أجراس السلام تقرع في الرياض
سعيد الجعفري
بالكثير من التفاؤل يتطلع الشعب اليمني للمشاورات التي ستنعقد في العاصمة السعودية الرياض بين مختلف المكونات اليمنية بدعوة ورعاية مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي هذه المشاورات المزمع إنعقادها في ال 29 من الشهر الحالي للتأكيد على إصرار دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على إحلال السلام وترك الباب مفتوحاً أمام الحوار للجلوس للإتفاق ، حول المستقبل . باعتبارهم وحدهم المعنيين في إتخاذ قرار إيقاف الحرب والإنخراط في صفوف الدولة التي تحفظ السلم الاجتماعي والمواطنة المتساوية والحقوق للجميع دون إستثناء . والتفرغ للبناء والمشاركة السياسية وفقا لمبادئ التداول السلمي للسلطة عبر الإنتخابات ووضع نهاية للحرب. وطي صفحة الماضي وعودة الحياة الطبيعية وسلطات الدولة ومؤسساتها.
ولذا فقد جاءت الدعوة الخليجية لجميع الأطراف اليمنية في الجلوس للمشاورات دون اشتراطات مسبقة أو أجندة معدة مسبقًا أو وصاية من أحد.
وحدهم اليمنيون هم من يقررون مستقبلهم ، وما الذي يريدونه لدولتهم برعاية خليجية ، سوف تعمل على دعم ورعاية المخرجات ، ومساعدة اليمنيين على إنهاء الحرب . والمضي في مرحلة جديدة من البناء والاعمار . تمكن اليمنيون أن يكونوا ضمن المنظومة الخليجية. إذا ما أختاروا ذلك ، فسوف يجدون كل الترحيب من قبل الأشقاء ، الذين سبق أن كرروا التأكيد على رغبة الدول الخليجية ، أن تكون اليمن ضمن هذه المنظومة. وهو المكان الطبيعي بحكم الجوار والجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك الواحد .
وبالتالي فإن الدعوة الخليجية تعمل على جمع مختلف المكونات ، والتنسيق لهذه المشاورات في الجلوس على طاولة الحوار لإنهاء الحرب ، وتحقيق السلام المنشود .
باعتباره الغاية النهائية التي يتطلع اليها اليمنيين . ويتوقع أن تكون مختلف الأطراف والمكونات أمينةً في تحقيق هذه الغاية.
و تفترض مصلحة الجميع والمنطق الطبيعي يقول أن السلام هو الخيار الذي ينشده الجميع . والغاية التي يتطلع اليها عموم الشعب اليمني.
وينتظر من كافة القوى أن تثبت من خلال هذه المشاورات أنها فعلا تمثل الإرادة الجمعية للمواطنين اليمنيين على إمتداد خارطة الوطن . الراغبين في السلام ، وطي صفحة الحرب، وعودة الدولة القوية الضامن لمصلحة الجميع في تحقيق العدل والمساواة والمواطنة للجميع.
والحقيقة الواضحة انه ليس هناك أي مصلحة لأحد من اليمنيين في استمرار هذه الحرب.
ولذا فإن كل المكونات جاهزة لهذا السلام تماماً مثلما كانت حريصه عليه في السابق .
أما من يصرون على استمرارها حتما هم خارج الإرادة الشعبية ، الراغبة بالسلام ، ولا يمكن أن يمثلوا إرادة أحد من أبناء الشعب ، سوى انفسهم كجماعة حرب، وقتل ، تعتقد إن الحرب توفر لها عامل الإستمرار والبقاء تحت طائلة حروب لا تريد لها أن تتوقف ولذا فإنها تتخلف دوماً عن ركب السلام.
وحتما سيجدون أنفسهم يُحرقون بنيرانها طال الزمن أم قصر.
إن لم يجنحوا للسلم والجلوس على طاولة الحوار اليوم .والإستفادة من الدعوة الخليجية. فإن القادم يحمل لهم المزيد من الجحيم . فمن يرفض السلام عليه أن يكتوى بنيران الحرب التي أختارها ويصر عليها.
حيث يجد اليمنيون أنفسهم أمام خياران إما الإستمرار بالحرب ، او القبول بخيار السلام. الذي تقرع أجراسه الآن . من جديد متيحة فرصة أخرى للسلام.
ولا شك ان الرغبة الطبيعية والمنطقية تقف بشدة في إختيار السلام والإستقرار كي يعود اليمن سعيداً .
ويصبح معها الحرب جزءاً من الماضي باعتباره خياراً عدمياً.
وحين كُتب على اليمنيين أن يخوضنها مجبرين لاستعادة دولتهم باعتبارها الضامن الوحيد لتحقيق السلام . من أجل إستعادة السلام وإجبار الطرف المتمسك بالحرب على القبول بالسلام والتخلي عن معتقداته الطائفية بعد أن كان هذا الطرف واعني بوضوح الميليشيات الحوثية يمضي دون هوادة في إشعال جذوة الحرب ويرفض التخلي عن السلاح ، المنهوب من الدولة التى أسقطها . ويتمسك في الإستمرار في الحرب، متجاهلا جميع فرص السلام التي لاحت في الأفق أكثر من مرة وهاهي أجراس السلام تقرع من جديد في محطة فارقة من الزمن بعد أن اكتوى اليمنيين بنيران هذه الميليشيات حين خطفت دولة اليمنيين ويصر الخاطف على المضي في طريق الحرب التي حتما ستحرقه نيرانها.