حنين واشتياق

عبدالمجيد السامعي

بسبب الحرب هاجر عشرات آلاف من الشباب إلى دول أوربا باحثين عن الاستقرار والأمن الإجتماعي’ لكن البيئة المحيطة بهم في بلد الإغتراب أجبرتهم لتغيير ثقافتهم ومعتقداتهم ‘ومثال ذلك علي البخيتي والغفوري وغيرهم كثير,فالغربة ليست فقط هجرة وبُعد وحرمان من العيش فى وطن.. الغربة أيضاً أن تعيش غريباً فى وطن لا تشعر بالانتماء إليه، لا يحزنك همه ولا يفرحك إنجازه.. الغربة في وطن شماتة في مصائب وفرحة فى مآس.. الغربة في وطن أسوأ آلاف المرات من الغربة خارجه.. فإن كانت الغربة خارج حدوده يصاحبها مشاعر الحنين والاشتياق، فإن الغربة داخله لا يرافقها إلا تبلد الإحساس وانعدامه بشكل نهائي.

تغنينا حين كنا صغاراً بالنشيد الوطني في صباح كل يوم ووجوهنا متوجهة صوب العلم.. كررنا النشيد في كل يوم وفي كل شهر وفي كل عام دون أن ندرك معناه.. اعتدنا قراءة مادة التربية الوطنية قبل الامتحان فقط بساعات لأنها ليست ضمن المواد الأساسية المؤثرة في المجموع.. كنا نردد كلمات وسطور مواد التاريخ والجغرافيا للحصول على الدرجات وليس لكونها تاريخ وجغرافيا وطننا.. كنا صغاراً ولم ندرك معنى وطن لأننا اعتدنا العيش في سلام في هدوء في طفولة.. الطفولة التي شابت اليوم بلون الدم وأصوت المدافع.!

ما الذي جعلنا نعيش عجزا حادا فى الأخلاق و القيم الإنسانية رغم اننا لا نعاني نقص فى التدين فالجامعات كثيرة والمساجد بالآلاف و المتدينين بالملايين؟

كان المسجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم له ثلاثة أبعاد :

اولا : بُعد ديني (مكان للعبادة)تقام فيه الصلوات
ثانيا: بُعد تربوي بعتباره ( مدرسة علمية تؤهل الدعاة والفاتحين).

ثالتا: بُعد سياسي(برلمان)كان كل مواطن عضواً فيه يقدم فيه المسلم فكره بمايحقق المصالح العامة والخاصه.

أصبح المسجد الآن قصراً فخماً ولكن بدون أبعاد ..!!

ذكر الدكتور/مروان الغفوري في كتاباته الاخيرة مستندا الى بعض كتب التاريخ أن الخليفة علي بن ابي طالب لم يحاكم قتلة عثمان ابن عفان, بل اعطاهم مناصب ونفوذ و حشد معهم جيش عرمرم وتوجه به صوب العراق ثم الى الشام ماتسبب بمعارك طاحنة بين المسلمين,وفي تصوري اقول:لايحق للكاتب والناقد الدكتور/ مروان الغفوري إثارة الخلاف الذي حدث بين صحابة رسول البشرية محمد عليه الصلاة والسلام، لانه في الغالب يفتقر الى تحصيل العلم الشرعي ومايسمى بعلوم الالة’غير مختص بفقه السيرة وفهم الأدلة العقلية والنقلية والأحكام المطلقة والمقيده وعلوم اللغة والتفسير والتزكية ومايتعلق بفقه الازمات والتحولات.

-علم فقه التحولات كماشرحه الداعية الاسلامي الدكتور/ ابوبكرالعدني رئيس الجامعة الوسطية في بعض مؤلفاته’ انه علم مختص بفهم الدين والتأريخ وربط متطلبات المراحل الزمانية المرتبطة بفتن آخر الزمان ومايترتب عليهامن انتكاسات’وهوعلم مقتبس من النقض المقرر في حديث (لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة؛ كلما نقضت عروة تمسك الناس بالتي تليها أولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة).

-النواقض والنقائض في اصطلاح فقه التحولات إسم لكل موقف ضدي يصدر من فرد أو جماعة يخالف الثوابت والعمل الشرعي السائد وياتي بضده بدليل مناقض او فهم معارض, فهو ياتي بمعنى الضدية والنزاع على صفه الصراع الفكري في العقائد والعبادات والعادات بما يزعزع ثوابث شرعية سائدة بنقضها المسيس من خلال التركيز على الثقافة والاعلام والاقتصاد لغرض نشرالتفرقة والعداوات داخل المجتمع الواحدوصولا الى تماهي القيم الاسلامية امام الثقافات الغازيه.

هناك عينات من الناس لاينفع معهم طرح الأدلة والبراهين المنطقية، ماينفع معاهم الا الخرافات والأساطير.

وكما قال الفيلسوف شوبنهاور يوجد بالكاد بين كل مائه شخص، شخص واحد يستحق أن نتجادل معه اما بالنسبه للبقيه فمن حقهم أن يهذوا ويهلوسوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى