الحل يبدأ بتسويه سياسية بين جميع الاطراف بأستثناء الحوثي
مصطفى محمود
بلاد محطمة منهارة على وشك التقسيم، تحت وطأة خمس سلطات مجتمع مفكك وروابط وطنية ممزقة، شعب مفجوع بقتلاه ومآسيه، نصفه يهيم على وجهه بين نفي ولاجئ ومهجُّر، ونصفه الاخر يعيش الجوع والرعب والذل في مناطقه.
هذا هو حال اليمن اليمنيين الأن؛ بعد ثمان سنوات من انقلاب طغمة مليشاوية سلالية مجرمة مستبدة مافيوية فاسدة؛ توسلت لتثبيت حكم العنف المفرط والقتل والسجن ومواجهة صلف المخابرات والفساد والإدارة السامة للتنوع والمتاجرة بالقضايا الوطنية والاسلامية، وبعد كل هذه المجازر والخراب والدمار وماخلفته من أحزان وأحقاد ومآس يصعب وصفها.
تدعى للحوار شأنها شأن بقية القوى الوطنيه ولعل الحل يبدأ من تبنى التحالف العربي تسوية سياسية بين الاطراف والجماعات اليمنية الفاعلة علي الارض بأستثناء الحوثي.
فاالدمار المجتمعي الذي هو الأخطر والأبعد أثرًا من بين كل هذا الدمار المعمم، حيث وصلت العلاقة بين الجماعات اليمنية المناهضة لمليشيا الحوثي إلى مستويات تهدد فرص العيش المشترك وفرص استمرار وحدة الكيان، فثمة فائض.
من الغضب والحقد، وفائض من الاستقطابات الهُووية. وفائض من عدم الثقة وسوء النوايا، وكل ذلك إلى تصاعد مع اتسداد الأفق وضعف الأمل والرجاء، خفت الحرب قليلا تقريبًا، وانخفض مستوى العنف، ودخلت البلاد في ما يشبه حالة.
الاستنقاع ريثما تتمخض صراعات اللاعبين الكبار في الملعب اليمني عن سيناريو مفاوضات مع جماعة الحوثي التي كانت سبب في كل ماوصلنا اليه اليوم
اي مفاوضات مع هذه الجماعة لن تتيح لليمنيين فرصة ما بهذا المقدار أو ذاك، للمساهمة في تجاوز محنتهم ورسم ملامح مستقبلهم، لاسباب كثيره ابرزها واهمها ان قرار المليشيا الحوثيه مرتبط بطهران صاحبه الحل والعقد وما الحوثيين الا مجرد اداه ينفذون الاجنده الايرانيه مقابل مكاسب شخصيه وعائلية وسلالية على حساب اليمن.
ثانيا ، نشأة الحركة الحوثية ومعتقدها وفكرها وادبياتها وومارساتها قائمه مبدأ الولايه والحق الالهي في الحكم، هذا يعني ان اي مبادرات دوليه او اقليميه يتعاطها معها الحوثيين او حتى المبادرات التي يقدمها الحوثيين انفسهم للامم المتحدة اقول اي مبادرة لا يتضمن الحل هو سلطة الولاية الهاشمية فالحوثيون يتعاطون معها بهدف المراوغه وليس الحل اطلاقا
.وانطلاقا مما سبق فالحل الحقيقي والصادق يبدأ من تبني تسويه سياسيه كافه القوي اليمنية بأستثنا جماعه الحوثي لكونها تحمل مشروع عرقي ديني سياسي خاص بفئه سلاليه ولايعبر عن مستقبل اليمنيين وتطلعاتهم تحمل مشروع لا يشبه اليمن ولا اليمنيين بينما بقية القوى اليمنية بمختلف توجهاتهم ومشاربهم الفكرية والايديولوجية والحزبية والمناطقيه مشروعاتها سياسية مهما اختلفت وتباينة مشاريعهم ، ولهذا ستشكل تلك التسوية السياسية التي يُفقرض بها أن تنهي النزاع في اليمن وتفتح أمامها باب المستقبل والتي يُفترض أن تُدعى إلها معظم الأطراف والجماعات اليمنيه الفاعلة. الأرضية والقاعدة التي سيقوم عليه النظام السياسي الجديد، وسترسم حدوده وقواعده الرئيسة؛ وتحرير اليمن من المليشيا الحوثيه وهذا هو الشكل الطبيعي والتاريخي، على ما يعلمنا التاريخ. ولا بد أن تتمخض تلك التسوية عن وثيقة مبادئ تُلزم السلطات التأسيسية المقبلة والمتعاقبة باحترامها وعدم المساس بهاء دائمًا أو مؤقنًا، تعديلًا أو تغييرًا في أي دستور أو تعديل دستوري مقبل. هذه المبادئ التي يُفترض أن يتواضع عليها الفرقاء اليمنييون للخروج من محنتهم. ويمنحونها تلك الدرجة من السموء هي من النوع الذي يُطلق عليه: «مبادئ فوق دستوريه وفوق المرجعيات الثلاث».
مطلوب من تلك المبادئ إذن، وبشكل أساسي تحرير اليمن من المليشيا الحوثيه وأن تعالج المسائل الخلافية الكبرى بين الجماعات اليمنية، وأن تعالج مخاوفها وهواجسها المختلفة بشأن حقوقها وحرياتها ومستقبلها، بما يكفي لخلق حدٍ من الطمأنينة والثقة بين اليمنيين ينقلهم إلى مرحلة العمل المشترك والتفكير بالمستقبل.