اليمنيون إنشغلوا بالتفاصيل.. ونسوا أصل المشكلة الدولة المنهارة والكيان المحطم
مصطفى محمود
يوم بعد آخر يتسلل إلى الحياة السياسية في اليمن
نفس أمراض السياسة في لبنان الذي ينشغل الشعب والساسة والإعلام هناك منذ أكثر من ( 70 ) عاما كل يوم بالتفاصيل الهامشية وينسون ان لبنان دولة منهارة وليس فيها دولة وتحكمها عصابات الميليشيا الأيرانية.
في اليمن اخذت الأمور تجري يوما بعد يوم بنفس المنحى المريض والخطير في نسيان أصل المشكلة ، والتشتت في الإهتمام بالتفاصيل وترك أصل المأساة ان اليمن دولة منهاره ومجتمع منهار… صحيح ان رئيس الجمهوريه رشاد العليمي تمكن بقدر كبير من إيقاف تدهور الأنهيار خلال هذه الخمسة اشهر.. ومن ثمه سيبدأ خطوات عملية بناء دولة قادرة على تنظيم شؤون الناس وتطبيق القانون…
لكن ينبغي على النخبه بكافة فئاتها ان تتحمل مسؤوليتها الوطنيه والاخلاقيه من خلال تشكيل مقاومة فكريه واعلاميه لمواجهة هذه الظاهرة السياسية المرضية.. التفاصيل الهامشية وضخ الاكاذيب والأقاويل عن القيادة السياسية من داخل الصف الجمهوري. وكل يوم يدفعون بكمية اخبار كاذبه و تافهة عن مجلس القياده الرئاسي ويروجونها ويسوقونها. بطريقه احتلافيه منظمة
هذه الترهات ليست عفويه وإنما تحركها خبراء من الحرس الثوري الأيراني من داخل المطابخ الحوثية بصنعاء بهدف.. تبعد أهتمام اليمنيين عن إستعادة وطنهم ودولتهم من خلال إغراق الشعب بالأمور التفصيلية البسيطة وإبعاده عن القضايا الوطنية الكبرى !
بواسطة عملية إغراق الشعب اليمني بالتفاصيل .. يتم وأد أماله بقيادته السياسيه وقتل احلامه وطموحاته السياسية الوطنية، ويتعثر مشروع إستعادة الكيان اليمني المحطم وبناء الدولة الوطنية. فتصبح الحياة السياسية في اليمن من دون مشاريع وطنية قابله للإصلاح والبناء .. لو كان لدينا نخب سياسية وطنية حقيقة .. لقامت بدورها في توجيه الأنظار الى أصل المشكلة وهي إستعادة اليمن وبناء الدوله في المناطق المحرره ثم إستكمال تحرير اليمن من الإحتلال الإيراني بواسطة ميليشياتها الحوثية.