حينما يعتكف القلب
عبدالمجيد السامعي
مشروعية الإعتكاف في المساجد في العشر الأوآخر من رمضان او غيرها هو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،فقد ثبت انه كان يعتكف العشر الأوآخر وفي العام الذي توفي فيه اعتكف عشرين يوم ، والإعتكاف هو حبس النفس عن الشهوات والملذات والزامها مكان واحد بنية الانفراد بالله والخلوة معه والتفرغ للعبادة رجاء المغفرة والقبولية عندالله،وصلاح الحال في الدنيا والآخرة.
ادلة الاعتكاف من الكتاب والسنه في قوله تعالى: (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (ولاتباشروا هن وانتم عاكفون في المساجد). وأما الادلة من السنة فالأحاديث كثيرة: منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده، وأما الإجماع، فنقل عن غير واحد من العلماء الإجماع على مشروعية الإعتكاف كالنووي وابن قدامة وغيرهم.
ويمكن القول أن الإ عتكاف على قسمين،إعتكاف حسي وهوبقاء جسم المعتكف في المسجد بنية الخلوة مع الله والتفرغ للعبادة وضبط الجوارح وفق منهج الله، والنوع الثاني هو إعتكاف قلبي وروحي وعقلي، وتفريغها لإستمطار نفحات الله، وهو اخراج ماسوى الله من القلوب وإدخال عظمة الله الى القلوب،بحيث نغير وجهة قلوبنا من المخلوق الى الخالق، ومن اطماع الدنيا وشهواتها الى الآخرة وما اعد الله لعباده ، ونستمد العون منه وحده، ونستمدالعافية منه، ونستمد الارزاق والشفاء منه وحده لا شريك له.
الامريتطلب منا إخلاص العبادات لله جل في علاه( الا لله الدين الخالص) وقال تعالى: ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) قال اهل العلم في تفسير هذه الاية والا يشرك ،أ ي لايخبر بعبادة ربه أحدا ، وجاء في الحديث القدسي ياعبدي تفرغ لعبادتي املأ قلبك غنى، فاجنة تريد مشمرين باذلين مضحيين ذاكرين متصدقين واصلين عافيين رحما قارئين قائمين مستغفرين محسنين وعلى الحبيب مصليين ولله مخلصين وموحدين ولرسوله متابعين ومحبين، ولله محتسبين ومتيقنين ولله في العشر الأواخر متبتلين، ومنقطعين ،وعن حقوق الخالق والوالدين والرحم والخلق والجيران والطريق والمسلم مؤدين ومتجاوزين ومن الله خايفين ومراقبين وراجين ورافعين أيديهم بالدعاء لرب العالمين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا،اللهم اعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المؤمنين من النار،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا يا الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم أرزقنا عملا صالحا يقربنا إليك ، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم ارفع عنا مقتك وغضبك وأكرمنا برحماتك ونفحاتك وعفوك ورضوانك. اللهم بلغنا ليلة القدر، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرضى والغنى ، وكتبنا من عتقائك من النار، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماوالحمدلله رب العالمين.