السامعي يكتب | عندما ينتحر الحرف
عبد المجيد السامعي
تتلعثم الشفاه وتتحشرج الكلمات وينتحر الحرف لرحيل العلامة الحكيم والمجاهد الصلب الشيخ ناصر الشيباني رحمه الله رحمة الابرار.
الشيخ ناصر الشيباني امام مجتهد تعجز الكلمات أن تفيه حقه ، رجل فريد من طراز نادر يشكل نسخط طبق الاصل من شخصية الامام البيحاني طيب الله ثراه ، روح الشباب تسري فيه فتتعلق به قلوب عامة الناس قبل طلابه ومحبيه، رحل في ظرف عصيب كم كنا بحاجة للرجال من امثاله؟ والبلد تمر بهذه المحنة، فكم نحن بحاجة ماسة لمن يجيدون اطفاء الحرائق!!،لا اعلم مشكلة الا وله جهد طيب في حلها، كان بلسم يداوي الجراحات ويد حانية تجبر القلوب المكلومة.
منذ نعومة اظفارنا ونحن نستمع لدروسه اليومية التي تذاع من خلال اذاعة تعز الرسمية، خاض معتركات كثيرة مدافعأ ومنافحا عن الجمهورية اليمنية وسلك دروب وعرة ، عرفت نضالاته مناطق شتى في اليمن وخارجه ، له العديد من الكتب والمؤلفات القيمة منها ماطبع ومنها لاتزال ماثلة للطبع ،تقلد العديد من المناصب اخرها وزير الاوقاف والارشاد، لكنه عندما وجد الوزارة عبارة عن مكتب عقارات لخصخصة اراضي الاوقاف اعتذر عن المنصب.
كان رحمه الله رمز للوسطية والاعتدال، مفتي ومدرس يقيم خطبه ودروسه العلمية بشكل دوري في اغلب مساجد المحافظة تعرفه الكليات والمعاهد المتخصصة، يقول كلمة الحق لايخاف في الله لومة لائم ، يسلك منهجا وسطيا بعيدا عن عقلية التزلف والتسلق واستثمار الازمات.
رحل الى جوار ربه ولم يبالي أوقعت عليه المنية ام وقع عليها، فلطما كان يطلب الشهادة في سبيل الله، لكن الاقدارابت الا ان تاتيه بعد ان اثقلت جسده سنين الحروب والفتن التي تعصف بالأمة اليمنية.
لم يكن ممن يحبون الظهور لكن محبته في القلوب ظاهرة ،،ولم يزاحم قط على المناصب لكنه كان البدر الذي يفتقد في الليلة الظلماء، واذا ماحزب أمر او اشتد الخطب انصرفت انظار العلماء اليه.
رحم الله الشيخ ناصر الشيباني واسكنه فسيح جناته ان القلب ليحزن وان العين لتدمع.