الإصلاح والدولة
رداد عباد
يتبنى حزب الإصلاح خطاب الدولة، لكن الدولة التي على مقاس الجماعة ومصالحها.
الجماعة التي تساير ما فرضه الواقع والعصر، و في ظنها أن تلك المسايرة مؤقتة؛ فتتبنى خطاب الدولة، بل أكثر من ذلك تتبنى خطاب الدولة المدنية، فيما أدبياتها تقوم على الشورى لا الديمقراطية، وتهدف لـ إعادة الخلافة الإسلامية وتنتظر الفرصة المناسبة لتطبيق هذه الأدبيات الرجعية.
هذه جماعة لا تؤمن حقيقةً بمضامين الدولة بشكل عام، ولا بما تضفيه الخصوصية اليمنية وطبيعة المرحلة تحديداً للدولة واستعادة الدولة وبناء الدولة من ركائز أساسية لا يمكن قيام الدولة بدونها، ولو في حدّها الأدنى؛ خصوصاً في المراحل الإنتقالية وفترات الصراعات كالشراكة مثلاً ..
من البداية ونحن نحذر من تمكين هذه الجماعة طالما أنها لا تؤمن بالدولة إلا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها ويقويها؛ لأنها عندما تصبح قوية من السهل أن تتمرد عندما تتناقض مصالحها مع الدولة، حينها وقد أصبحت قوية فسيكون تمردها بمثابة انقلاب آخر على الدولة، مهما تستر بالشعارات واحتج بالتضحيات في مواجهة الحوثي، ولجأ إلى ماكينة إعلامية ضخمة تملكها الجماعة ومموليها لتبييض صورته وتوزيع التُهم والتصنيفات الغير وطنية الجاهزة لكل من يحاول تشجيع الجماعة على القبول بالآخر والإمتثال للتغيير والسير في طريق استعادة الدولة بأقل التكاليف الممكنة.
ترون كيف أن هذه الجماعة تتعامل مع المواقع العامة في الدولة وكأنها ملك خاص نالتها بالتضحية كما تدّعي ولا يجوز أن تنقل منها، وكأنها الجماعة الوحيدة من بذلت تضحية والآخرون لم يضحّوا بشيء، هذا إذا كانت قد ضحّت بالقدر الكافي الذي يملّكها الجرأة لتبدي ولو امتعاضاً من أي قرارات تغيير تطالها، ناهيكم عن الرفض الصريح والإستعداد للمواجهة المسلحة.
منذ 94 وما بعدها تعودت الجماعة – وليست في ذلك وحدها- القفز على التوافقات والشراكات، والإستحواذ على الدولة وتقزيمها، بعيداً عن الأحلام العريضة والتضحيات الجسيمة والإمكانيات المتوفرة التي لا تحتاج أكثر من الترتيب والترشيد بدرجة رئيسية.