خناجر سامة في خاصرة وطن المؤتمر الشعبي العام

المهندس/ حسين بن سعد العبيدي

يحاول المؤتمرين منذوا بداية الصراع، ان يلملموا شتات المؤتمر بمنهج الزعيم الراحل الشهيد علي عبدالله صالح، إلا ان هناك خناجر سامة وأشواك تطعن وتمسك بخاصرتنا وتدفعنا الى ساحة الفراغ، ويريدون أن نبقى نلعب خارج الميدان ، فيتفرغون لتهميش الأغلبية المخلصة للمؤتمر الشعبي العام وطمس معالمه الحقيقية من الساحة الوطنية التي كان للمؤتمر الشعبي العام السبق الأول في خلق الحالة الديمقراطية الفريدة في منطقة شبه الجزيرة العربية ومن قاد اهم واعظم التحولات الوطنية والمتمثلة بالوحدة اليمنية.

ولذلك فإننا لا زلنا نحتضن هؤلاء المؤتمرين الشرفاء ، ونحميهم من هولاء المرتزقة الذين وجدوا في هذه المرحلة بيئة موبوءة ، لتحويل ساحة المؤتمر الشعبي العام إلى مستنقع لاغراق شباب وكوادر المؤتمر في هذا المستنقع ، وهذا ما حذر منه سعادة السفير والدبلوماسي المحنك والقائد العسكري الشجاع العميد احمد علي عبدالله صالح في خطابه الأخير من محاولات تشتيت المؤتمر من الداخل وبأسماء مؤتمرية ، مؤكدا ان المؤتمر لا تهزه العواصف وثابت وراسخ في اليمن كما ان موطنه يمني أصيل ولا يحمل المؤتمر اي أجندات اقليمية او دولية، كما يحاول البعض التسلق على تاريخ ونضالات المؤتمر الشعبي العام بإسم المقاومة أو استعادة الدولة وتحرير اليمن.

منذ ان قام المؤتمر الشعبي العام بقيادة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح بتسليم السلطه في 22 فبراير 2012م ، حسب المبادرة الخليجية التي تبناها وصاغها المؤتمر للحفاظ على اليمن من الانزلاق في آتون حرب يمنية يمنية ، وتجنبًا لاراقة الدم اليمني ، وإدراكًا من قيادة المؤتمر في تلك المرحلة ان احزاب المعارضه بقيادة اللقاء المشترك يتابطون شراً لليمن وغير مدركين لعواقب حماقتهم في النزول للشارع وتبني ودعم الفوضى باليمن من أطراف دولية واقليمية حاقدة على اليمن ، ولها أطماع جيوسياسية واقتصادية، ولا تريد لليمن بهذه الجغرافيا الكبيرة والموقع الاستراتيجي الذي يتميز به ان يستقر، وتسعى عبر هذه القوى لتمزيق وتفتيت اليمن، وخلق صراعات طائفيه ومناطقيه تهدد النسيج المجتمعي والقبلي لليمن على المدى البعيد والقصير.

الا ان قيادة المؤتمر وبعد تسليمها للسلطة فوجئت بإن قيادة الشرعية تشن حرباً ضد المؤتمر الشعبي العام ، فقد كرست قيادة الشرعية وبعد استيلاء اقطاب الاسلام السياسي على قيادة الشرعية من استهدافها واقصائها لكل كوادر وقيادات المؤتمر الشعبي العام من الجهاز الاداري والمالي للدولة، بل وصل بهم الحقد الي المضي في هيكلة وتمزيق الجيش اليمني الذي كان يعد من اقوى الجيوش العربية الحديثه، وانشغلت قيادة الشرعية منذوا استلامها للسلطة بمحاربة المؤتمر وكوادره وقياداته، حتى أصبحت لديهم “فوبيا” من المؤتمر الشعبي العام إبتداء من عهد الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور الذي حاول الاستيلاء على قيادة المؤتمر ، ومصادرة املاكه ومقراته وقنواته الإعلامية ، والحجر على أموال المؤتمر الشعبي العام وتجميدها في البنوك والاستيلاء عليها ، حتى وصل بهم الحد إلى محاولات السطو على جامع الصالح وقناة اليمن اليوم ، ولكن بات محاولاتهم بالفشل، وتم فرض عقوبات دوليه على رئيس المؤتمر الزعيم صالح ونجله أحمد ، حتى وصل بهم الحد الى انهم سلموا اليمن لذراع إيران في اليمن المتمثله بجماعة الحوثي باتفاق السلم والشراكة ، وهم منشغلون بحربهم وحقدهم على قيادة وتنظيم المؤتمر الشعبي العام.

من المؤسف ان قيادات مجلس القيادة الرئاسي الجديدة اليوم وبدلًا من ان تتحمل مسؤلياتها في تحرير اليمن واستعادة دولته وسيادته واستقراره وحل مشاكل الشعب الاقتصادية والامنية ، وتوفير ما يحتاجه الشعب من غذاء ودواء ، تحاول اليوم السطو على قيادة المؤتمر الشعبي العام من خلال تشكيل قيادة مؤقته للمؤتمر في الخارج ليس لها أي صفه تنظيمية وفي مخالفة صارخة للنظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام، ان هذه القيادات التي تحاول القيام بهذه المهمه الرخيصة في تمزيق المؤتمر ستفشل كما فشلت القيادات التي حاولت النيل من أكبر تنظيم سياسي يمني وسطي معتدل لإن وقواعد المؤتمر يعرفون من هو مع المؤتمر ومن يعمل ضده وهم من يقررون من يقودهم ، وفشل هذه القيادات التي تحاول الان تمزيق المؤتمر هو انعكاس للحالة النفسية التي تجترها هذه القيادات التي انغمست في العمالة ضد اليمن ارضاً وإنساناً، وتحاول ان تبقى في الواجهة السياسية ، وإعادة انتاج نفسها مرة اخرى بعد ان فشلت في ادارة الدولة، وفي قيادة الشرعية حسب ما يخطط ويدفع لها المال من قبل قوى اقليمية ودولية ، هي نفسها التي حرفت مسار نقل السلطة وافشلت المبادرة الخليجية.

وهؤلاء يقومون بشكل آو باخر لتسميم النهج المؤتمري المسالم ، وتشتيت قدراته وصموده المشهود وتاريخه العنيد الذي خطه بالدم في صفحه من صفحات التاريخ الشهيد علي عبدالله صالح ، والامين العام عارف الزوكا ، اللذان سطرى أروع الأمثلة في من الشجاعة والإقدام والفداء في الحفاظ على المبادئ والقيم الوطنية والجمهورية ومنهاج المؤتمر ، وسيسجل ذلك لهم في سفر التاريخ الخالد.

ومن هذا المنطلق فنحن نكرر دعوتنا لكوادر المؤتمر، وخصوصًا الشباب وبالأخص شباب القبائل والشخصيات الاجتماعية وأبناء ومنتسبي القوات المسلحة البطلة، بفك الارتباط مع هذه التكتلات المشبوهة والتي ظاهرها مؤتمري وباطنها هدم الكيان المؤتمري من الداخل واجتثاثه من المشهد السياسي والوطني ، وهؤلاء الأفراد يواصلون فقط حفر الخنادق لإسقاط المؤتمر في تلك الخنادق، فالحذر ثم الحذر من هؤلاء المتربصون بأجندات ومؤامرات لهدم المؤتمر على يد ابناءه بقصد او بدون قصد.

وعلى شباب المؤتمر الشعبي العام ورجال القبائل احتضان المؤتمر والتمسك بمبادئ و بوثيقة الميثاق الوطني الدليل النظري للمؤتمر الشعبي العام ، والذي صنع بأيادي يمنية خالصة ومن مفكري المؤتمر الشعبي العام وكل التيارات الوطنية والسياسية والادباء والمفكرين على مستوى الساحة اليمنية ، ولم ولن يكون المؤتمر الشعبي العام من صنع الخارج او يحمل أجندات إقليمية أو دولية كما يحاول البعض اليوم حرف مسار وقطار المؤتمر.

كما ندعوا كل المؤتمرين وكل محبي الوطن اليمني بعدم اليأس أو القنوط ، لأن اليمن بحاجة لعملية إنقاذ وهو الذي سيتحقق لليمن بدون هولاء الملوثين ، وسيكون سبيلنا لقذف هولاء المنتفعين والطفيليين بإسم الوطنية الى مزابل التاريخ ، وسيتهياء للمخلصين بناءً المؤتمر الشعبي العام بروحه الديمقراطية المتسامحة ، وقدرته وإمكانيته على تجديد روح الوطن اليمني الجريح والمكلوم.

ونحمد الله انه لا يزال المؤتمريون بعيدين عن تأثيرات هذه الطغمة الخبيثة ، ويعرفون خطورتها ورغباتها في تفكيك قدرات المؤتمر ، واستهدافها لكوادره وشبابه ، فنحن في المؤتمر الشعبي العام بعيدين عن تأثيرات تلك الطغمة المتلبسة بعبايه سوداء ، وتطلق على نفسها الوطنية السياسية والتحرر ، وهم ليسوا سواء خنجر في خاصرة الوطن ، واهدافهم هو تفكيك المؤتمر من عراه ، كما يحملون مخطط تامري خارجي لتفتيت المؤتمر وتسهيل على وضع اليمن الكبير أرضًا وإنساناً.

ونحن كمؤتمريون لا نتحرج في الوقت الحاضر من مد أيدينا المسالمة الى التكتلات السياسية الوطنية والشريفه ، والتي تستوعب حاليًا ما يدور من تأمر إقليميًا ودوليًا على اليمن ووحدته، وأهمية تظافر كل القدرات السياسية والحزبية والمجتمعية لاستعادة ثقة المجتمع اليمني الواسع من أبناء الوطن ، وبقدرة اليمنيين من الخروج من هذا النفق المظلم.

من المؤسف ان إتلاف وتخالف قوى 2011 والتي حاربت المؤتمر الشعبي العام، وعملت على اسقاط ذلك الكيان المدني والمسالم وعملت على إقصاء أعضاءه وكوادره، خوفًا من بقاء المؤتمر في الساحة ، أو عودته للسلطة، ولكننا ومع الأسف وبفعل عوامل خارجية تريد ان تعطي لتلك النتوءات التي تخرج من عباءة المؤتمر مساحة في الواقع السياسي بإسم المقاومة او قيادة جديدة للمؤتمر وتتقاسم معها السلطة، وتعطيها كامل الحرية لممارسة نشاطها السياسي ولا زالت تمنع وتحارب المؤتمر الشعبي العام الحقيقي والوطني ، فعلى تلك القوى الحذر من القوى الاخرى التي تستخدم اسم المؤتمر ، وهي تحمل أجنده خارجية وهي ايضآ تعمل على تشتيت واجتثاث المؤتمر من الداخل ويضع نفسه كبديل عن المؤتمر. ونحذر هذه القوى من انها ستكتوي بنيران هذه القوى المتلبسة بإسم المؤتمر.

وفي الختام ، فان ايدينا مفتوحة وقلوبنا صافية ونحن نراقب كل تحرك مشبوهة، يسيء الى المؤتمر ، وسنعمل على دفنه حتى تموت المؤامرة في مهدها، ونقبره بخنجره السام.

*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.

23 أكتوبر 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى