أحمد غيلان يكتب | مدعوم إماراتياً
أحمد غيلان
معلوم أن التحالف العربي لدعم اليمن هو كيان جامعٌ تم تكوينه بطلب من الشرعية اليمنية وجميع القوى السياسية المشاركة في حكومة الشرعية اليمنية، لدعم ومساندة معركة تحرير اليمن من عصابات الحوثي العميلة لإيران، وردع المشروع التوسعي الاستعماري الإرهابي الإيراني القبيح، الذي يستهدف اليمن والسعودية والخليج والدول العربية، ويشكل خطرًا على مصالح العالم؛ من خلال تهديد خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر، ومحاولة السيطرة على مضيق باب المندب، كما يهدد الأمن والسلم الدوليين من خلال أعمال القرصنة وتلغيم المياه الإقليمية والتعرض للسفن التجارية بالزوارق المفخخة، وغيرها من أعمال القرصنة والإرهاب التي اشتهرت بها إيران وأذرُعها وعصاباتها في أكثر من موقع على خارطة الكرة الأرضية.
ومعلومٌ أن التحالف العربي لدعم اليمن تشكَّل منذُ البداية بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان ومملكة البحرين ودولة الكويت وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وهذه الدول جميعها تستحق الشكر والتقدير من كل يمني أصيل ومن كل عربي حُر، باستثناء الدول التي استثنت نفسها وخرجت – أو أُخرجت – من التحالف العربي بسبب ما اقترفت من أخطاء وانحرافات هُنا أو هناك.
وضعُ التحالف العربي لدعم اليمن ودوره ومسارات نشاطه بكل تفاصيلها معلومة لكل من يتابع بحرص وحصافة، وجُهد هذا التحالف مثل أي جُهدٍ بشري محكوم بالنقص أو القصور؛ على قاعدة ” الكمال لله وحده”، وأدوار الدول المشاركة فيه موزعة ومتكاملة وكثيرٌ منها ظاهر للجميع، إلَّا من أعمى الله بصائرهم قبل أبصارهم، ومن هؤلاء طابور العدو الحوثي الإيراني ومن يسير في فلكه عمدًا أو كِبرًا أو حماقةً أو جهالة.
من هذا الطابور الأهوج حفنة كتبة – أغلبهم متطفلون على الإعلام والسياسة – بعضهم ينتمون لقوى وطنية يمنية في الصف الجمهوري – أو محسوبة على الصف الجمهوري – الذي يواجه العدو الحوثي الإيراني، أو ممن يدعون أنهم ضمن هذه القوى، ولكنهم ينخرون صفها ويستهدفون أطرافها ويستهدفون مقاتليها وثُوَّارها ورموزها، ولا شغل لهم ولا عمل سوى التفكيك والتشكيك والتصنيف والمماحكات، والنبش في أسباب الفرقة وتشتيت الجهود، واختلاق أسباب الضعف والوهن، وافتعال المعارك الجانبية الهامشية، التي تخدم العدو الحوثي الإيراني، وتطيل أيَّام تسلطه، وتؤخر النصر اليمني العربي على كهنة العصر وأذيال إيران وأدواتها الإرهابية القذرة.
ومن هذا الطابور زمرةٌ قُبحٍ تجاوزت تصنيف القوى الوطنية اليمنية التي تواجه الحوثي – حزبيًّا ومناطقيًّا وجهويَّا وأيديولوجيًّا – إلى تصنيفها بحسب الحضور المباشر لدول التحالف التي تدعمها أو تتولى الإشراف على تسيير دعمها على وفق الأدوار المرسومة لدول التحالف العربي، كما هو الحال بمن لم يجدوا ما يستهدفون به ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والقوات المشتركة في الساحل الغربي والمقاومة الجنوبية سوى تكرار لازمة ( المدعومة إماراتيًّا ) عند ذكر أيٍّ من هذه القوى كتابةً أو تعليقًا.
يحاول هذا القطيع من السفهاء تضليل الرأي العام وإقناع المغفلين بأن هذه اللازمة : ( المدعومة إماراتيًّا ) وصمة أو شتيمة لدولة الإمارات أو لمن تدعمهم الإمارات، ولتحقيق هذه الغاية القذرة سبق لهم وأن استهدفوا دولة الإمارات العربية المتحدة بمجموعة الشائعات والأباطيل والأكاذيب؛ منها التشكيك بأدوارها وأهدافها والتباكي على أرخبيل سوقطرى وجزيرة ميون وشجرة دم الأخوين وميناء عدن ونفط شبوة والتطبيع مع إسرائيل وغيرها من الأساطير التي لا علاقة لها بمعركة تحرير اليمن التي تدعمها الإمارات ضمن دول التحالف العربي، كما لا علاقة لليمن واليمنيين بما تختاره الإمارات من قرارات وعلاقات مع أية دولة، في حين لليمن واليمنيين علاقة مباشرة بالدور العروبي الأخوي الذي تقوم به دولة الإمارات في إطار دول التحالف العربي لدعم اليمن في معركة مصيرية مع عدو اليمن الأول ( العصابة الحوثية ) الذراع الإرهابية القذرة لإيران ( العدو التاريخي لليمن والعرب والمسلمين).
هذه الكائنات – المتحوِرة عن طابور لا تقل خطورته على اليمن عن طابور الحوثي وإيران – وصل قُبحها ذروته حينما شاهدنا وسمعنا وقرأنا لها وعنها ما يستهدف انتصارات الساحل، ويشكك في معركة تحرير البيضاء ويقلل من جهود وبطولات تحرير مديريات شبوة للمرة الثانية، ويستهدف أي إنجاز في ميدان المعركة لصالح اليمنيين، لا لسبب ولا لغاية ولا لأي مبرر سوى أن الأبطال الذين يحققون هذه الإنجازات مدعومون إماراتيًّا.
يتناسى أولئك النكرات دعم ودور وحضور الإمارات – ضمن دعم ودور وحضور دول التحالف العربي – منذُ تشكيله؛ في معارك تحرير مارب والجوف، وتحرير عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، ويتناسون شهداء الإمارات الأبطال الذي اختلطت دماؤهم بدماء الأبطال الذين حرروا مأرب وعدن وشبوة والساحل الغربي وبعض مديريات تعز، ويستحضر هؤلاء الدجالون مواقف للإمارات من تنظيمات وقوى سياسية وعصابات وكيانات خارج جغرافية اليمن، ليستهدفوا الإمارات من بين دول التحالف العربي في اليمن، ووصل القبح ببعضهم إلى استهداف كُل دول التحالف العربي مجتمعة ومنفردة، على خلفية مواقف دول التحالف من تلك الكيانات التي لا علاقة لها باليمن ولا مصلحة لليمن واليمنيين في مساندتها، ولا يعني اليمنيين ولا يدخل ضمن مفردات معركتهم موضوع نصرتها أو خُذلانها.
اليمن تخوض معركةً مصيرية، هي معركة العرب والعروبة ضد أعداء العرب والعروبة، ودول التحالف العربي تدعم وتساند اليمنيين وتخوض معهم هذه المعركة بما أوتيت من قُوةٍ، ودولة الإمارات واحدة من دول التحالف العربي، واستهدافها تحت أي مبرٍّر أو استهداف دول التحالف العربي هو اصطفاف مع العدو الحوثي الإيراني، وعلى تلك الكائنات العدمية أن تستوعب جيِّدًا أن كل يمنيٍّ حُرِّ أصيل يفخر بدور كل دول التحالف العربي الداعم لمعركة التحرير.
نحن نقاتل العدو الحوثي المنحدر من كيان كهنوتي دخيل على اليمن، يؤسس لكيان عنصري سلالي متخلف، ويعمل لصالح العدو التاريخي الفارسي لليمن والعرب والمسلمين، ونقولها بفخر واعتزاز أننا نخوض معركتنا بدعم ومساندة من دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، ودون الانتقاص من دور ودعم ومساندة المملكة العربية السعودية أو دور جمهورية مصر العربية أو دور السودان أو البحرين أو غيرها من دول التحالف، نقولها بفخر واعتزاز، ولتحفظوها جيِّدًا ويحفظها التاريخ:
نحن نقاتل العدو الحوثي الإيراني مدعومين من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولنا كُل الفخر بحلفائنا أولاد زايد وأبناء الإمارات، كما نفخر بكل شقيق ساندنا بالجهد أو الدعم أو الموقف أو حتى بشق كلمة، وليخسأ طابور النكرات والمتنكرين والمرجفين وتُجَّار المواقف الرمادية.