زياد البسارة يكتب | بإنتظار المهدي

زياد البسارة

للكاتب الايرلندي صمويل بكيت مسرحية عالمية مشهورة اسمها ” بإنتظار غودو” وهي عبارة عن ملهاة مأساوية من فصلين، تدور أحداثها حول شخصين ينتظران شخص ثالث يقال لة غودو ،وفي أثناء انتظارهما تحت شجرة حرداء ستكون هي المحطة الموعودة لغودو ينخرطان في مجموعة من الحوارات التي سينخرط فيها تباعا عددا من الشخصيات الهامشية المجوفة البلهاء التي تحاول أن تتحدث عن مفاهيم ورموز ما كانت يوما ضمن دائرة اهتماماتهم الفكرية التي يغلب عليها الجهل والغباء غير أن التعصب لفكرة مجهولة عادة ما تكون هي ثمن الثرثرة الغير مجدية غير ما يمكن أن نسمية لغرض ” تضييع الوقت” لا سيما وأن غودو لم ولن يأتي..

ما يفعلة اتباع المتعصبين لفكرة عودة المهدي المنتظر لا يختلف كثيرا عن فعتلة تلك الشخصيتين الرئيسيين في مسرحية بإنتظار غودو حينما قررا أن يتسليا بانظمام ركب من العاطلين والبائسين حولهم، مع فارق أن هذة المسرحية حملت اهداف وأبعاد رمزية وجودية، لكن هذة المسرحية التراجيدية التي بين أيدينا اليوم هي ذروة الملهاة والمأساة في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

١٤٠٠ عام وما زال يطل علينا بين الحين والآخر رجل يزعم أنة المهدي المنتظر الذي بشر بة على حد زعم “كتب التراث والسنة” النبي ص على انة سيخرج في اخر الزمان ليملأ الأرض عدلا وخير بحيث تفيض الأرض لبنا وعسلا بعد سلسلة طويلة من الفتن والاضطرابات والحروب التي ” يجب” أن تسبق على حد قولهم خروج هذة الرجل المهدي على اختلاف المكان ما بين خروجة من السرداب بالنسبة للشيعة وبين ظهورة على رأس كل مئة عام ليجدد للامة دينها وشبابها..

١٤٠٠ عاما والعرب والمسلمين يترقبون ظهور المهدي المنتظر وإن كنا لا نعلم بالضبط أن كان سيخرج راكبا على ظهر دابة أو جمل كما تصف هذا المشهد كتب التراث ام انة سيتواكب خروجة مع العصر بحيث يخرج متربعا على دبابة عسكرية أو طائرة نفاثة؟؟
ما لم يصل العرب والمسلمين الى قطيعة مع هذا الهراء الذي هيئت بموجبة مثل هذة النصوص الغريبة المنطقة العربية كمسرحا تاريخي مفتوح لخلق حروب وصراعات وفتن بين المسلمين لن يكتب للإسلام فرصة الحضور التاريخي أمام الشعوب والأمم والأقوام التي تراة دين يحتضر على يد حملتة المتنازعين على من يدير علامات الساعة إلى الأمام قليلا بحيث يتولى مهمة قبض روح الإسلام ثم يولد بعدة إسلام جديد على يد المهدي المزعوم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى