علاج السرطان بجزيئات الذهب

د. اماني صالح هادي

كلنا معا …. ضد السرطان..

الاسبوع الخليجي السابع للتوعية بالسرطان.
ربما يسأل البعض هل ممكن يتم علاج السرطان بمعدن الذهب… فكرة علاج السرطان بجزيئات الذهب النانومترية القائمة على حقن قطع الذهب الصغيرة (نانو) داخل الجسم لتمتص الضوء تحت الأحمر وتسخن الخلية السرطانية للقضاء عليها، موضحا أن التجارب أثبتت أنه عقب تسخين قطع ذهب ورفع درجة الحرارة حول الخلية يتم انصهار أو “تسييح” الخلايا السرطانية والبروتينات حولها مما يمنع من انقسامها.

كان القدماء يعتقدوا ان الذهب معدن الخلود لانه لا يتاثر باي من العوامل ويبقي بريقه على حاله ويقال انهم كانوا يعتقدون ان تناول كميات صغيرة منه توصلك الي الشباب الدائم.لماذا الذهب بالذات، لسببين :

اولا :
انه معدن خامل ,,لا يتفاعل مع معظم الاحماض والقلويات فبالتالي ليس له اي تاثير ضار علي الجسم.

ثانيا :
ان بعض النظائر منه لها خاصيه التحول الحراري يعني لو تعرضت الي موجات ضوئيه بطول موجي معين تمتص هذه الموجات وتحولها لطاقه حراريه محدده.
فكره استخدام جزيئات الذهب في علاج الاورام فكرة قديمة جدآ من اكتر من 120 سنه ولكن حديثا ظهر الاهتمام في استخدامه بواسطه النانوتيكنولوجي ,حيث يتم يصنع كرات صغيرة جدآ من الذهب .

تقريبا بي حجم كرات الدم الحمراء ,,وكمان حطوا عليها بعض من الحديد من أجل رؤية تجمعاتها في الجسم بواسطة الاشعه والرنين المغناطيسي.
يقوم المعالج باستخدام أشعة الليزر تحت الحمراء infrared laser والتي لها قدرة على اختراق الأنسجة لعدة سنتيمترات، لذا فعند وصولها لجزيئات نانو الذهب التي تتجمع حول خلايا السرطان، تعمل على رفع درجة حرارتِها مما يعقبه تبخير السائل الموجود في الخلايا السرطانية ومن ثم يجعلها تتمدد في صورة فقاعات نانومترية وبمزيد من التمدد تنفجر تلك الخلايا وتتحطم collapse..وطبعا نتاكد من كل هذا بالاشعات المتتالية.

القصه ان تجربة العلاج بجزيئات الذهب في انابيب الاختبار علي خلايا سرطانيه اثبت نجاح كبير وهذا احدث ضجة كبيره. ولكن هنالك بعض المشاكل والأضرار قد ظهرت على الفئران التي تم علاجها بتلك الطريقة في العلاج، منها أنه وعند حقن الحيوان في الوريد بجزيئات نانو الذهب التي حجمها 13 نانوميتر فإن تلك الجزيئات تسير مع تيار الدم، ومن ثم تتجمع في بعض أعضاء الجسم الهامة مثل الطحال والكبد مسببة إضرارا لهذا العضو وتسمما كبيرا، لأنها تظل فيها مدة طويلة، ونظراً لصغرها الهائل فإنها وحسب رأي بعض العلماء أيضاً تصل لأنوية الخلايا مرتبطة بجزيئات “دي إن إيه” بها متداخلة مع وظائفها، أيضاً قدتسبب طفرات فيها مما ينجم عنه طفرات وأمراض وراثية لا نعرف إلى أي مدىً سوف تُأثر في الأجيال القادمة، هذا بالإضافة إلى أنه عند حقن جزيئات نانو الذهب ذات الحجم من 8-37 نانوميتر في الفئران فإنها تسبب أعراضا مرضيةً غريبة وغير مألوفة abnormal في الكبد والطحال والرئة، مما يتسبب في نفوقِها وموتها.

لكن وبالرغم من الدور الهام الذي تلعبه جزيئات نانو الذهب في هذا النوع من العلاج، فإن مجلة ساينس الأمريكية Science قد ذكرت في تقرير كتبه مراسلها “روبرت سيرفيس” في 15 فبراير 2016 لخص فيه مميزات وكذلك المشاكل التي سوف تواجه الذين سوف يُعالجون بهذه الطريقة، وذلك من خلال آراء المختصين ومنهم دكتور “ديمتري لابوتكو” المتخصص في علم الليزر والعلاج باستخدام تكنولوجيا النانو ويعمل بشركة “تكنولوجيا النانو للعلاج الطبي” ماسيمو في إيرفن بكاليفورنيا، والذي ذكر أن مشكلة العلاج بجزيئات نانو الذهب تتلخص في أن تلك الجزيئات وبعد حقنها في جسم الإنسان لا تُفرق بين الخلايا السرطانية والخلايا العادية، بعد ذلك وعند البدء باستخدام الأشعة تحت الحمراء -بطول موجي 782نانوميتر- فإنها تطال أيضاً الأنسجة السليمة القريبة من الخلايا السرطانية ومن ثم تتأثر الخلايا السليمة سلباً مع طول الفترة الزمية التي يستخدمها العلماء أثناء العلاج، خاصة الأنسجة الحيوية والحساسة مثل الأعصاب وجُدُر الأوعية الدموية مثل الشرايين.

في النهاية نشكر كلَّ العلماء الذين حاولوا ويحاولون مساعدة المصابين بأخطر الأمراض وأكثرِها فتكا بالبشرية ألا وهو السرطان، كما نودُّ من الجميع عدم التعجل في تطبيق هذا الأسلوب العلاجي على المرضى، حتى يتم الاعتراف به من قبل الهيئات والمختبرات والمراكز العلمية العالمية المختصة في الصحة والتطبيب، خصوصا منظمة الصحة والدواء، ومنظمة الصحة العالمية، وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى