أحداث أوكرانيا المتسارعة.. من المستفيد.. ؟!
سلطان مشعل
يتصاعد الوضع العسكري والجيوسياسي في أوكرانيا تصاعدا ملحوظا وبارتدادات واهتزازات على جميع الصعد والمستويات وبانعكاسات في كل الاتجاهات.
متجاوزا تلك البقعة الجغرافية إلى جميع أنحاء العالم .
وبما أنه لابد من مستفيدين ومتضررين من الأحداث والصراعات والتدافع بين الدول بمختلف أحجامها وأوزانها وبشتى بواعثها ومجرياتها.
فإنه بالنظر للأزمة الأوكرانية الحالية والمتصاعدة فإن الأطراف المتضررة قد تبَدّت بصراخها المبحوح وأنينها المسموع.
وبالنسبة لمن يستفيد من ذلك النزاع ومن ذلك التدافع فقد بات واضحا جليا بأنها إيران وذلك للاعتبارات التالية :
أولا / من حيث توقيع الولايات المتحدة على الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا الحالية والذي اصبح امرا وشيكا ومسلما به وبالشروط الإيرانية التي استطاعت فرضها على الاتفاق واقتناص الفرصة بسبب المأزق الأمريكي في اوكرانيا.
هذا الاتفاق الذي سترفع بموجبه العقوبات الأمريكية على إيران وسيفرج عن أرصدتها المجمدة بالبنوك الغربية تحديدا والعالمية على وجه العموم .
ثانيا / فيما يخص البترول والغاز فإن الولايات المتحدة بحاجة لضخ كميات كبرى إلى الأسواق الغربية لتعويض صادرات روسيا من نفس السلعة والتي ستتراجع حتما وربما تتوقف كليا بالنسبة للأسواق الغربية وإيران هي المعول عليه في تعويض تلك الكميات ورفد السوق الغربية ولو ببعض الاحتياجات من ذلك.
ثالثا / سترفع قيود المراقبة في البحار على عمليات التهريب التي تمارسها إيران وأذرعها والشبكات الدولية المرتبطة بها وكون ذلك مصدر إثراء وبأرباح كبيرة وباعتبار ذلك ميدانا للتشبيك المخابراتي واللوجيستي مع وبين جهات عدة ولمصلحة إيران بالطبع.
رابعا / حتما ستتراخى القبضة الروسية في سوريا لصالح الأدوات الإيرانية.
خامسا / ستسعى أمريكا لإغراء إيران بمصالح خيالية مقابل إثناءها عن الإنخراط او التماهي مع الدب الروسي اوالتنين الصيني كونها قوة رئيسة في المنطقة وثقلها كبير ومؤثر .
وبناء على ذلك ستطلق الولايات المتحدة يد إيران بالمنطقة وستبيح لها ما كان الاقتراب منه ممنوعا أومحضورا أخذه أوربما انتهاكه مؤجلا.
وسيكون ذلك بمثابة إطلاق الثور الهائج المائج بعد حصار وتفحيل من حضيرته إطلاقه ليشبع نهمه العدواني ورغبته الجامحة {نحرا بقرونه الحادة ، ورفساََ بأرجله القوية ، وكسراََ بعظمات رأسه المدربة ، وفحساََ ببطنه الثقيلة} .
والمنطقة العربية بالطبع هي الميدان المفضل لدى ذلك الثور.
وهي الفريسة المعدة مسبقا من قبل القطب الواحد في تلك الغابة المعمورة بالإنس.
ومن هنا يتضح جليا وبما لايدع مجالا للشك أن إيران هي أكبر المستفيدين من الأحداث الأوكرانية بل وأمهر الجناة لقطف ثمارها واستغلال حاصلها..
يبقى السؤال..
أكو عرب؟!