من الشارع| تعز المعافر في مصر والاندلس ( 6)
سميرة الفهيدي
على مدار التاريخ كانت تعز تضع بصماتها العلمية والفكرية في عدد من بقاع الارض كدليل على النهج العلمي والثقافي الذي يعتبر ابرز الصفات والسلوكيات التي تُميز تعز وقد ظهرت هذه الاهتمام كصفة ملازمه لكثير من الحكام الذين ينحدرون إلى اصول تعزيه، ويحكي التاريخ الاندلوسي ان محمد ابن عامر المعافري الذي ولد في مدينة تركش الاندلس عام938 م وتوفي 1002م وينحدر الى اصول تعزيه وتحديديدا الى معافر الحجريه كان صاحب هيبة وعلم واقتدار وقد وصفه ابن الأثر “انه شجاعا قوي النفس حسن التدبير يحب العلماء ويجالسهم ويناظرهم” و كان اديبا يقول الشعر ويتميز في النثر . وهو أعظم من حكم الأندلس ولم يهزم قط لذلك لقب بالمنصور.
ويسمى حي الشاطبي في مدينة الاسكندرية في مصر العربية بهذا الاسم نسبة الى العالم والقاضي الزاهد ابو عبدالله الشاطبي الذي ولد في في مدينة شاطبة في الاندلس عام (585ه) لاصول يمنية تعزية واسمه ابو عبدالله محمد المعافري وهو امام في الغة والادب، هاجر الى دمشق ومنها إلى الاسكندرية ليستقر به المقام. وقد أقام في رباط سوار” خارج باب البحر ” وكان أحد الأبنية التي شهدتها الإسكندرية في العصر المملوكي وأتسم بالطابع الديني.
كما يعتبر “عصر الدولة الرسولية” واحد من أزهى العصور اليمنية والتي تأسست في تعز وحكمت ( 626_858) وهي اطول الدول اليمنية عمراً وعاصمتها تعز، وقد اهتمت هذه الدولة ببناء المدارس والقلاع والحصون، واستطاعت خلالها تعز أن تتبوأ موقعها بين المدن العربية وقد أقرا الرسوليون الحرية الدينية والمذهبيه واهتموا بالعلم والتجارة، ووصلوا الى مكة فبنوا فيها المدارس وكسو الكعبة، ووصلت تجارتهم الى الصين، وكان لملوكهم مؤلفات في الطب والصناعة واللغة.