هل يستطيع كل البشر تجاوز الفقر؟

آزال الصباري *

هل يستطيع كل البشر تجاوز الفقر والخروج من دائرة بؤسه؟ بالطبع لا، نسبه قليلة من تتجاوز الفقر، وتقفز قفزة عالية وتتظم بعدها لطبقة المرفهين، وهذه القلة القليلة قد تفيد المجتمع بصورة أو بأخرى، وبذلك فقد تجاوزت الفقر،وأصبح بالنسبة لها ماضيا،أو محطة عبور، لكن أين يذهب بقية الفقراء؟ هل يتحللون ويتحولون إلى لا شيء، أم أنهم يشكلون نسبة غالبة في المجتمع، يؤثرون ويتأثرون، ويرسمون بفئاتهم الثلاث-أطفال،شباب كبار السن- جزء كبير من الهرم السكاني في أي مجتمع، نعم إنهم يشكلون غالبية المجتمع.

إذا هم من أركان الأساس، وهم لبنة من لبن بناء المجتمع، يتعرضون لبؤس ومعناة الفقر، يصاب بعضهم بالجنون، أو يقرر الجنون بنفسه، أؤلئك هم المثاليون،نعم المجنون وحده من يصل للمثالية المطلقة في الحياة، لأنه يترك كل شيء في الحياة لنا كي نقتتل ونسمم بعضنا ثم، سنذهب كلنا في نهاية الأمر إلى التراب لنشارك تسميد ذراته، نهاية طبيعية،تسخر من كل هذا العراك والبطش والظلم.

لنترك المجانين في مثاليتهم، فلم يعد لهم ذلك التأثير الفعلي على البقية، سنعود لنراقب الفقر من بعيد، تخيل معي أنك فوق قمة جبل، أو على بساط سندباد،أو فوق مكنسة سحرية، الأداة ليست مهمة، هي في الأخير محظ خيال، بأمكانك أن تظل كما أنت، فقط تخيل وراقب طريق الفقر.

ألا تلاحظ كم هو الفقر شاق، كم هو الفقر قبيح،إنه مرعب،ومأساوي،تعبده المستنقعات،و تحيطه الخنادق من كل الجهات ، حسنا انظر إلى جانبي طريق الفقر، لاتتعب نفسك وتبحث عن النهاية، طريق الفقر لا نهاية له، ماذا رأيت في، جانبي الطريق؟ سأتحدث نيابة عنك، وألخص لك المشهد.

طريق الفقر ينتج للحياة نوعين من البشر، النوعان كلاهما بشر تبدو عليهم ندوب الفقر واضحة، ومتشابههة نوعا ما، وتستطيع مشاهدتها بكل الحواس، لكنهما مختلفان تماما فالنوع الأول، فيلسوف، مكافح، ومُلهِم، مسلح بالقيم يحمل حقيبة من الخبرات وقلبا من الأحاسيس والمشاعر،إنه مجموعة إنسان.
أما النوع الثاني فيخرج من خنادق ومستنقعات الفقر جاهلا، تائها، ومنحرفا، يحمل حقيبة من المتفجرات، وبين ضلوعه يربض وحش مفترس، يؤذي بكل الطرق المتاحة للأذية، يحلل كل ما حرمته الأديان والفطرة والإنسانية، يهدم حياة غيره، وقد يسرقها بطريقة خفيه ليبني حياته طوبةً،طوبةً، إنه مخيف حقا ، إنه مجموعة من الشر.

لاشك أن جميعنا يفضل النوع الأول، تلك الفطرة السليمة، والرغبة السوية، لكن هل ننجح جميعنا في مواجهة الفقر والحفاظ على فطرة إنسايتنا؟
الإجابة: لا، ليس جميعنا، فذلك أمر غير معقول.
السؤال لك الآن، كيف يمكن لك أن تكون مجموعة إنسان وأنت تسير في طريق طويل من الفقر؟

للحديث بقية……

  • كاتبة وأديبة من اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى