أسعار السلع.. إلى أين تذهب.. ؟
أحمد عمر باحمادي
في مقطع مؤثر ظهر فيه أحد المواطنين منتقداً بألم وحسرة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني.. حيث أفاد أن سعر حبة الروتي قد بلغ ( 100 ) ريال بعد أن كان بين ( 50 ـ 60 ) ريال للحبة الواحدة.
ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك وازدياد احتياجات الناس ارتفعت الأسعار بشكل متسارع.. تبعه تدهور مريب في صرف الريال اليمني مقابل العملات الأخرى..
ولا ننسى شحة الغاز المنزلي وبطء صرف الرواتب للموظفين وصعوبة الحصول على مادة الديزل لأصحاب المركبات والمنتفعين بها .. إضافة إلى المنغصات الأخرى مثل انقطاعات الكهرباء وغيرها.
تجار السلع الغذائية لا زالت قلبوهم متحجرة وضمائرهم لم تًصحُ بعد رحمة بالمواطنين الغلابى رغم كثرة المناشدات والنداءات والمحاضرات وخطب الجمعة ومقاطع الفيديو التي تقطّع القلب والتي نراها بين الفينة والأخرى على منصات التواصل الاجتماعي وبعض البرامج الشعبية على قنوات الفضائيات.
بل بلغ بالبعض من التجار الشحيحين جوعى الأنفس أن يعمل تخفيضات يمكن تسميتها بالتخفيضات الاستهزائية بالمواطنين تحت مسمى ( عروض خاصة ) .. فينقص من أسعار بعض المواد التي يقل شراؤها والطلب عليها بضعة ريالات عن سعرها الأصلي الغالي اصلاً..
كما ظهر في عرض تخفيض ( عرض خاص ) لمادة ( اللبنية ) أو الكاسترد بسعر يقل عن سعرها السابق بـ ( 20 ) ريالاً فقط .. علماً أن تلكم السلعة ستنتهي فترة صلاحيتها بعد شهر .. يعني في ( إبريل ) القادم 2022م!!..
فأي حقارة أوضح من هذه الحقارة وأي نصب واستهتار بمشاعر الناس وتجاهل لمعاناتهم بلغ بهؤلاء التجار الفجّار؟!!
وحتى لا يذهب كلامنا سدىً فقد بات من غير المجدي والمفيد أن نناشد أو نستنجد بالتجار وأصحاب رؤوس الأموال ونطلب منهم الرحمة والإشفاق أو أن يحسّوا بمعاناة الشعب المتعوب والمغلوب على امره.
وقل مثل ذلك في عدم جدوى توجيه النداء للسلطة المحلية أو المسئولين الغائبين والدولة أو الحكومة.. لأن الجميع قد خذل المواطن وتركه وحيداً فريداً جائعاً .. حاله كحال الشاة الهزيلة الضائعة في الليلة الشاتية المطيرة.
لم يبقَ لنا إلا الله عزّ وجلّ نرفع إليه أكف الدعاء والضراعة بأن يفرّج عنا ما نحن فيه من ضيق وضنك .. وأن يشقّ على من شقّ على أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .. وحسبنا الله ونعم الوكيل..