكيمية المشرفة على المسابقة.
الأمر الثاني المهم ، أن المقيمين على المسابقة حريصون على تجاوز الأمور التي لاقت نقدا بعد الدورتين السابقتين للمسابقة ، على سبيل المثال تجاوز شرط تصويت الجمهور والاكتفاء بأراء لجنة التحكيم، رغم أن تصويت الجمهور قد لايكون أمرا سيئا عند البعض.
ثالثا: أن المسابقة غير محصورة على فن وحيد من فنون الأدب، وبذلك فهي تعطي فرص لمختلف المواهب، شعر فصيح، وشعبي، وفن تشكيلي، ونتمنى أن تدرج جانب السرد كالقصة… ألخ، وبذلك فهي تخاطب الجمهور المحب للفنون بمختلف ميوله واتجاهاته.
رابعا: المسابقة تقدم عطاء سخي منقطع النضير يجود به صاحبها الفنان البعداني، وذلك أمر لم نعتاده في المسابقات التي سمعنا عنها،وهوأمر يستحق الثناء مثله مثل بقية الأمور السابقة، حيث يصل مبلغ الجوائز إلى (9.000.000 ) وهذا الرقم لم تسبق إليه أي مؤسسة أو حكومة ، وأنه لرقم يوجب الوقوف أمامه بكل احترام وإجلال لراعي هذه الجائزة ومؤسسها الأستاذ القدير عبدالاله البعداني، وكذا كافة أعضاء مجلس إدارة مؤسسة البعداني جروب .
وأخيرا وهو الأهم،والذي يتمثل بأن المسابقة يمنية عامة يشارك فيها كل يمني يملك الموهبة فلايشترط فيها أي أنتماء آخر غير اليمن، والمسابقة بعيدة عن المحسوبية، ولا تتدخل أي سياسة في آلية المسابقة سواء حزبية أو مناطقية أو طائفية، وهذه أمور تتواجد بشكل أو بآخر في بعض المسابقات.
سيقول قائل أن المسابقات تجعل الكتاب لا يكتبون إلا للمسابقات، قد يكتب الكاتب لنيل جانب مادي في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد، وذلك ليس بأمر المعيب البتة، وحتى أصحاب هذه الفكرة المعارضة لا يمكن أن يصنعون من ذلك للصيد في الماء العكر، فتتحول المسابقات التي تُحرك الوسط المسابقاتي الثقافي إلى مادة للنيل من المسابقة ولو من باب النقد المموه بالحرص ، باعتبار أن النقد أصبح سبيل للمناكفات الشخصية وسبيل للتشهير أو كسب الشهرة، وهذا إن حدث فليس مجرد هجوم يستهدف الاستنقاص من حجم المسابقة أو أي مسابقة أخرى ، بل يجب تشجيع الجانب الإيجابي للمسابقات المتمثل في تحفيز الإبداع والمبدعين ومن خلال محاولات المتسابقين التي تجذب عدد كبير من الشباب الموهوبين إلى ساحة الانتاج الأدبي.
ختاما نريد أن ننوه أن ليس كل مفسبك ناقد وليس كل ناقد مفسبك، وأن القوافل المحملة بالبضائع الثمينة تسير وتصل ولكن لابد أن يعترضها قُطاع الطرق واللصوص، وتلك طبيعة الحياة.