فقيد الأدب والجمهورية الحاضر بكل تفاصيل حياتنا الدكتور المقالح
عزالدين المريسي
وجع هز وجداني ، ألم اعتراني، فاجعة دمرت كياني ، فأي خبر أتاني !!. أحقا رحلت دكتورنا الغالي ، وذهبت من دنيانا ولم تتكرم أعيننا برؤيتك!
مات ضوء البلاد!
رحل جمهوريها العتيد!
رحل واضع لبنات الجمهورية ، وشاعر الكفاح والحرية !
رحل أديب العصر ، وشعلة الجمهورية ، وهو الذي لم يثنه شيء عن الاحتفال بميلاد الجمهورية الأخير رغم ما يمر به !
بقي شامخًا إلى آخر نفس ، عاشقا تراب هذا الوطن ، مصدر إلهام لأجيال متعاقبة!
وجعي كبير كوجع البلاد ، كحزن الشعراء ، كألم الأدباء !
لم يرحل مجرد شخص على هامش الحياة، إنما رحل شاعر ضارب في أعماق التاريخ.
الجمهورية اليوم تكابد الحزن ، تواجه الوجع بمرارة . كل أحرار اليمن يعتريهم الأسى ، تختلجهم مشاعر الحزن الذي يفتت القلب.
عبدالعزيز المقالح أسطورتنا الحاضر حتى اليوم روحا وجسدا ، الحاضر ما بعد الآن روحا ، المفارق لنا جسدا بعد عمر وهبه في خدمة الوطن مرورا بمراحل حياته المختلفة بدءا بمعاصرة الجمهورية مرورا بتمثيل اليمن في المحافل الدولية ، خدمته في مجال التدريس بجامعة صنعاء ، إلى أن أصبح رئيس جامعة صنعاء سابقا ، وكيف أن دكاترة جامعة صنعاء ممن درسنا على أيديهم وهم يتحدثون عن رئاسة البروفيسور المقالح وكيف خدم التعليم والجامعة بقراراته الجريئة التي أصبحت مثالا لمن يتولى المسؤولية بضمير حاضر لا يغيب ، لقد أتعبت من بعدك!
قبل ثلاثة أشهر كنت برفقة العزيزين يحيى الحمادي و عبدالرحمن الغابري في منزل الدكتور المقالح في مقيل اعتاد الحبيب الحمادي على حضوره كل أسبوع ليستعيد فيه روحه ويجدد فيه عزمه ، على مقربة من الملهم المقالح الذي أثمر في توهج كل شاعر ، وأخذ بيد كل مبدع ؛ ليستمر في عطائه ، دافعا بالنماذج المبدعة ليشعلوا ميلاد الوطن كلما أراد الرجعيين اخماده.
سعدت كثيرا وأنا في مكان وتحت سقف فيه المقالح ، وإنني لأجد نفسي الآن في غياهب الحزن مرمية!.
حزن كبير يخيم على الثقافة والأدب العربي برحيل أحد أعمدته!
ولكنه مصير محتوم على كل حي ؛ أن يرحل مهما أراد له الأحياء البقاء!
الرحيل موجع ، ولا نملك أمامه إلا التسليم بقضاء الله وقدره ، بالفناء والرحيل من هذه الدنيا إلى حياة أخرى، يفضي فيها كل إنسان إلى ما قدم!
رحمة الله تغشى الدكتور عبدالعزيز المقالح ، وعظم الله أجر الجميع ، لا حول ولا قوة إلا بالله!