فريقان من اليمنيين يتحملا مسؤولية الحالة اليمنية السوداويّة الراهنة
مصطفى محمود
( الاولــ:) أولئك الذين يحاربون الاقيال بشكل مباشر
(الثـاني) الكيوتون الخجولون بانتمائهم لحراك الاقيال. لآن الفريقيين عرفوا أنّ (الهويه اليمنيه)هي الحل الأوحد لمشكلة تشظي وطنهم.. ولكن بسب انتماءاتهم الغير وطنيه (بأسماء تقدّمية أو دينية او علمانيه اولليبراليه أو القبلية اوالطائفية او المناطقية او الحزبية اتخذوا مسلكا مضادا عوضاً عن نتماءهم لحراك الاقيال الذي يمثل الانتماء المشترك لكل اليمنيين، ولهذا سيتحملون المسؤولية التاريخية عن كل ماجرى ويجري وستلعنهم الاجيال ويلعنهم اللاعنون..
1.. في السياق العام لتاريخ اليمن نجد أنّ “الكهنوت الحوثي يتعامل مع كل اليمنيين (شماليهم وجنوبيهم زيديهم وشافعيهم شرقيهم وغربيهم) كوحدة متكاملة ومتجانسة، في الوقت نفسه الذي يدفع فيه هذا “الكهنوت ” أبناء اليمن إلى التمزّق والتشرذم. فيتحقق له ذلك بسبب القابلية النفسية والاجتماعية والسياسية التي مهد ارضيتها تلكم الفريقين
2.. ان سلبيّات الواقع اليمني الراهن لا تتوقّف فقط على سوء الأوضاع اليمنية وعلى المخاطر الناجمة عن المطامع الحوثيه الايرانيه بل تنسحب أيضاً على كيفيّة رؤية اليمنيين أصحاب الأرض اليمنيه لأنفسهم ولهويّتهم ولأوضاعهم السياسية والاجتماعية.
ففي هذا الزمن الرديء الذي تمرّ به اليمن، تتناسل الهويات العابرة وتصل ببعض منتسبيها إلى حدّ محاربه حراك الاقيال والهويه اليمنيه دفاعا عن هويات فرعيه دخيله.. هولاء مخطئون لأنهم لا يميّزون بين هُوية الانتماء وبين ظروف الواقع، بين الهويه اليمنيه وبين المنافسة على السلطة بين الفكرة والممارسات. فهي مشكلة تعاملهم مع الانتماء لحراك الاقيال بمقدار ما ينظرون إليه آنيّاً وليس بمقدار ما هو قائم من عناصر توحّد في أمّتهم اليمنية.
3.. إنّ الانتماء للهويه اليمنية، ليس ثياباً يلبسها اليمنيون ويخلعونها حين يشاءون ، بل هو جلد جسمهم الذي لا يستطيعون تغييره مهما استخدموا من بدائل مصطنعة من اسلامية يمينية او يسارية او ليبرالية او علمانية الخ.. وسواء رضيوا بذلك أم لم يرضون، فتلك طبيعة قانون التطوّر الاجتماعي الإنساني الذي ينتقل بالناس من مراحل التفكك والتشرذم بسبب هوياتهم الفرعية الدخيلة الي مرحلة الهوية القومية الجامعة النابعة من منبع التاريخ اليمني.