البسارة يكتب | ذلك المؤدب من ذاك الأديب..

زياد البسارة

في الوقت الذي كنت أحاول فيه التشبث بما استطعت من ذلك الحبل الذي يتشبث به جموع ” المسواقه” على متن ” بودي ” سياره محمد مهدي المكتظه بالركاب والأغراض معا،، وقبل أن أطلب منه ” حبه دخان” أرزم بها الصبوح وأعيش معها اجواء الطبيعه في الصباح الباكر- داهمني الأستاذ الشاعر / مهيوب البساره- بالعتاب على تجاهلي التعليق على قصيدته الشعريه التي نشرها على حسابه عبر الفيس بوك مؤخرا.

إعتقدت حينها أن هذه القصيده لن تختلف كثيرا عن هواجس الأستاذ مهيوب في مواسم الأمطار حتى أني وقتها أجهل مناسبه الهاجس الشعري الذي داهم صديقي الشاعر ولعله أراد أن يذكرني الآن بخيبه أملي في عدم قدرتي على الرد على قصيده شعريه كنت قد كتبت مطلعها قبل عشرون عاما، وما زال صديقي الشاعر ينتظر مني حتى اللحظه إستئناف محاولاتي في ميدان الشعر متناسيا بأني لا أصلح لهذا المجال إنطلاقا من المثل الشعبي القائل ” مش كل البرم لسيس”.

وبالعوده إلى اجواء هذه القصيده التي وقعت عليها عيناي مؤخرا – كانت المناسبه التي كتبت على إثرها هذه القصيده أو كما يقول الشعراء ” جو النص ” – هي أبلغ تعبير عن مشاطرتي له مشاعره الابويه النيله  والاحساسيس الصادقه ، لا سيما وقد  كانت القصيده  في مقام توديعه لابنه البكر / رمزي مهيوب – والذي سيغادر إلى المملكه العربيه السعوديه لينظم إلى ركب زملاءه واصدقائه اليمنيون الذين يبحثون لهم عن موطئ قدم لهم في هذا العالم الذي أصبح يستنزف منا خيره ابناءنا وشبابنا الذين كان من المفترض أن يكونوا في طليعه بناه المستقبل.

هذا الولد النبيل – صاحب الأخلاق العاليه والابتسامه الجميله ، كان لي منه موقف ما يزال هو تقديري له بأنه من أروع الشباب الذين رأيتهم في حياتي – لم أعرف ولم أسمع عنه إلا كل ما يوجب الثناء والدعاء له بكل خير ومحبه ،، وما رحيله للاغتراب بكل هدوء وصمت إلا أكبر دليل على وقار ونبل وأخلاق هذا المؤدب الذي كان من صلب ذلك الأديب.

القصيده غنيه بالمشاعر والقيم الفنيه والجماليه التي يقوم كل كل شاعر عربي معاصر خلد إسمه في صفحات التاريخ وفي مجال الأدب، لكنها في مقام هذا الولد الرائع والشاب الأروع قليله المعاني شحيحه الأفكار.

نتمنى لك يا صديقي مزيدا من الإبداع والتألق،  ونتمنى للشاب الخلوق رمزي مهيوب درب السلامه ومستقبل أفضل في عالم أفضل-    والأهم من ذلك ..أتمنى أن يكون هذا المنشور هو القصيده التي تنتظرها من عشرون عاما.

يعني ما عد بش ( سلام لك يا مهيوب…)..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى