بسبب الحوثي.. بات الهاشمي يكتسب هويته من كونه محط رفض عام

مصطفى محمود

الراجح أنه لم يكن في مخيلة النخبة الهاشمية أنهم حينما أيدوا الحوثي بحرق البلد، رداً على مقاومة اليمنيين للمليشيا الحوثية، إنما بدؤوا بحرق الهاشمية نفسها.

إن الجماعة السلالية التي تسمح لنفسها بأن تدمر البلد الذي تعيش فيه.تخرج من تعريف جماعه انقلابية لتدخل في مفهوم الاحتلال أو الاستعمار، ليس فقط بمعنى استخدامها لوسائل الاستعمار نفسها، بل وبمعنى انعدام شعورها بالأنتماء إلى البلد الذي تعيش فيه.

بعد تسع سنوات من استباحة دماء اليمنيين وأملاكهم بصورة لا سابق لها، غادر السؤال السياسي في وعي اليمنيين موضوع مليشيا انقلابية.

لم يعد من الممكن مقاربة القضية اليمنية بمفهوم شرعيه وانقلاب، ذلك أن مليشيا الحوثي لم تعد مجرد “جماعه دينيه انقلابية” ينبغي الخلاص منها والانتقال إلى نظام ديموقراطي أو شبه ديموقراطي، بل أصبحت السلالة الهاشمية كلها اسم علم لما هو مرفوض.. بكلام آخر، لم تعد جماعة الحوثي مرفوضة لأنها جماعة انقلابية، بل لأنها هذه الجماعة سلالية عنصرية” أجرمت بحق اليمنيين أيما إجرام، صار رفض السلالة الهاشمية التي أوصلت اليمن واليمنيين إلى درك غير مسبوق من الدمار والإذلال والجوع والتشرد والهوان الوطني، أكبر من صفتها جماعه حوثيه انقلابيه ..

اصبحت السلاله الهاشمية هي المحروقة غو الهاشميون المرفوضون الذين لم يعد لهم محل مقبول في ذهن غالبية اليمنيين. وبات الفرد الهاشمي يكتسب هويته من كونه محط رفض عام.

الظلم الذي مارسه هاشميو عهد بيت حميد الدين على وحشيته وفظاعته، ليس كالظلم الذي يمارسه هاشميو عهد الحوثي منذ تسع سنوات، ولا تترتب عليه النتائج نفسها… لا يوجد في تاريخ اجرام هاشميو عهد الحوثي مثيل للصورة التاريخية. لقد أباحوا لأنفسهم التحرر من كل قيد في العنف والأجرام ، فقطعوا حبل الوصل مع المجتمع اليمني بلا رجعة، وتحولوا بالتالي إلى عرقية مرفوضه لا مكان لها في نفوس اليمنيين

لذلك لم يعد أمام اغلب الهاشميين اليوم سوى أن يستمروا كسلالة حرب.. وللخروج من حالتهم بوصفه سلالة حرب، يحتاج الهاشميون اليوم إلى تسوية سياسية واسعة “تقنع” الشارع اليمني بأنهم خرجوا من جلدهم السلالي ولم يعدو هم الهاشميون السابقون نفسهم الذين دمروا اليمن … الهاشميون بحاجة إلى تسوية سياسية واجتماعية تخرجهم من مساحة الرفض العام وتعيدهم إلى محلهم السابق قبل مجيئ الحوثي كسلاليين عنصرين عاديين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى