بن لزرق يكتب عن| #إنسانية_الحرب
فتحي بن لزرق *
أجمل مافي 8 سنوات من الحرب في اليمن انها دفعتنا نحن الجنوبيين لاكتشاف اخوتنا في المحافظات الشمالية بشكل جذري وكامل.
أكتشاف ماكنا نتوقع له ان يحدث أبداً..
تمت الوحدة في 1990 واندلعت الحرب في 1994 ومنذ ذلك الحين اتحدنا نحن الجنوبيين مع الساسة من المحافظات الشمالية ،مع المتنفذين مع ناهبي الأراضي والمخطئين وما اكثرهم من أهل السياسية ولكن في الحقيقة كنّا ابعد مايكون عن الاتحاد مع الشعب هناك.
لم نعرف صاحب صنعاء عن قرب ولم يجمعنا بصاحب عمران موقف إنساني جميل ولم نصطدم مسبقاً بإجراءات تفتيش مهينة في مطار عربي ما مع صاحب الحديدة.
كانت وحدة سياسية وخلفها الف حاجز وحاجز .
8 سنوات من الحرب دفعتنا ظروف الهجرة والنزوح والاغتراب والتقارب والسفر والإقامة الى استكشاف اخوتنا في المحافظات الشمالية.
عام واخر من الحرب اكتشفنا فيها ان صاحب صنعاء ليس سيئاً ولا وحشياً وان صاحب مأرب صاحب واجب ونخوة وان صاحب إب شديد الكرم وان لتهامة وأهلها قلوب كالملائكة ..
اندلعت الحرب في اليمن فنزح الالاف من سكان محافظات شمالية الى محافظات جنوبية كثيرة وكنّا نظن ان قلوب الناس قد غيرتها السياسة لنكتشف ان (الجنوبيين) ارق أفئدة ،فتحوا بيوتهم ومدنهم لإخوتهم ولايزالون عاشت الناس وتعايشت رغم كل المنغصات والاخطاء هنا وهناك .
جنوبيون كثر زاروا صنعاء خلال السنوات الماضية ، يثلج صدرك فرحاً حجم الروايات عن مدى الحفاوة الصنعانية بهم ، في عدن الأسبوع الماضي كنت على ضفاف ساحل جولد مور لاكتشف انا وصديقي ان العائلات التي على يميني وشمالي من صنعاء.
(اليمني) بطبعه صاحب جوهر أصيل لولا نوائب الدهر
قد تكون الحرب أحدثت الكثير من الندوب والجراح لكنها ايضاً منحتنا فرصة استكشاف الناس من الداخل ، المواطن الذي لاحول له ولاقوة المواطن الذي صنعت السياسة بيننا وبينه سياجات كبيرة وحدود ومسافات ماكنا نظن ابداً انها تزاح او يذوب جليدها.
علمتنا ظروف الحرب ان العالم وفي حجم إساءته لليمن واضطهاد أهلها لايفرق بين صاحب حضرموت وحجة..!
بعد 8 سنوات من الحرب لو سألت جنوبيين كٌثر عن موقفهم من اخوتهم في المحافظات الشمالية لبادرك بإجابة إيجابية مغايرة عن نفس ذات الإجابة قبل 8 او 9 سنوات من اليوم ..
للحرب مساوئ كثيرة لكن علينا الاعتراف ان ثمة حسنة كبيرة وكبيرة جدا لها وهي انها اجبرتنا على إعادة اكتشاف إنسانية بعضنا وهو أكتشاف يمنحنا فرصة السير صوب المستقبل برؤية مغايرة..
14 مارس 2023
- من حائط الكاتب في فيسبوك