ألف عام من العناء
عبدالمجيد السامعي
ثورة الـ 26 من سبتمبر بمثابة الفجر الذي أضاء ربوع اليمن..
“يوماً من الدهَــرِ لم تصنع اشعتــهُ… شـمس الضُـحى بل صنعناه بأيدينا.
هذا هو سبتمبر العظيم ،استغلوه وارضعوا أطفالكم من خلالة ثقافة الحرية وما ذا يعني سبتمبر للشعب اليمني؟ حدثوا اطفالكم عن جرائم الامامة والكهانة حدثوهم عن السجون والمعتقلات،حدثوهم عن ساحات الاعدام في تعزوصنعاء وتهامة، حدثوهم عن سجن نافع وكم استقبل من احرار اليمن ،حدثوهم عن ساحة حورة في حجة وكم سقط عليها من العلماء والادباء الاعلام ،وضحوا لهم أن الغالبية الساحقة من أبناء اليمن لم تكن تعرف من هو محمد ابن الوزير ، أو محمد ابن اسماعيل الأمير ، ومن هو الشوكاني والمقبلي والجلال . ومن هو ابو الحسن الهمداني . ومن هو نشوان الحميري ! ولم تكن تعرف الكثير عن شؤون دينها إلا بعد ثورة سبتمبر ، بينوالاولادكم كيف كان الرجل يبحث بصعوبة عن من يكتب له جوابا أو يقرأ له رسالة .
ونحن إذنتذكر مرارة عناء الاباء،نترحم على الذين انتفضوا في وجه الكهنوت الإمامي البغيض ومزقوا الهالة الزائفة التي أحاط بها نفسه وكشفوا أباطيله وخزعبلاته وقادوا مسيرة التحرير والحرية والانعتاق من ربقة الظلم والاستعباد التي جثمت على صدور اليمنيين ردحاً من الزمن وفرضت عليهم العزلة عن العالم وأبقتهم قرونا رهن ثالوث التخلف: الجهل والفقر والمرض.
لقد كانت ثورة ضد الطغيان والظلم،اشعل شرارتها الأولى، علماء ، ومصلحون ورجالات الفكر والضباط الأحرار فأنجزوا الثورة وأرسوا مداميك الجمهورية حتى استقام عودها وقويت شوكتها رغم كل التحديات، قبل أن تتخطفها أيادي البغاة وتطل الإمامة بوجهها الكالح مجدداً غداة الانقلاب المشؤوم في الحادي والعشرين من سبتمبر لعام ألفين وأربعة عشر .
ولقد تعاظم اليوم في نفوسنا جميعاً أهمية هذه الثورة المجيدة وتمسكنا بها لإدراكنا العميق بقيمها ونُبل مقاصدها ونحن نشاهد كل يوم أفاعيل الإمامة بنسختها الحوثية الانقلابية الإيرانية وجرائمها اليومية وطغيانها الغاشم وعدائها الدفين للشعب اليمني وتعمد إذلاله وقمعه واستخفافه والتنكيل به ومصادرة مكتسباته وحقوقه وحرياته المدنية والسياسية وتجريف هويته والإساءة لكل ما هو جميل وعزيز لديه.
وبات يقيننا بالله أولاً ثم بوعي جماهير الشعب اليمني العظيم ونضالات أحرار اليمن في كل ربوع البلاد وتضحياتهم الجسيمة طوال ثمان سنوات من الانقلاب وعودة الإمامة بنسختها الحوثية أن ثورة 26 سبتمبر ستظل حاضرة بقيمهاواهدافها في وجدان كل يمني.
لذلك إشرحوا لاولادكم خطورة المدالصفوي الذي تواجدلالف عام في اليمن وأن من انحرف على مبادئ سبتمبر ليس حجة على سبتمبر وإنما سبتمبر حجة عليه،اخبروهم أنه لو لم يكن 26 سبتمبر ما كان هناك 14 اكتوبر ولا 22 مايو ،فيجب علينا الحافظ على مكتسبات الاباء والاجداد.
26 سبتمبر عيد ميلاد لكل اليمنيين الأحرار بل ولليمن ولا شيئ يغيض السلاليين مثل هذه الذكرى لأنها تذكرهم بسقوط حكمهم الذي استمر الف عام.