الصباري تكتب| أسود المغرب للتاريخ

آزال الصباري

الوصول إلى هنا بطولة بحد ذاتها، والتغلب على أقوى الفرق تاريخ للكرة المغربية والعربية، قبل هذه البطولة وعلى مدار إحدى وعشرين بطولة من كان يصدق أن تصعد الكرة العربية هذا الصعود العظيم.

منذ أول انطلاقة لكأس العالم في 1930 يحلم العربي بالتأهل لكأس العالم، يتحقق الحلم ولكن ظل التقديم العربي متواضعها، في عام 1934 كان أول وصول عربي لكأس العالم وكان حينها منتخب مصر هو المنتخب العربي الوحيد المتأهّل، ثم انقطعت المشاركة العربيّة حتى عام 1970. ومنذ عام 1978 لم تنقطع المشاركة العربيّة في كأس العالم وشارك فريق عربي واحد على الأقل في كل دورة من النهائيات، في فعالية 2018 المقامة في روسيا تأهل أربع منتخبات عربيّة لأول مرة منذ انطلاق المسابقة، وتكرر هذا الإنجاز مرة أخرى في كأس العالم 2022 في قطر.

ظل تأهل المنتخبات العربية لكأس العالم مجرد أرقام تتساقط من دور المجموعات يصاحبه ضهور عربي خافت، باستنثاء بعض الوميض، في عام 86 أصبح المغرب أول منتخب عربي يتأهل للدور الثاني، ثم المنتخب الجزائري في 2014 وقدم الجزائريون عرضا كرويا مذهلا أمام ألمانيا المرشحة للقلب والفائز به، وخرج خروجا مشرفا، ولا أحد منا ينسى مباراة الجزائر مع المانيا التي انتهت ٢_١ بفوز شاق وصعب للألمان.

قد يقول قائل لماذا هذه الفرحة العربية العارمة، ويتجاهل أن المغرب اليوم يتجاوز المجموعات، ثم دور ال16, ثم دور الثمانية،ثم يصل إلى النصف النهائي، وهذا الصعود لم يكن صدفة كما كان يقول البعض،بل صعودا مستحقا،فقد تعادلت مع كرواتيا، ثم الفوز بلجيكا، ثم الفوز على كندا، ثم إقصاء أسبانيا من دور ال١٦،ثم إقصاء البرتغال من دور الثمانية، يا الله ماهذا الجمال!! وماهذه العظمة، لقد تجاوز المغرب أقوى فرق العالم وأبرز أبطال المستديرة ،إذن يحق للفرحة أن تكون عارمة،ويحق لها أن تكون متوقدة في كل بيت عربي وليس مغربي وحسب.

وقد يقول لماذا يجتمع العرب اليوم على تشجيع المغرب مهما كان ميولهم الكروي المسبق هذا، إنه باختصار انتماء عربي، فالعرب وإن كانوا أقطارا وأمصارا متفرقة، إلا أن هناك وحدة أخرى وحدة اللغة العربية والقومية والهوية ومقومات أخرى ، إنها وحدة الوطن العربي التي تتربع في قلوب العرب وإن تشتتوا، فالعربي يشجع يهتف لكل منتخب عربي كما يهتف الارجنتيني لمنتخبه والأسباني كذلك.

سؤال أخير يتبادر للذهن: لماذا هذا الالتفاف العربي حول منتخب المغرب، الأمر يرجع لسببين، الأول حنين العرب للحلم العربي، وأجزم أن العرب تتوحد تشجعيا توقا منها لمشاعر حلم الوحدة العربية الذي لم يكن سوى حلما،فيشعر العرب وهم يهتفون للمغرب بقوة عربية وإن لم تكن سوى مشاعر حبيسة الجوانح،،ثانيا شعور العرب بسخرية الكرة العالمية من الكرة العربية منذ عقود طويلة، فجاء أبطال المغرب حاملين فوق رؤوسهم هيبة كروية عربية كانت مفقودة، وبين أقدامهم يركلون الانكسار والشعور بالنقص الكروي العربي.

المغرب الليلة وصلوا لنصف النهائي وليس بمستحيل وصولوهم للكأس، وإن لم يحدث فيكفي العروبة هذا المجد العظيم، وحسب العرب استعادة هيبة الكرة العربية ويكفي المغاربة أنهم استعادوا وحدة عربية ومجد عربي ولو من باب المستديرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى