الميليشيات الحوثية.. الإبقاء على خيار الحرب ((الحلقة الأولى)
سعيد الجعفري
رفضت الميليشيات الحوثية تمديد الهدنة بموجب مقترحات من المبعوث الأممي، تتضمن صرف رواتب الموظفين.. توسيع مجال رحلات الطيران من وإلى صنعاء .. واستمرار تدفق النفط عبر ميناء الحديدة دون قيود .. كل ذالك مقابل فتح طرق محددة في تعز ومدن أخرى .
وهي بذالك تختار مرة أخرى العودة للمربع الأول ، في استمرار الحرب،وتثبت مجددا أن السلام يحتاج الى شريك حقيقي جاهز للإنخراط فيه .. وأن الميليشيات لا يمكن أن تكون طرف في عملية سلام حقيقي .. ولا يمكن ايضا أن تكون اداة لتمكين الموظفين من تسلم رواتبهم. وهي من أعاقت في السابق كل الجهود في هذا الشأن . سرقت الرواتب من البنك المركزي بصنعاء بما فيها رواتب المتقاعدين .. ثم رفضت التوريد للبنك المركزي بعد أن تم نقله للعاصمة المؤقتة عدن . بناءا على حجم الكارثة الناجمة عن استمرار بقاء البنك تحت تصرف ميليشيات . وصار جميع موظفي الدولة محرومين من استلام رواتبهم .
ثم تمادت ونقضت الاتفاق بشأن الحساب الخاص برواتب الموظفين. وقامت بسحب المبالغ الموردة اليه لصالح المجهود الحربي.
كما أجبرت الحكومة ،من التوقف عن ارسال رواتب الموظفين في عدد من الوزارات ، في مناطق سيطرة الحوثيين. بعد ان منعت الميليشيات الحوثية التداول بالعملة الجديدة ، التي اصدرتها الحكومة الشرعية.
لقد اغلقت الميليشيات الحوثية ، جميع الأبواب أمام فرص السلام الحقيقة، وكل الجهود المحلية والمبادرات العربية والإقليمية والدولية في هذا الشأن.
وكان من الواضح أن صرف رواتب الموظفين مجرد شعار للاستهلاك المحلي. استخدمته الميليشيات الحوثية .. والحقيقة انها تصر على الإستمرار في حصار تعز ، وترفض التعاطي مع اي مبادرات قد تسمح بدخول الغذاء والدواء ، للمدينة التي تتمسك بحصارها للعام الثامن . من قبل ميليشيات ، لم تكن يوما مع اي مشروع يدعو للحياة .لانها لا تجيد سوى انتاج مشاريع الموت ، والاستثمار بمعاناة الناس ، والإبقاء على خيار الحرب ، الذي تستمد منه مشروعية بقاءها . لأن السلام ينتج دولة وفي وجود الدولة لا مكان للميليشيات وهذا ما تدركه جيدا.